قام كل من رشيد الراخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، والدكتور عبد الله الحلوي إلى جانب المعتقلان السياسيان السابقان للقضية الأمازيغية مصطفى أوساي وحميد أعطوش، بتشخيص واقع وأفاق والتحديات الراهنة التي تواجه الحركة الأمازيغية في مسارها النضالي.
وجاء ذلك في ندوة وطنية بعنوان “الحركة الأمازيغية والتحديات الراهنة: التشخيص والآفاق” نظمتها كل من “تاماڭيت دوسنولفو” ومنظمة “تاماينوت أيت أورير” بتنسيق مع جريدة “العالم الأمازيغي” و”منتدى توبقال للثقافة الأمازيغية وحقوق الإنسان” مساء الجمعة 4 نونبر 2016، قاعة الاجتماعات التابعة لبلدية أيت أيت أورير، بإقليم الحوز.
واستهل رشيد الراخا رئيس منظمة التجمع العالمي الأمازيغي، ومدير نشر جريدة العالم الأمازيغي، مداخلته بالحديث عن نموذج الوعي القومي لذى الشعب الكوردي، والذي هو بمثابة النموذج الذي يجب أن يكون عند الشعب الأمازيغي للحفاظ على الهوية والثقافة الأمازيغية وعلى حرفها الأصلي تيفناغ .
وأكد الراخا في مداخلته على ضرورة تثبيت معالم الوعي القومي عند الأمازيغ، لأن مثل هذا الوعي الهوياتي هو الذي جعل الكُرد ينتصرون في معاركهم على خصومهم الإقليميين وعلى داعش. كما أكد أن القومية الأمازيغية تستمد مشروعيتها وقوتها خاصة من الانتماء للأرض والتجدر فيها.
وأضاف الراخا أن الوعي بالقومية الأمازيغية هو الذي يجب التركيز عليه، وأعطى نموذجا بالدولة البورغواطية التي دامت لأزيد من أربع مئة سنة، والتي بنت أساسها على الحفاظ على هويتها وثقافتها وهو سبب نجاحها.
وأوضح الراخا في معرض مداخلته أن أفاق الحركة الأمازيغية هو الالتفاف حول القومية الأمازيغية، مبرزا أن عبد الكريم الخطابي كان بطلا قوميا يؤمن بوحدة ومصير بلدان شمال أفريقيا كما كان في العشرينيات غداة تأسيس الجمهورية الريفية يكتب ويخاطب الإسبان بلغته الأمازيغية ويدافع على حسه القومي.
أما المعتقل السياسي السابق مصطفى اوساي، فقد وضع صورة تقريبية للواقع المعاش وما تعيشه الحركة الأمازيغية في الوقت الراهن من اقصاء وتهميش في شمال افريقيا، وأعطى نموذجا بتجربته داخل اسوار السجن، كما تحدث على ما يعيشه سكان اميضر بالجنوب الشرقي وعموم الأمازيغ في المغرب من الاعتقال والاغتيال ونزع الأراضي.
ودعا أوساي، الشعب الأمازيغي إلى التكتل والتعاون والتكامل بين مختلف أطياف الحركة الأمازيغية، مؤكدا أن أكبر خطأ تقع فيه الحركة الأمازيغية هو الإقصاء المتبادل وعدم احترام الصغير في النضال للكبير فيه.
وشدّد المعتقل الأمازيغي السابق على ضرورة احترام الأمازيغ لبعضهم البعض، والتعاون فيما بينهما، خدمة للقضية الأمازيغية التي تجمعنا جميعا، مبرزا أن التكتل والتكامل هو السبيل الوحيد لتحقيق مطالب الحركة الأمازيغية.
بدوره، تناول المعتقل السياسي السابق، حميد أعطوش بالتحليل موضوع دور النضال العملي في تحقيق المطالب الأمازيغية، مؤكدا على ضرورة تجنب التشرذم في الأداء النضالي للحركة الأمازيغية والتأكيد على أهمية الأشكال النضالية كالمسيرات والإعتصامات في الضغط على صانع القرار.
وأضاف أعطوش في معرض مداخلته أن الحركة الأمازيغية تعيش نوعا من الشتات والضياع في حين ان النظام يحتل مواقع قيادية. كما تطرق أعطوش إلى ما اسماها “بالبرامج الاجرامية للدولة على الحركة الثقافية الامازيغية والتي يتم تجاهلها، كما أكد على أن أسوء الاستبداد هو الذي يعشه الشعب الأمازيغي وخاصة انه يمارس عليه باسم القانون وتحت غطاء العدالة.
وزاد أعطوش أن “جرائم الدولة تتجاوز القوانين وفلسفة حقوق الانسان، و أن ما يؤسس “لحقنا هو فضح اكاذيب الدولة ولا نريد ان نموت موت محسن فكري”. حسب تعبير المتداخل.
وفي الأخير خلص المعتقل الأمازيغي السابق، إلى ضرورة “التغير الشمولي المؤلم، فليس هناك بديل من طريق للإنعتاق إلا عن طريق التكتل في وجه النظام”، مطالبا في ختام مداخلته بتشكيل جبهة قادرة عن الدفاع سياسيا عن القضية الأمازيغية، واستخلاص دروس وعبر الماضي.
من جانبه، عزا الدكتور عبد الله الحلوي الصراعات والأزمة التي تعيشها الحركة الأمازيغية إلى دخول القبائل العربية إلى المغرب، وهذا ما أدى حسب الحلوي الى سقوط المبادئ والقيم الأمازيغية.
وتحدث الأستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش، عن أطروحة الفيلسوف الألماني هيڭل الذي حلل بناء جماعة البشرية على مقومات الوجود الملموس (الإقتصاد) والقيم والسياسة.
وأبرز الحلوي أن الوقت قد حان للحركة الأمازيغية أن تنظم في إطار شامل يجمع بين الذراع السياسية (الحزب) و(الذراع الإعلامي والفكري) والذراع التنموي الذي يهدف إلى تكوين الشبيبة تكوينا معاصرا ودعم اقتصاد أمازيغي مبتكر.
وفي الأخير أجمع المتداخلون على ضرورة التكتل والتعاون لما في مصلحة للقضية الأمازيغية، خصوصا بعض التراجعات التي تعيشها في السنوات الأخيرة، والتماطل واللامبالاة التي تتعامل بها الدولة مع مطالب الحركة الأمازيغية، وسجل المتداخلون غياب الإرادة السياسية الحقيقية لدى الدولة المغربية للمصالحة مع الأمازيغية.
تجدر الإشارة إلى أن الندوة الوطنية بأيت أورير، افتتحت بالوقوف دقيقة صمت ترحما على المواطن محسن فكري، والذي تعرض “للطحن” داخل شاحنة لنقل النفايات نهاية الأسبوع الماضي بالحسيمة.
أيت أورير: منتصر إثري