أكد الجيلالي السايب، جامعة محمد الخامس بالرباط، أن من بين “الشعارات التي هتف بها ناشطو الحركة الثقافية الأمازيغية في المغرب، بجميع مظاهرها منذ عام 2000 تحظى أحدها بأهمية خاصة بسبب تواتر احتجاجها “لا ديمقراطية بدون الأمازيغية”.
وأضاف السايب في مداخلة له بعنوان “الثقافة الأمازيغية ومستقبل الديمقراطية في المغرب” في الندوة العلمية ” “الثقافة الأمازيغية، الديمقراطية والأدب” المنظمة ضمن أشغال فعاليات مهرجان فاس الدولي للثقافة الأمازيغية؛ أيام 11، 12 و13 ماي الجاري بمدينة فاس؛ أن ” المرء كان يتساءل ما معنى هذا الشعار وما هو برنامج الإصلاحات الذي يدعمه”.
وأضاف “لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية حقيقية في المغرب، إلا إذا كان البعد الأمازيغي معترفا به؛ مع دمجه في النسيج الثقافي والاجتماعي للبلاد؛ بل في جميع مجالات الحياة العامة وهكذا”، مشيرا إلى أن “مستقبل الديمقراطية في المغرب يحتاج إلى رعاية جيدة وصادقة لا رجعة فيه”.
وشدّد الجيلالي السايب على أن ” الديمقراطية تعتمد على المساهمات التي تقدمها لإرساء دولة القانون المتساوية والشاملة دون تسلسل هرمي وتهدف إلى التماسك الاجتماعي والسلام”، مثيرا في معرض مداخلته “القضايا التي يثيرها ما وصفه بتخلف البعد الأمازيغي في الدستور، كما حدد مجموعة من العقبات؛ مقترحا في ذات السياق طرقا للتفعيل.”
بدورها، تطرقت بثينة بن كريدس، عن جامعة قرطاج بتونس إلى كيف يمكن للتنوع الثقافي أو التعددية الثقافية المشاركة في توطيد الديمقراطية والتنمية الاجتماعية”، وماذا استعداد المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي التونسي وقياس قدرته على قبول والعمل من أجل الإدراج الثقافي والاجتماعي الحقيقي للهوية الثقاقية الأمازيغية”. كما تحدث عن ما وصفته ب”المبادىء التوجيهية المقترحة لضمان إحياء الثقافة الأمازيغية في تونس بعد الثورة”.
وأكدث بثينة على دور “التعدد الثقافي وعلى وجه التحديد من خلال الاعتراف بالثقافة الأمازيغية في عملية التحول الديمقراطي في تونس بعد الثورة”؛ مقترحة “بعض ما وصفتها بالمبادىء التوجيهية واستراتيجيات الأوامر القانونية والاجتماعية والثقافية اللازمة لضمانالإدماج الاجتماعي للثقافة الأمازيغية”.
وأشارت الباحثة التونسية في مداخلة لها بعنوان “تعدد الثقافات والديمقراطية في تونس بعد الثورة: الثقافة الأمازيغية كنمودج” إلى الحق في الاختلاف الثقافي والتسامح والتعايش لبناء مجتمع ديمقراطي يقوم على مناهضة قيم الرفض والإقصاء والتطرف”، مؤكدة أن “الثقافة الأمازيغية في تونس تعيش العزلة حتى بعد الثورة”. مبرزة أن “التنوع الثقافي والتعددية يعزيز ثقافة ديمقراطية”.
أما ألبرتو تونيني، عن جامعة فلورانسا بإيطاليا؛ فقد تحدث في مداخلته عن “الديمقراطية في البحر الأبيض المتوسط: النظر إلى الوراء من أجل مستقبل أكثر إشراقا” مشيرا إلى كيفية “تعزيز مناقشة كيفية فهم الديمقراطية في منطقة البحر المتوسط”.
وقال تونيني “كثيرا ما قيل أن الديمقراطية الحديثة مستمدة من منطقة شمال الأطلسي ولا سيما من الطاقات السياسية والفكرية الناتجة عن الثورات السياسية في فرنسا وأمريكا وظهور لغة معينة من الليبرالية الديمقراطية”، مضيفا :” كانت هناك نقاشات مكثفة سواء في جنوب أوروبا وعبر البحر الأبيض المتوسط”.
وخلص المتحدث إلى إن هذه الدول “تبنت ورفضت التنافس حول الديمقراطية في سياق حافل بالثورة السياسية والحرب الدولية والصراعات الدينية والتغيير الاجتماعي والاقتصادي”، وقال علينا ” استكشاف هذه التجارب في محيطها الإقليمي والعالمي، بدلا من تقييد أنفسنا بمنهج مقارن تماما بين التجارب الوطنية المختلفة”، وقال المتحدث في معرض مداخلته “بأن أعمال ومنشورات المغتربين ذوي النفوذ وشبكاتهم الدولية الخصبة لعبت دورا مركزيا”.
من جهة أخرى، تناولت جوليان توشنيتز، عن جامعة لايبزيغ، موضوع أحلام مكان الديمقراطية للكاتب الطاهر بنجلون، مشيرة إلى أن بنجلون ركز على مفهوم العنصرية وتحدث ضد الإسلاموية كما كان أحد اوائل المفكرين الذي تحدثوا علانية على مأساة اللاجئين في البحر الأبيض المتوسط وهي المأساة التي تهيمن على الإعلام اليوم”.
كما تحدث جوليان عن المشكلة المتعلقة بهجرة الكثير من المغاربة إلى أوروبا، متسائلة هل النموذج الديمقراطي الغربي وهو في الحقيقة الحل الذي يحتاجه هذا المجتمع كما هو مفهوم في رواية “بارتير” للمؤلف بنجون”.
أما حامد بحر، عن جامعة مدينة نيويورك، فقد ركز على موضوع “كتاب الأمازيغية الفرنسيون” من خلال الكاتبين المعروفين، محمد خير الدين من المغرب وكتيب ياسين من الجزائر، كما تطرق إلى ما قال عنه “تحريك الحوار إلى الأمام وربطه بوضع العالم الأمازيغي اليوم”؛ قائلا:”على الرغم من التقدم الملموس الذي تم احرازه في شمال أفريقيا ككل فيما يتعلق بالأمازيغية؛ فالمجتمع الأمازيغي يتجنب هذا الاعتراف العالمي”.
تفاصيل أكثر في ملف العدد المقبل من جريدة العالم الأمازيغي
فاس/ العالم الأمازيغي: منتصر إثري