في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل الأمازيغي حمزة عبدالله قاسم

 263609_107347449359075_345730_n

بقلم: محمد أوشن

 تحل يوم السابع أكتوبر من كل سنة ذكرى رحيل الأستاذ حمزة عبدالله قاسم مدير جريدة ادرار ورئيس الجمعية الثقافية لسوس .وتمر هده الذكري في صمت دون التفاتة المسؤولين عن الثقافة والجهات المعنية إلى هده الشخصية ولو بإطلاق اسمه على أحد المركبات وسنكتفي بتقديم شهادتنا في حقه في كل ذكرى وفاته كاصدقاءه ومعاشره.

لقد عرفت الأستاذ حمزة عبدالله قاسم مند أن ألتقيت به أول مرة ، عرفته ذلك المناضل المتحمس للقضية الأمازيغية، وذلك الإنسان المتواضع المتصف بدماثة أخلاقه، لقد عاش فقيرا ومات فقيرا لأنه كان يكره استغلال النضال من أجل الثقافة واللغة الأمازيغية لأغراض شخصية مادية، لم يكن يريد الإغتناء من نضاله في سبيل القضية الأمازيغية، بل كان يناضل لأنه أحس أن هذا واجب تجاه ثقافة ولغة شعبه.14642626_10206840153952627_2029566246_n

 فقد كان رحمه الله يحتقر المال ويقدس القضية الأمازيغية، لقد كان متواضعا مع الجميع، ولا يغلق الباب في وجه أحد، ولم يكن يقصى أي طرف في أي مجال أو عمل.

يسهر على المطالعة والكتابة ولم يكن يفارق في أي لحظة من لحظات حياته قلمه وكتبه. كان يوثق كل شيء، كان يقول لي دائما أستمر في النضال والتقدم للأمام في هذا المجال، ولا ترفع راية الاستسلام فكل شيئ سيأتي في وقته، والتاريخ يسجل، كما كان يقول أن الإنسان النبيل هو الذي يزرع الأشجار في الخلاء ليستفيد منها الآخرون لا هو، وكان يعني بهذا أنك حينما تناضل في سبيل قضية ما تؤمن بها كالقضية الأمازيغية فلا تفعل ذلك كي تستفيد أنت، لا، لقد أسس، وساهم في تأسيس العديد من الجمعيات الثقافية والتنموية بطريقة غير مباشرة، فكان يعمل في الخفاء أكثر ما يعمل في العلن، ولقد دعم كذلك العديد من المواهب والفعاليات والمجموعات الفنية وما إلى ذلك مما يقوم به من أعمال فقد كان رحمه الله شخصية أجتماعية تضامنية، قل نظيره في السلوك والمعالمة.

 لقد واجه الأستاذ حمزة عبدالله قاسم عدة أزمات مادية طيلة حياته النضالية ولم يكن ذلك يثنيه عن مواصلة نضاله بل كان يزداد قوة بعد كل أزمة. وفي السنوات الأخيرة من حياته تعرض للتهميش والنسيان من طرف الحركة الأمازيغية وهذا ما عمق إحساسه بالحكرة.

 لقد فقدنا الأستاذ حمزة عبدالله قاسم وفقدنا بذلك شخصية نادرة في الأخلاق والمعاملات قلما يجود الزمان بأمثاله وانطفأت بذلك شمعة أنارت لنا الطريق، لكنني أقول وأكرر القول أن الأستاذ حمزة عبدالله قاسم لم يمت وإنما خلد للراحة من عذاب الدنيا، فهو خالد مخلد في قلوبنا وقلوب محبيه وأصدقاءه وفي سجل تاريخ النضال الأمازيغي.

 

اقرأ أيضا

جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تطلق “ميزانية المواطن”

أطلقت جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، أمس الجمعة، مبادرة “ميزانية المواطن”، التي تعتبر أداة تهدف إلى تبسيط البيانات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *