في ثاني تجربة لجريدة “العلم”.. صفحة خاصة بالأمازيغية بحرفها “تيفيناغ” تنزيلا للمقتضيات الدستورية

على إثر مذكرة تفاهم وقعها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية مع جريدة “العلم”، لسان حزب الاستقلال، خصصت “العلم” صفحة اسبوعية للأمازيغية بحروف ” تيفيناغ،  كأول تجربة اعلامية في الصحافة الورقية بالمغرب، وتنضاف هذه الصفحة إلى الصفحة الخاصة بالقضايا الامازيغية والتي اطلقتها “العلم” منذ 2008.

وتنص المدكرة التي وقعها عبدالله البقالي مدير جريدة “العلم”، واحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، يوم الخميس 26 نونبر 2020 في مقر المعهد بالرباط، بحضور الحسين مجاهد الأمين العام للمعهد الملكي، عائشة بوحجار مديرة مركز الإعلام والتواصل، عبد السلام خلفي مدير مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية ، رشيد عبد اللاوي مدير مركز الترجمة والتوثيق والنشر بالمعهد. وعن جريدة “العلم” بالإضافة إلى المدير، عزيز اجهبلي الصحافي المكلف بالصفحة الامازيغية في الجريدة، تنص على التعريف باللغة والثقافة الأمازيغيتين، والإسهام في إشعاعها عبر الإعلام الوطني.

ويلتزم المعهد بموجب هذا العقد  بتمكين الجريدة من المادة الإخبارية والثقافية ذات الصلة بأنشطة المؤسسة في مجالات اختصاصها؛ ومواكبة الجريدة في تكوين الصحافيين المختصين في اللغة والثقافة الأمازيغيتين، وفي الكتابة بحرف تيفيناغ؛ وتمكين صحافي الجريدة من تسهيلات لإعداد حوارات ولقاءات في التظاهرات التي ينظمها المعهد؛ وتزويد الجريدة بإصدارات المعهد.

في حين تلتزم الجــريدة بتتبع أنشطة المعهد ونشرها بانتظام، ونشر المواد ذات الصلة باللغة والثقافة الأمازيغيتين والأنشطة الوطنية والدولية المرتبطة بهما؛ وتخصيص صفحة من صفحات الجريدة للأمازيغية لغة وثقافة، تنشر مواد إعلامية منها بحرف تيفيناغ.

وفي ثمن أحمد بوكوس في كلمة بالمناسبة، المبادرة، مؤكدا في ذات الوقت على أن الموارد البشرية للمعهد وإصداراته رهن إشارة الجريدة. واعتبر التوقيع على هذه المذكرة مساهمة عملية في رواج اصدارات المعهد والتعريف بها وبما قامت به مؤسسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية منذ تأسيسها إلى الآن.

وبالمناسبة قال عبدالبقالي، إن هذه اللحظة تبقى تاريخية، موضحا أن إقدام الجريدة على هذه الخطوة مدروس، ومؤسس على مبدأ تنزيل المقتضيات الدستورية.

وعبر البقالي مدير “العلم” عن سعادته بلحظة تدشن فيها الجريدة مرحلة جديدة في تعاطيها مع مكون أساسي من مكونات الهوية الوطنية.

وأشار إلى أن “العلم “من الجرائد الأولى التي خصصت بابا أسبوعيا للأمازيغية، وحافظت على انتظام صدور هذه الصفحة، وأن توقيع هذه المذكرة يدشن مرحلة أخرى وجديدة،  توضح مدى الانضباط واحترام الانتماء الى هذا الوطن، معتبرا في نفس الوقت أن دستور 2011 يلزمنا بهذا التعاقد. وتوقف البقالي عند الخطب الملكية باعتبارها مرجعيات أساسية للرفع من مكانة الأمازيغية وإدراجها في مناحي الحياة العامة. واستحضر البقالي الصعوبات التي قد تواجه تنفيذ مثل هذه المبادرات، مركزا على دور وسائل الاعلام فيما يتعلق بتنزيل فصول الدستور من جهة والعناية بقضايا المجتمع المغربي من جهة أخرى.

ومن جانبه قال عزيز اجهبلي الصحافي بجريدة “العلم” والمكلف بالصفحات الأمازيغية بالجريدة أن خطوة الجريدة تعتبر “مبادرة الأولى من نوعها خاصة فيما يتعلق بالصحف اليومية وتدخل في إطار تنزيل مقتضى دستوري خاص بالفصل الخامس من الدستور الذي ينص على رسمية الأمازيغية الى جانب اللغة العربية”.

وأضاف بأن “مبادرة العلم هي مؤشر واضح على رد الاعتبار لمكون اساسي من مكونات الهوية الوطنية وهي مساهمة في تحويل الأمازيغية من الشفهي الى المكتوب ولو ان ما ميز التراث الأمازيغي في لحظات وفترات ماضية هو تلك الشفهية” مشيرا إلى “ان اللحظة والتاريخ ايضا فرضا التعامل مع الأمازيغية لغة وثقافة بنوع من التوثيق من خلال الكتابة فيها وبها وبحروفها الأصلية تيفيناغ، كما ان هذه المبادرة ستفتح نافذة من النوافذ التي كانت مغلقة على شريحة من القراء والمهتمين بالأمازيغية في اكثر من مجال..”.

