فيلم معركة أنوال هل هو ذاكرة تاريخية أم تهديد لتحريف الوقائع؟

يقال إن العمل الفني الذي لا يخلق نقاشا هو ليس بعمل ناجح، فما بالك بفيلم خلق ضجة واسعة وهو لم يعبر قاعات السنيما بعد.

فيلم “أنوال” لمخرجه محمد بوزكو بدأ يستجيب لمعايير النجاح قبل خروجه، اذ تصدر عناوين مواقع ومنابر إعلامية متعددة انقسمت خلالها وجهات النظر، فهناك أفلام شيدت وتنبأت بالقيمة الفنية والثقافية التي يمكن أن يحملها هذا العمل؟ وأخرى عبرت عن مخاوفها بخصوص إمكانية تهديد فيلم أنوال لمصداقية بعض الحقائق والوقائع التاريخية للمعركة .

هو من المعروف أن من ابجديات السنيما والفن بصفة عامة، أن أي عمل فني مهما بلغ ارتباطه بحدث أو مرحلة تاريخية معينة، يبقى مرهونا بمعايير درامية، وتحكمه ثلاث سلط، تصور كاتب أو مؤلف، نظرة مخرج ولمسة ممثل، أي أن الحدث عندما يعبر سلسة الإنتاج الإبداعي يكتسب أبعاد جديدة قد لا تلتقي دائما مع الموضوع بحد ذاته، بل تتخذ تفرعات اخرى يخاطب من خلالها المخرج جمهور بخصوصية مغايرة، فالقاعدة تقول أنه إذا أردت أن تصل أو تلامس جمهورا معينا يجب ان تخاطبه بلغته، هي تبقى قاعدة أساسية لا يجب أن تخرق حتى لو اضطرنا الأمر إلى أن نغير تاريخا بأكمله، لاسيما أن الهدف من الفن ليس التوثيق بقدر ما هو الإبداع ونقل وقائع حدث ما كما هو لا يدخل في خانة الإبداع الذي يتطلب دائما التجديد والنظر للأشياء بصيغ جديدة.

ربما المخرج بوزكو يطمح من خلال هذا العمل لتقديم نسخة من معركة “أنوال” بتفاصيل 2022 في ظل الظروف الراهنة، وله الحق في ذلك مادام أنه يرتدي قبعة مبدع ..هي تبقى تكهنات فقط مدامنا لم نشاهد الفيلم بعد، لكن في وسط كل هذا لا يجب أن ننسى مسألة مهمة فيلم “أنوال” هو عمل فني موضوعه المعركة ليس العكس ، كما يجب أن نتذكر أن الفن هو إبداع عملته الرئيسية الخيال، لا يحكمه تاريخ ولا يؤطره منطق، يكفي أن تكون المادة المعروضة تستجيب لمعايير فنية تتضمن أحداث مبررة دراميا لتتكلل بالنجاح.

وفيلم “أنوال” مهما كان القالب الذي سيتعاطى فيه هذه الذكرى، سيبقى التفاتة فنية جميلة تخدم الثقافة المغربية لاسيما الأمازيغية منها .

إكرام دودوح/ متدربة

شاهد أيضاً

التجمع العالمي الأمازيغي يتضامن مع عصيد وكلاب ويطالب النيابة العامة بالتدخل

يُتابع التجمع العالمي الأمازيغي بقلق بالغ ما يتعرض له كل من الدكتور عبد الخالق كلاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *