في اليوم العالمي لحرية الصحافة: المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يكرم الصحافة الأمازيغية

يُعد اليوم العالمي لحرية الصحافة فرصة لتذكير العالم بأهمية حماية حرية الصحافة التي تنص عليها المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بوصفها حقاً من حقوق الإنسان الأساسية، حيث تنص المادة المذكورة على أن «لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء من دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين. بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود».

ويمثل هذا اليوم فرصة للاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتقييم حال حرية الصحافة في كل أنحاء العالم، والدفاع عن وسائط الإعلام أمام الهجمات التي تشن على حريتها، والإشادة بالصحافيين الذين فقدوا أرواحهم أثناء أداء واجبهم.

وقد تمّ إقرار هذا اليوم العالمي بعد أن تبين مدى إسهام الإعلام في نقل وإشاعة الأخبار والقيم، مما جعل منه رافعة لتقوية السيرورة الديموقراطية ولإنجاح مشاريع لتنمية، ودعامة لقيم التسامح والتعدد والتنوع. الشيء الدذي يقتضي الحفاظ على استقلاليته.

وتخصص منظمة اليونسكو عنوانا لقضية تكون أيقونة هذا الاحتفال كل عام وقد جاء عام 2017 لتجعل موضوعه تحت عنوان «عقول متبصرة في أوقات حرجة: دور وسائل الإعلام في بناء وتعزيز مجتمعات سلمية وعادلة وشاملة للجميع».

من جانب آخر يعتبر اليوم العالمي لحرية الصحافة مناسبةً للوقوف على مساهمات نساء ورجال الإعلام في حماية قيم الحرية والتنوع والتسامح.  وبهذه المناسبة احتفت مؤسسات عديدة ومن بينها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي نظم يوم الجمعة 12 ماي 2017 تظاهرة ثقافية نشطت فقراتها السيدة عائشة بوحجر، رئيسة قسم التواصل، تكريما لروحي الراحلين محمد قسيوي (الاذاعة الأمازيغية) ومحمد بحري (الصحافة المكتوبة) احتفاء باليوم العالمي لحرية الصحافة تحت شعار «دور وسائل الإعلام في النهوض بمجتمع شامل» بحضور السيد أحمد بوكوس عميد المعهد الذي أكد في كلمته بأن المؤسسة دأبت على الاحتفاء باليوم العالمي لحرية الصحافة سنويا من أجل إبراز أهمية وسائل الإعلام والتواصل في تثمين التنوع اللغوي والثقافي. وذكر في هذا الصدد بالجهود التي يبذلها المعهد في مجال النهوض باللغة الامازيغية من أجل أن تتبوأ مكانة متميزة في المشهد الإعلامي الوطني سواء بالصحافة المكتوبة أو السمعية البصرية، أو الصحافة الإلكترونية، وذلك باعتبارها لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية في دستور المملكة. وقد حضر هذه التظاهرة كذلك السيد أندريا كايرولا مستشار للاتصالات والمعلومات مكلف بالتواصل بمكتب اليونسكو بشمال إفريقيا الذي أشار إلى أن الاحتفاء باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف 3 ماي من كل سنة يتوخى رصد واقع حرية الصحافة في العالم والتفكير في الحلول ورفع التحديات التي تواجه الصحافة والصحافيين. واستعرض بالمناسبة الخطوط العريضة للرسالة التي وجهتها المديرة العامة لليونسكو.

وبخصوص المائدة المستديرة التي ترأست أشغالها مديرة جريدة العالم الأمازيغي السيدة أمينة بن الشيخ، فقد تميزت بإسهام وجوه إعلامية متمرسة الصحفي  جامع كَلحسن من القناة الثانية، والسيدة خيرة أعراب من موقع «Actuelle» والسيد محمد مخليص رئيس مصلحة التواصل الخارجي بالمعهد، والسيد محمد بحراني من موقع سلطانة الالكتروني.

وقد أبرزت المائدة المستديرة أدوار الإعلام في بلادنا كما أشارت إلى التطورات المتلاحقة التي طالت المشهد الإعلامي الوطني كما وكيفا، دون أن تغفل العوائق التي ما زالت تعترض هذا المجال.

فمثلا على مستوى تعددية وسائل الإعلام، يسجل المغرب تنوعا غنيا في وسائط الاتصال والصحف والمواقع الرقمية والإعلام السمعي البصري العمومي. كما يسجل على مستوى المضمون تعددية على مستوى البرامج، وهو ما يعكس التعددية اللغوية والثقافية والسياسية والمدنية الموجودة في المغرب. غير أن هذا الغنى لا يمنع من وجود بعض النواقص التي منها ضعف الاحترافية والمهنية والتكوين لدى الكثير من الشباب العاملين في مجال الإعلام وخاصة الإلكتروني منه.