الحسين مجاهد الأمين العام للمعهد الملكي اعتبر المبادرة “مناسبة مهمة في ظرف مناسب لرأب كل الصدوع، واستثمار كل الجهود للنهوض باللغة الثقافة الأمازيغيتين. وأكد مجاهد أنها خطوة كبيرة في إطار استراتيجية انفتاح المعهد على المحيط، وفي إطار الشركات التي يعقدها المعهد مع المؤسسات العمومية ومع المجتمع المدني” .

وأشار الأمين العام للمعهد إلى عدد من الاتفاقيات مع وزارة التربية الوطنية ووزارة الاتصال ومع المؤسسات الجامعية، بالإضافة إلى اتفاقية مع وزارة الثقافة ومع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج، ومع هيئة الانصاف والمصالحة حينها، ومع وزارة العدل، ووزارة حقوق الإنسان، ومع مجلس المستشارين ، بالإضافة إلا برنامج المعهد الملكي  لدعم الجمعيات التي تنخرط في للنهوض بالثقافة الأمازيغية، ماديا ومعنويا.

بدوره عبد السلام خلفي  مدير مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية تحدث عن تجربة  المعهد فيما يخص تدريس الأمازيغية، وعن الاتفاقيات التي ابرمتها هذه المؤسسة مع ما يزيد عن 14 مؤسسة عمومية، واعتبر خلفي ذلك دليلا على ان المعهد مؤسسة عمومية، تحملت مسؤولية تدريس الأمازيغية على المستوى الابتدائي وتكوين الموارد البشرية على مستوى الإعدادي والثانوي والعالي، وكذا تعليم الأمازيغية للكبار. وقال إن المعهد  اشتغل على دليل موجه إلى الأساتذة، ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني، وحاليا يشتغل على عملية تدريس الأمازيغية عن بعد .

وأفاد أن المعهد ساعد الكثير من المؤسسات على تدريس الأمازيغية لمواردها البشرية، بما في ذلك تكوين الأساتذة وتكوين المؤطرين. وللمعهد الملكي تجارب عديدة مع مؤسسات، كوزارة المالية، والمعهد العالي للإعلام والاتصال، ومع الهيئة العليا للإعلام والاتصال، ومع معهد التراث والمعهد العالي للقضاء . وللمعهد الملكي أيضا تجربة في تدريس الأمازيغية مع طلبة اماراتيين، ومع وسائل الإعلام. وأشار في هذا الصدد إلى الحوامل البيداغوجية والديداكتيكية التي أعدها المعهد.

رشيد عبد اللاوي مدير مركز الترجمة والتوثيق والنشر بالمعهد الملكي، وقف عند تجربة المعهد على المستوى الترجمة و النشر، مؤكدا أن إصدارات المعهد تجاوزت ال400 عنوان تغطي مجالات متعددة بمعدل 30 كتابا سنويا، من قوامس ومراجع قطاعية ومعاجم اخرى في الصحة مثلا، وفي تخصصات اخرى كالعلوم الاجتماعية والتاريخية.

عائشة بوحجار مديرة مركز الإعلام والتواصل، تناولت تجربة المعهد مع وسائل الإعلام، وتحدثت عن العلاقة الطيبة التي تربط الطرفين من جانب، وعن التواصل السليم والمهني مع الاعلام بمختلف أشكاله ومجالاته من جانب آخر.

واعتبرت بوحجار اتفاقية المعهد الملكي مع جريدة “العلم” خطوة ثانية في الاتجاه الصحيح، بعد خطوة الانتظام  في صدور صفحة عن الامازيغية أسبوعيا. وأشارت في هذا الصدد  إلى الدور الاساسي لهذه الشراكة في مواكبة جميع أنشطة المعهد، وانجازاته في مجال النهوض وترصيد المكتسبات التي تحققت لفائدة اللغة والثقافة الامازيغيتين من خلال  الدورات التكوينية

وتعتبر تجربة جريدة “العلم” الأولى من نوعها في الصحافة الوطنية الناطقة بالعربية، في تعاطيها مع مكون أساسي من مكونات الهوية الوطنية. كما انها مكسب وتحول تاريخي في موقف حزب الإستقلال فيما يخص الأمازيغية، كما ان هذه المبادرة تجسد بوضوح استجابة الحزب وجريدة “العلم” لمطالب التزيل الفعلي لمضامين القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية خاصة على المستوى الإعلامي.

شاهد أيضاً

جمعية “سكان جبال العالم” تطالب بتسريع بناء مناطق الأطلس الكبير المتضررة من الزلزال

جددت جمعية “سكان جبال العالم” فرع المغرب، هياكلها خلال الجمع العام العادي الذي نظمته بمدينة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *