قال عمر عزيمان خلال الندوة العلمية التي ينظمها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي في موضوع: “الإبتكار التربوي ودينامية الإصلاح بالمغرب“. مابين 9 و10 اكتوبر الحالي، بأنه “من شأن الابتكار البيداغوجي أن يساعد على بلورة تصور استراتيجي وطني للابتكار في التربية والتكوين والبحث العلمي؛ مبرزا بأن الأبحاث والتجارب والدراسات الدولية تؤكد أن التربية والتكوين والبحث العلمي تعد الميادين الأكثر خصوبة للابتكار. كما تؤكد أن الحلول المبتكرة للتحديات التربوية التي تواجهها مختلف المنظومات التربوية هي نتاج اجتهادات ومبادرات يقوم بها الفاعلون التربويون على الخصوص”.
وأضاف عزيمان ، رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، بأن هذه الندوة تعكس الرغبة القوية للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي في تعميق التفكير والنقاش في موضوع الابتكار البيداغوجي، باعتباره مدخلا من مداخل الارتقاء بالمدرسة من خلال تشجيع الممارسات والتجارب التربوية المبتكرة، الكفيلة بالإسهام في تحسين الجودة، وتسريع وتيرة التعلم، وتنمية حب الاستطلاع والاستكشاف والفضول الفكري والمبادرة الابداعية لدى المتعلم.
وأشار عزيمان في الندوة ،التي تستمر أشغالها إلى يوم غد الأربعاء، إلى “أن بلادنا أضحت تتوفر، منذ سنة 2015، على رؤية استراتيجية، لبناء مدرسة قوامها الإنصاف والجودة والارتقاء بالفرد والمجتمع في أفق 2030. ومن بين رافعات هذه الرؤية تشجيع الابتكار البيداغوجي”.
وأورد بأن “المجلس على إدراك تام بأهمية الابتكار في إذكاء ومواكبة التحولات البيداغوجية والتربوية، وبالدور المحوري لتشجيع المبادرات والممارسات المبتكرة، وتعميم فائدتها على الفاعلين التربويين والمتعلمين”.
وشدد على أن “تنمية ثقافة الابتكار لدى الفاعل التربوي تنعكس على جودة التعلمات ومتانة المكتسبات لدى المتعلم، مع تمكينه من توظيف طاقاته وقدراته على الإبداع والابتكار تفكيرا وممارسة”؛ وأضاف “هذا فضلا عن كون الابتكار يسهم في بناء مجتمع متنور قائم على تنمية الكفايات النقدية الخلاقة، القادرة على اصطفاء أجود الأفكار والمعارف، في عالم أهم سماته تدفق المعلومة والمعرفة عبر التكنولوجيات الرقمية”.
وتهدف هذه الندوة إلى إذكاء الاجتهاد الجماعي من أجل بلورة تصور استراتيجي متقاسم للابتكار في ميادين التربية والتكوين والبحث، بوصفه دعامة أساسية للرفع من الجودة في مختلف هذه الميادين، ولحفز النبوغ الفردي والذكاء الجماعي على الارتقاء المستمر بالابتكار والإبداع.
ويساهم في أشغال هذه الندوة صفوة من الخبراء المغاربة والأجانب، إلى جانب حضور عدد من المشاركات والمشاركين، من أجل تبادل الأفكار والتجارب والاقتراحات والمناقشات الكفيلة بإعطاء دينامية أقوى للمعرفة المرتبطة بالابتكار والإبداع، ولسبل تجسيدها في الممارسات البيداغوجية الخاصة بالمدرسين وبالمتعلمين.
رشيدة امرزيك