وشهدت هذه التظاهرة تكريم  كل من الصحفيين أحمد أوعاس من الإذاعة الأمازيغية ومحمد الراجي من جريدة هسبريس الالكترونية تقديرا لجهودهما في مجال إبراز التنوع الثقافي واللغوي في الإعلام العمومي الوطني.

وتجدر الإشارة على الصعيد الوطني إلى أن المرجعية الدولية، التي بناء عليها خصص يوم عالمي لحرية الصحافة، شكلت إحدى المرجعيات الأساسية في مسار إعداد مدونة الصحافة والنشر في بلادنا، سواء تعلق الأمر بإحداث المجلس الوطني للصحافة كهيئة للتنظيم الذاتي للمهنة. وقد صدر بالجريدة الرسمية  يوم 7 أبريل 2016 قانون رقم 90.13 يقضي بإحداث المجلس الوطني للصحافة، كما صادق البرلمان على مشروع قانون رقم 89.13 يتعلق بالنظام الأساسي للصحفيين المهنيين.

وقد عرف واقع حريات الصحافة والإعلام ببلادنا تطورا خلال الفترة 2012-2015 استنادا أولا إلى قياس واقع الصحافة والإعلام من خلال مجمل المؤشرات المعتمدة في أنظمة قياس منظمة اليونسكو، كما يظهر حجم التقدم استنادا إلى التفاعل مع تقارير المنظمات الدولية المعنية بالصحافة والإعلام، كما أن هذه الفترة عرفت التقدم الكبير في تنزيل مختلف السياسات العمومية المرتبطة بقطاع الصحافة والإعلام ببلادنا، لاسيما في ما يخص الإطار القانوني، وتشجيع التنظيم الذاتي للمهنة، ودعم الصحافة والإعلام، وتعزير الشفافية والحكامة الجيدة في القطاع السمعي البصري، ودعم التكوين، وحماية الصحفي. كل ذلك مع الإقرار بوجود تحديات ورهانات تتطلب مزيدا من إعمال المقاربة التشاركية بين مختلف الفاعلين قصد مواصلة دينامية الإصلاحات من أجل توسيع دائرة الحريات وتعزيز دور الإعلام والصحافة بمملكتنا.

وفيما يخص الصحافة الرقمية تجدر الإشارة إلى أن المغرب قد نجح سنة 2015  في ربح رهان عملية الانتقال نحو البث التلفزي الرقمي، وفاء بالالتزام الدولي للمغرب في سنة 2006 بالانتقال نحو التلفزة الرقمية الأرضية في نطاق UHF ، حيث تمّ ذلك في مرحلة أولى في 17 يونيو 2015.

وتم إطلاق دعم الصحافة الرقمية، وذلك في سياق الدينامية والدور الحيوي الذي أصبح يضطلع به هذا القطاع ببلادنا. ويهدف هذا الدعم إلى الارتقاء بجودة الصحافة الرقمية، وتمكين المقاولات العاملة في المجال من هيكلة بنياتها وتنمية مواردها الذاتية، ومن المؤشرات الأخرى التي تعكٍس تحسُّن مؤشرات حريات الصحافة خلال سنة 2015، حصول 158 موقع إلكتروني إخباري على وصل التصريح بإحداث الموقع، بالإضافة إلى حصول 98 صحافي على بطاقة الصحافة تحمل اسم المنشأة الإعلامية الرقمية .

غير أن الملاحظ أن المواقع الإلكترونية الأمازيغية الكبرى ما زالت مستثناة من الدعم الذي تحظى به المنابر المشابهة، كما أن العاملين فيها لا يستفيدون من أي تكوين مثل نظرائهم في المواقع الأخرى.

وفي قطاع السمعي البصري، تميزت سنة 2015 بتعزيز النظام التنافسي لولوج شركات الإنتاج الخاصة إلى الإعلام السمعي البصري العمومي، حيث يسجل أنه خلال الفترة الممتدة من منتصف 2013 إلى نهاية 2015 تم داخل شركتي الإعلام السمعي البصري العمومي إطلاق 20 طلبا للعروض، لإنتاج أزيد من 160 برنامجا.

وقد تعززت حرية الصحافة، خلال السنوات الأخيرة، بإطلاق الاستراتيجية الوطنية لدعم قطاع الصحافة والإعلام في الفترة ما بين 2012 و2016، ولعل أبرز لبنات هذه الاستراتيجية مدونة الصحافة والنشر التي تضمنت، على الخصوص، القانون رقم 88.13 المتعلق بالصحافة والنشر، والقانون رقم 89.13 المتعلق بالنظام الأساسي للصحفيين المهنيين، والقانون رقم 90.13 المتعلق بالمجلس الوطني للصحافة، كما عالجت في مضامينها مقتضيات تخص الصحافة الإلكترونية والمهن المرتبطة بالقطاع، لاسيما التوزيع والطباعة والإشهار، بالإضافة إلى تطوير الإطار القانوني المنظم للدعم العمومي المخصص للصحافة المكتوبة.

بخصوص الشهادات: قدمت من طرف السادة الأفاضل: محمد لمنور عضو سابق بمجلس إدارة المعهد (شهادة في حق الراحل محمد بحري) وحسن الكايسي رئيس جمعية أدور (شهادة في حق الراحل محمد قسيوي) وعبد السلام خلفي مدير مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية بالمعهد (شهادة في حق الصحفي أحمد أوعاس) وابراهيم بن حمو رئيس تحرير الأمازيغية بوكالة المغرب العربي للأنباء MAP (شهادة في حق الصحفي محمد الراجي).

نبذة عن المكرمين:

  • أحمد أوعاس

أوعاس انتقل الشاب أحمد وعاس من مدينة الناظور إلى مدينة فاس لمتابعة دراسته الجامعية سنة 1990؛ وهناك انخرط في الحركة الأمازيغية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية؛ تشبع أكثر بالخطاب الهوياتي، وانفتح أكثر على أمازيغ الأطلس وسوس، وانخرط في النسيج الجمعوي خلال سنتي 1991 و 1993 .

في سنة 2001 التحق أحمد أوعاس كصحافي بالإذاعة الوطنية القسم  الأمازيغي، منذ ذلك الحين أنتج ونشط المئات من البرامج الثقافية الأمازيغية (أكراو إيمالاس، أخارس ذ أوسونكم إلخ) كما قام بتغطية الكثير من الأنشطة الوطنية والدولية بالمغرب وباشر حوارات حول تيمات تتعلق بالسياسات العمومية أو بالثقافة وقدم تقارير وروبورتاجات بالعشرات سواء كصحفي في الإذاعة أو في الأولى أو في قناة تمازيغت أو أيضاً كمنسق للبرامج ما بين 2002 و 2006. بل وأصبح في الكثير من هذه المحطات الحامل لأنشطة الجمعيات الأمازيغية إلى الرأي العام. ومنذ هذه السنة منذ بضعة أيام سيصبح الصحفي أحمد وعاس رئيساً لمصلحة الأخبار والبرامج في تمازيغت.

أحمد وعاس لم يدخل غمار الصحافة فقط لكونه لم يجد مداخل إلى الحياة المهنية، بل دخلها لأنه كان يؤمن بقضية، وهي القضية الأمازيغية. حيث اشتغل على:

  1. تقديم منتوج صحفي يتميزُ بالجاذبية والموضوعية؛
  2. تقديم لغة أمازيغية تتميزُ بالشفافية والانفتاح على المستجدات المصطلحية التي ينتجها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية؛

ويرمز تكريمه إلى:

  • تكريم للإنسان الملتزم بقضايا وطنه؛
  • تكريم للمناضل الذي اختار أن يُدافع عن الأمازيغية ويشتغل بالأمازيغية وفي الأمازيغية؛
  • تكريم للصحفي الذي أعطى لمسة جديدة للصحافة الأمازيغية، وفتح آفاقها اللسانية على لغة إسمها الأمازيغية؛
  • تكريم للباحث الذي أنتج المئات من البرامج الثقافية التي أصبحت اليوم تُشكل مرجعاً للكثير من الباحثين في مجال الأمازيغية.

 

  • الصحفي محمد الراجي من جريدة هسبريس الإلكتروني:

ولد سنة  1979 بقبيلة تسكدلت، إقليم اشتوكة أيت بها.

عمل من سنة 2008 إلى سنة 2009 صحافي متعاون مع مجلة «نيشان» الأسبوعية؛ ومن سنة 2009  إلى 2011 صحافي متعاون مع صحيفة «المساء»؛ والتحق بجريدة «هسبريس» الالكترونية؛ منذ سنة 2012 ، ضمن طاقمها الصحفي.

الجوائز المحصّل عليها:

  • 2016: الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة (فئة الصحافة الإلكترونية)؛
  • 2016: جائزة الصحافة المغربية في قضايا المرأة والتنوع الاجتماعي، المنظمة من طرف منظمة البحث عن أرضية مشتركة بشراكة مع معهد التنوع الإعلامي؛
  • 2017: جائزة الصحافة العربية بدبي (فئة الصحافة الإنسانية)

 خديجة عزيز

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *