في الذكرى 84 لمعركة بوكافر، إحتفاء ب “التاريخ المنسي”!

نظمت جمعية تازوري للفن و الثقافة بشراكة مع جمعية تاسوتا للثقافة و الأعمال الإجتماعية  يومي السبت و الأحد 04 و 05 مارس 2017 بقرية تاغيا ن المشان جماعة تغزوت نايت عطا، إقليم تنغير، النسخة الأولى من مهرجان بوكافر تحت شعار: “قراءة في التاريخ المنسي.”

و هي مناسبة لتخليد الذكرى 84 من معركة بوكافر التي جارت أوصالها بجبال صاغرو ما بين 13 و 14 فبراير و 20مارس 1933، و شاهدت مشاركة أكثر من نصف ساكنة قرية “تاغيا ن إلمشان” رجالا و نساء و أطفالا، و عندما وضعت الحرب أوزارها، لم يرجع منهم إلا عدد قليل، فقد قضى جل أبناء القرية إلى جانب إخوانهم و أخواتهم من جميع الأخماس الأخرى المشكلة لكونفيدرالية أيت عطا نحبهم جراء القصف الجوي و سياسة الحصار مع تجفيف منابع المؤونة من قبل قوات الإستعمار الفرنسية، حيث قدر عدد شهداء هذه المعركة ب 1300 شهيد(ة) و 4000 مدني من النساء و الشيوخ و الأطفال رحمة الله عليهم جميعا. كما أن المستعمر الفرنسي فقد في هذه المعركة 3500 جندي من بينهم القبطان هنري دو بورنازيل  Bornazil و 10 من الضباط على أقل تقدير. و هو الأمر الذي جعل المستعمر الفرنسي يدخل في مفاوضات مع القائد الأسطوري عسو أوبسلام في 24 مارس 1933 انتهت بعقد هدنة!

و هي مناسبة أيضا من أجل تجديد مطالبة قوات الاستعمار الفرنسي بالاعتذار عن جرائم الحرب التي ارتكبوها في حق ساكنة هذه المناطق، و مطالبة الدولة بجبر الضرر و رد الاعتبار و إنصاف هؤلاء المقاومين و المقاومات بالاعتراف رسميا بتضحياتهم و تضحياتهن الجسام و مساهمتهم و مساهمتهن الفعالة في طرد المستعمر و العمل على تخليد أسماءهم و أسمائهن عبر إطلاقها على أسماء المعالم..

و قد أعطيت انطلاقة أنشطة اليوم الأول من المهرجان بكلمة شكر لجميع أعضاء جمعيتا  “تازوري للفن والثقافة” و “تاسوتا للثقافة والأعمال الاجتماعية” و للجنة المنظمة و كل الحاضرين ، و كذا ساكنة تاغيا ن إلمشان على حفاوة الاستقبال و حسن الضيافة. ليفسح المجال بعد ذلك لمحاضرة تحت عنوان “بوكافر، قراءة في التاريخ المنسي” من تنشيط السادة الأساتذة: مصطفى قاديري و محمد كمال وموحى بنساين، بعد ذلك تم توقيع كتابhonneur debout”  ” للكاتب زايد اشنا، ليتوجه الحضور بعد ذلك لزيارة منزل و قبر قائد معركة بوكافر المقاوم عسو أوبسلام الكائنين بقرية “تاغيا ن إلمشان”، ليتم بعد ذلك توقيع كتابي المعتقلين السابقين للحركة الثقافية الأمازيغية حميد اعضوش “الامازيغ وحتمية التحرر”  و مصطفى اوسايا “الطريق الى تمازغا”، ثم عرض فيلم “bougafer33” لمصطفى قاديري، ليختتم اليوم الأول من المهرجان بأمسية فنية، أحيتها كل من “مجموعة أمناي” و “مجموعة توكيت” و الفنان أنكمار، الذين أتحفوا مسامع الحاضرين بأغاني رائعة تفاعل الجمهور معها مطولا، إضافة إلى المشاركة المتميزة للشاعر داود أحماد الذي أضفى على الحفل سحر خاص.

و في اليوم الثاني من المهرجان نظمت ورشة تيفيناغ “amuddu khf tghuri” لفائدة تلاميذة مدرسة تاغية ن إلمشان من تنشيط الأستاذ مصطفى احساين.

لتختتم فعاليات المهرجان بتقديم شواهد تقديرية للمشاركين و المشاركات، على أمل اللقاء العام المقبل، و هي الدورة التي أجمع منظموها على أنها “حققت نجاحا كبيرا، و تم تحقيق جميع الأهداف التي تم تسطيرها.”

مصطفى مروان – تنغير

اقرأ أيضا

جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تطلق “ميزانية المواطن”

أطلقت جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، أمس الجمعة، مبادرة “ميزانية المواطن”، التي تعتبر أداة تهدف إلى تبسيط البيانات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *