على خطى التسيير السابق لحزب “العدالة والتنمية”، قامت بلدية الرباط، التي تترأسها أسماء غلالو المُنتمية لحزب “التجمع الوطني للأحرار”، بعملية تثبيت علامات التشوير الطرقي بشوارع وأزقة المدينة مكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.
وقامت المصالح التابعة لبلدية الرباط، بوضع وتثبيت اللوحات المحددة للاتجاهات في مختلف أزقة وشوارع المدينة، مكتوبة باللغة العربية والفرنسية في المقابل تجاهلت بشكل مطلق اللغة الأمازيغية اللغة الرسمية للدولة والرصيد المشترك لجميع المغاربة بدون استثناء.
وفي الوقت الذي “مزّغت” فيه مؤسسة البرلمان واجهته؛ وأضاف مقر “نواب الأمة” اللغة الأمازيغية لواجهته البصرية منذ مدة طويلة، لوحظ أن كل اللوحات وعلامات التشوير الجديدة التي تم تثبيتها على مستوى شارع محمد الخامس بقلب العاصمة، والمؤدي إلى البرلمان بغرفتيه، كلها مكتوبة باللغتين العربية والفرنسية دون الأمازيغية.
وفي الوقت الذي يحتفل فيه المغاربة بالقرار التاريخي للملك محمد السادس بترسيم السنة الأمازيغية عطلة رسمية مؤدى عنها، والإشادة الواسعة بهذا القرار والتفاعل الملكي المستمر مع مطالب الحركة الأمازيغية، تُصر المؤسسات العمومية والشبه عمومية والهيآت المنتخبة على تجاهل الأمازيغية ومعها الإرادة الملكية.
قرار عمدة الرباط هذا، ضرب عرض الحائط كل ما عبر عنه رئيس الحكومة عزيز أخنوش سواء خلال التصريح الحكومي وكذا الالتزامات التي عبر عنها في أكثر من لقاء، أو خلال الحملة الانتخابية، بالإضافة إلى تصريحاته السابقة إبّان “تعريب” وتسمية شوارع أكادير من طرف حزب “العدالة والتنمية” بأسماء “فلسطينية”، إذ قال حينها بالحرف خلال مشاركته بالجلسة الافتتاحية لمنتدى ” aza forum»، “بالله عليكم لو كان المناضلون الأمازيغيون الحقيقيون؛ متواجدون داخل مجلس الجماعة وحاضرين فيه بقوة، ألن يغيروا الأمور”؟. وأضاف “النضال يجب أن يكون من داخل المؤسسات المنتخبة، فمن الجميل أن نداوم على تنظيم المحاضرات والمنتديات الجمعوية؛ كنضال من أجل القضية الأمازيغية، لكن الأفضل أن نكون داخل المؤسسات والمجالس المنتخبة التي تتخذ القرارات”.
وزاد خلال كلمته: “بكل صراحة تركتم المناصب والنضال داخل المؤسسات، وترون الآن نتائج ذلك، أسماء أزقة أكادير يتم تغييرها”. وأوضح في معرض كلمته:” في سنة 2021، إن لم تأخذوا الأمور بين أيديكم وتقتحموا المؤسسات، فإن هذا المركب الثقافي الذي نتواجد فيه الآن؛ ويحمل اسم الفنان الأمازيغي الرايس سعيد أشتوك، يمكن أن يغير باسم آخر غيره”.
وشدد حينها على أن «اللغة الأمازيغية يجب أن تكون في المكانة التي تستحقها، يجب أن تكون في التعليم والإعلام والإدارات العمومية وفي مختلف مناحي الحياة العامة بالمغرب”. وبعد أن قرر عدد من نشطاء الحركة الأمازيغية العمل من داخل المؤسسات والالتحاق بالأحزاب السياسية، تفاجؤوا باستمرار نفس العقليات الإقصائية التي تستمر في التهميش والنظر إلى الأمازيغية بعين الريبة وكأنها “لغة الاستئناس” وليست لغة رسمية للدولة محمية بأسمى قانون في البلاد.
قرار أغلالو تجاهل كذلك المادة 27 من القانون التنظيمي المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، والتي تؤكد على استعمال اللغة الأمازيغية، إلى جانب اللغة العربية، في اللوحات وعلامات التشوير المثبتة على الواجهات وداخل مقرات الإدارات والمرافق العمومية والمؤسسات والمنشآت العمومية والمجالس والهيئات الدستورية والمجالس والهيئات المنتخبة، و اللوحات وعلامات التشوير المثبتة على الواجهات وداخل مقرات السفارات والقنصليات المغربية بالخارج وكذا المرافق والإدارات التابعة لها، بالإضافة إلى لوحات وعلامات التشوير المثبتة في الطرق والمحطات الطرقية والمطارات والموانئ والفضاءات العمومية.
لكن، يبدو أن عمدة الرباط، لا تهتم بالقوانين ولا الدستور وماضية في تجاهل الأمازيغية والإرادة الملكية وحتى الالتزامات التي التزم بها أمين عام الحزب الذي تنتمي إليه!!
منتصر إثـري