فن الراب بتمازيغت.. ألم يحن وقت الظهور بعد؟‎

زيري أبريك

في الآونة الأخيرة، فضلت العديد من الجماهير الشبابية الاستماع بشكل كبير للفن الشبابي “الراب”، إذ نشاهد أن عدد المتابعين لهذا النوع الموسيقي تجاوز الملايين من المشاهدات في مواقع التواصل الاجتماعي “اليوتوب”.

لكن وكما طرحنا السؤال، والذي أردناه أن يكون عنوانا لهذا المقال، الذي أردنا من خلاله أن نسلط الضوء على هذا النمط الموسيقي والشبابي بامتياز، والذي استطاع أن ينتشر بشكل غير مسبوق في الوسط الجماهير الشبابي.

نعم، فن “الراب” كان من بين الفنون القديمة، لكن لم ينتشر بهذا الشكل في وطننا إلا في الأوانة الأخيرة، ومن بين “الروابا” الذين عرفناهم يتغنون بالأمازيغية، خصوصا بمدينة أكادير، نذكر منهم “ستيل سوس” التي كانت تتغنى بالأمازيغية لكنها تراجعت في الآونة الأخيرة ولم نعد نسمع عنها، وكذلك “رأس الدرب” من أيت ملول والتي اختفت هي الأخرى ولم نعد نسمع عنها كسابقتها، وغيرهم كثير.

الربور “إكيك موح” ابن إغرم إقليم تارودانت و”دادا” من أكادير يعتبران من الفنانين اللذان يمكن أن نقول عنهم حاملو المشعل في هذا المجال، رغم أن “دادا” لا يغني بالأمازيغية لكنه يعتز بهويته ويأتي بذكرها دائما واستطع أن يزاحم الفنانين الذين كسبوا شهرة في هذا النمط الموسيقي، في المقابل، الفنان “إكيك موح” يتغنى بلسانه الأمازيغي، إلا أن نسبة المشاهدة في قناته على “اليوتيوب” جد محتشمة مقارنة بنظيره السالف الذكر، وهنا يبقى سؤال “فن الراب بتمازيغت….ألم يحن وقت الظهور بعد؟” عالقا لحدود الساعة.

هنا يمكن أن نتحدث عن باقي الفنون والتي تعنى بالأمازيغية سواء كانت موسيقية أو سينمائية، إذ يمكن أن نقول إنها لا تزال في مكانها ولم تحقق بعد أي نجاح كبير كما يتمناه عشاقه بحكم القاعدة الجماهيرية التي تتحدث بالأمازيغة، إذ يمكن بفضلهم أن  يصل أي فنان أمازيغي إلى رأس “الطونضونس”، وهو ما حققه الفنان العربي إمغران والذي استطاع أن يعتلي صدارة “الطونضونس” المغربي مرتين.

عموما، الفنان والفن الأمازيغي ما زال يتخبط في مكانه، رغم القيل والقال والسبب واضح، أبناء جلدته لم ينصفوه ولا يعيرنه ما يستحقه من اهتمام كما يقومون به تجاه الأنماط الموسيقية الأخرى، وهنا لا نعمم ولا نتهم ولا نطلب من احد أن يستمع لما نريد، لأنه ببساطة الأذواق لا تناقش، وكل حر في نفسه، لكن حبذا لو نعطي لفننا ولغتنا المكانة التي يستحقاها، هذا من الجانب الجماهيري، أما فيما يخص المهتمين والفنانين فيمكن أن نقول إن لهم دور كبير في ما يحصل للفن الأمازيغي كيف ذلك؟.

فالعديد من الفنانين الكبار لم نرى بعد أية مبادرة لتشجيع المواهب الشابة والدفع بهم نحو الظهور وإعطائهم فرصة الكشف عن قدراتهم الفنية، وإعطائهم نصائح يمكن لها أن تجعل منهم نجوما كغيرهم من النجوم الذين حققوا نجوميتهم بفضل الذين سبقوهم في هذا المجال.

نعم انحرفت قليلا عن الموضوع الذي كنت أتحدث عنه لكن هذا لابد منه لأنه لا يمكن الحديث عن فن الراب دون ذكر باقي الفنون لأنهم الأساس وهم القاعدة.

لا يمكن للراب بالأمازيغية أن يحقق ما حققه الراب بالدارجة المغربية لأننا نحن مازلنا نخشى أن ننطق ببعض المصطلحات والتي نعتبرها “حشومة” ولا تشرفنا في فننا لكنها هي التي تجعل المعجبين بهذا النمط يحبونه خصوصا وأن الفئة التي تستمع لهذا الفن شبابية ولا حرج لديها في تلك المصطلحات، كما انه إلى حدود الساعة لم نرى أية مبادرة سواء من الجمعيات أو الإذاعات تبحث عن هؤلاء الشباب والذين يمكن بفضلهم أن يظهر فن اسم الراب باللغة الأمازيغة .

اقرأ أيضا

“اللغة الأمازيغية بالمغرب: تحديات البقاء ومخاطر الانقراض بعد إحصاء 2024”

تقف اليوم اللغة الأمازيغية بالمغرب، باعتبارها ركيزة أساسية في تكوين الهوية الوطنية المغربية، أمام تحدٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *