فاعلون أمازيغ يناقشون الوعي الهوياتي الأمازيغي والمطالب السياسية للحركة الأمازيغية بايت أورير

شهدت دار الشباب رحال بن احمد، بايت أورير، مساء السبت 21 يناير الجاري، تنظيم ندوة وطنية حول موضوع ”الأمازيغية بين الوعي الهوياتي والمطلب السياسي“ أطرها كلا من الإعلامية ومديرة جريدة العالم الأمازيغي،  أمينة بن الشيخ، والمعتقلان السياسيين السابقان للقضية الأمازيغية، حميد أعطوش ومصطفى اساي، إضافة إلى رئيس التجمع العالمي الأمازيغي رشيد الراخا، والأستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش، الأستاذ عبد الله الحلوي.

الندوة الوطنية التي نظمتها منظمة “تاماكيت دوسنولفو” و”منتدى توبقال للثقافة الأمازيغية وحقوق الانسان” بتنسيق مع جريدة “العالم الامازيغي”، في الأمسية الفنية والثقافية بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة  2967، سبقها استقبالا جماهيريا للمعتقلان السياسيان للقضية الأمازيغية حميد أوعطوش و المعتقل السياسي مصطفى أوساي.

وقالت الإعلامية، أمينة بن الشيخ  ان هناك وعي متزايد لدى الشعب المغرب بالهوية الأمازيغية، مضيفة بأن الأحزاب المغربية  والجمعيات والمنظمات الحقوقية عامة، واعية بالهوية الأمازيغية للمغرب، قبل أن تعود وتقول في معرض مداخلتها ” لكن مع الأسف لا يزالون يراهنون عليها كمجرد ورقة انتخابية قد تستعمل في تهييج المشاعر تارة ولكسب المتعاطفين تارة أخرى”، مردفة بالقول “فلا تكاد تلمس في خطابهم موقفا مبدئيا يدافعون عنه بشكل مبدئي فالأمازيغية، لا زالت، عند المتحزبين مجرد شبكة صيد يصطادون بها في الماء العكر وينتظرون أن يأكلوا غلتها متى نضجت”.

واضافت الإعلامية الأمازيغية أن تعنت الأحزاب السياسية والتنظيمات الموازية لها في التبني والترافع على القضية الأمازيغية، يشكل نقظة سوداء في مسارها، مشيرة إلى أن الدستور الذي هو أسمى قانون في البلد، أقر اللغة الأمازيغية لغة رسمية،  لكنه راهن تنزيل طابعها الرسمي بشروط وقيود سعى القانون الذي أصدرته الحكومة إلى استغلالها من أجل مزيد من التماطل في تطبيق الترسيم والتضييق عليها.

بدوره، أكد المعتقل السياسي السابق، مصطفى أوساي  في مداخلته على أن “الإعتقالات والإغتيالات التي يتعرض لها الشعب الأمازيغي مؤشر جيد على أن الحركة الأمازيغية تسير على الدرب الصحيح في مشوارها النضالي”. مبرزا أن الوعي الأمازيغي في تزايد مستمر منذ سنة 2007، تاريخ إعتقاله إلى جانب رفيق دربه حميد أعطوش، مشدّدا  في السياق ذاته على ضرورة  إحترام النضالات والتوجهات المختلفة داخل الحركة الأمازيغية، ” كل واحد منّا يناضل بطريقته وهو حر فيها”.

وذكر مؤلف كتاب “الطريق إلى تامزغا” باغتيال الشهيد عمر خالق الملقب ب”إزم”، منتقدا بشدة الجدال الذي أثير مؤخرا حول تخليد ذكرى تاريخ إغتياله من طرف ما يمسى بالطلبة الصحراويين بتواطؤ مع المخزن، موضحا أن “النضال ينبغي أن يكون عمليا وفي الميدان لا أن يرتهن إلى مجرد صراخ فايسبوكي لا يتجاوز صداه الفضاء الأزرق”.وفق تعبيره

أما رشيد راخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي فقد اعتبر ان الدراسة التي اجرتها مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” والتي تطرقت إلى أن الأغلبية الساحقة من التونسين والمصريين من اصول أمازيغية، اعتبرها راخا بمتابةهدية ثمينة للامازيغ بمناسبة رأس السنة الأمازيغية،  مشيرا إلى أن وسائل الإعلام المؤدلجة حاولت التغاضي على التطرق إليها  بشكل مثير للريبة، واعطى الراخا مثالا بالشعب الباسكي الذي كانت تعتبره باقي مكونات الدولة الاسبانية بأنه مجرد دخيل إثني قبل أن تفضح هذه الدراسة هذا التزييف الهوياتي لتؤكد بأن الشعب الباسكي هو الأصلي والمكونات الاخرى هي الروافد.

واضاف الراخا  في معرض مداخلته، على أن الوعي الأمازيغي يتزايد وباستمرار في عموم تراب تامزغا وأن الأمازيغ أصبحوا أكثر من أي وقت مضى يشعرون بذواتهم وبذاتهم الأمازيغية، مشدّدا على ضرورة اليقظة في التصدي لكل من يحاول أن يعبث بالمكاسب الأمازيغية.

وشدّد رئيس التجمع العالمي الأمازيغي في تفاعله  على ضرورة التأكيد على الطابع القومي للحركة الأمازيغية، موضحا في السياق نفسه على أن القومية الأمازيغية الحداثية هي البديل الذي يجب أن تنخرط فيه الحركة الأمازيغية.

من جانبه، قال المعتقل السياسي السابق، حميد اعطوش، في معرض مداخلته، بأن الشعب الأمازيغي تعرض بشكل منهجي وحصري للتفقير ووُضع في شروط الهشاشة الإقتصادية، وهذا ما أشارت له مجموعة من التقارير الدولية.

 لينتقل بعد ذلك للتساؤل ما إذا كان إيماننا بضرورة الممارسة السياسية، قائلا: “لن يلقي بنا في دواليب السياسة في مغرب اليوم التي تحكمها قوانين تحدُّ من قدرة الفاعلين السياسيين على صناعة القرار،  وهو السؤال الذي ينبغي أن تجيب عنه النخبة السياسية الأمازيغية عمليا قبل الحسم في طبيعة التدخل السياسي الذي نحتاج إليه اليوم”.

واضاف أعطوش، مولف كتاب “إيمازيغن وحتمية التحرر” أن الفاعل المتحكم والحزب الوحيد المسيطر على الدولة المغربية نعرفه جيدا ونعرف من يكون، وبالتالي يضيف أعطوش إذا دخلنا للتجربة السايسية في ظل الظروف الحالية لن نكون أكثر من رقم ينضاف للـ37  حزب سياسي الموجود حاليا”. يقول أعطوش.

وزاد أعطوش قائلا: “صحيح هناك وعي سياسي وهوياتي أمازيغي وفي تزايد مستمر وان ما أخذ بالسياسية لن لايعود لنا إلا بممارستها، لكن يبقى السؤال هو مع من سنمارس السياسية وعلى أي أساس سنمارسها” يتسأل أعطوش.

عبدالله الحلوي، الأستاذ الجامعي  استعمل في مداخلته  نظرية الناقد السياسي “ڤان لوين” لتحليل الخطاب السياسي الأمازيغي المعاصر، وتطرق في معرض مداخلته  إلى خمسة مكونات  أساسية في نظره، وهي “الفاعلون السياسيون” و”العمل السياسي” و”الخطاب السياسي” و”أساس المشروعية” و”المقاصد او الغايات السياسية”.

 واستنتج عبد الله الحلوي  بناء على هذا التحليل، على  أن الإتجاهات الأمازيغية المعاصرة تختلف في تقييمها لهذه المكونات ولكنها تلتقي عند المقاصد السياسية التي لخصها في ما سماه ب”استرجاع الحقوق الهوياتية المسلوبة”.

ودعا الحلوي كل مكونات الحركة الأمازيغية إلى الإلتئام حول هذه المقاصد.

تجدر الإشارة إلى أن الأمسية الفنية التي نظمتها منظمة “تاماكيت د ؤسنولفو” و”منتدى توبقال للثقافة الأمازيغية وحقوق الانسان” بتنسيق مع جريدة “العالم الامازيغي”، عرفت تكريم الفنان موحا أركان أحد الفنانين الأمازيغ البارزين في ساحة جامع الفناء بمراكش، كما عرفت مشاركة مجموعة من الفرق الموسيقية الملتزمة، كمجموعة “تبرات باند” ومجموعة “يوف إتري” إضافة إلى مجموعة عبد الرحيم “إنرزاف ” و”نسيم أيت أورير”، كما شهدت توزيع شواهد تقديرية على المشاركين في أمسية أيت أورير.

أيت أورير: منتصر إثري

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *