في ظلال 20 ماي ذكرى وفاة إدريس بنزكري

مصطفى المنوزي

رغم تمايز مقاربتينا، بقينا محترمين للمشترك الإيجابي ، وحرصنا خلال ولايتين، انتخبنا خلالها ديمقراطيا وبالاقتراع السري، على تحصين المكتسبات وأهمها استقلال المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف عن الدولة ومعارضتها ( المؤسستية والراديكالية وغيرها ) وعن تعبيراتهما الحزبية والسياسية المدنية والحقوقية، وساهمنا في تخليص منتدى ضحايا سنوات الرصاص من نزعة الإلحاقية أو الذيلية والتبعية للأصوليات هنا وهناك وهنالك، بعد أن كان التنظيم محل تناوب محتكر لدى قطبية ثنائية، تستعمل فيه الطهرانية أو العذرية والحال أن المطلوب هو التقيد بالأرضية التوجيهية والقانون الأساسي، وقد انتقدنا المقاربة التعويضية وحرصنا على تفعيل توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة ، وخاصة الشق السياسي منها ، رغم أن هذا التفعيل يحتاج إلى قوى حزبية ذات صلة بصناعة القرار السياسي والتشريعي، داخل المؤسسات الدستورية والعمومية .

ولأن المناسبة شرط ، ونحن نخلد ذكرى رحيل الفقيد ادريس بنزكري ، أحد ابرز القياديين الماركسيين اللينيين المؤسسين لمنظمة إلى الأمام، و الرئيس المؤسس لمنتدى الحقيقة والإنصاف، لابد أن نثمن عطاءه الحقوقي الغزير ونعتز بنزاهته الفكرية وتبصره السياسي الحكيم ، رغم اختلافنا مع مقترحه الذي كان يروم تأسيس، حزب سياسي ” خاص ومختص ” لتنفيذ توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة ؛ والذي حالت وفاته دون تحقيق طموحه ، وحاول بعض ” رفاقه ” من اليسار الحداثي إنجاز الفكرة على أرض الواقع، دون جودة أو جدوى، رغم دعم الدولة ورئيسها ، وهو موضوع يستحق أكثر من تقييم ومساءلة نقدية لما آلت إليه الأمور، داخل مربع الدولة ودوائر شتات اليسار، في ضوء استنفاذ العملية السياسية التي رافقت العهد الجديد أطوارها وأنفاسها ، وحان الوقت للتأسيس لمشروعية جديدة تستمد مقوماتها القانونية والديمقراطية من جيل جديد من الإصلاحات الدستورية والمؤسستية والتشريعية، تكون موضوع حوار عمومي وتشاركي ، عتبته دولة الجهات ، ومفتوح على آفاق الحقيقة الوطنية والعدالة والوحدة والديمقراطية .

وإن هذا يقتضي تأهيل الحقل الحزبي وترشيد آليات الدفاع المدني بعيدا عن أي تراخي وترهل او هشاشة قاتلة ، مع الإقرار الصريح أن مشروع القطع مع ماضي الانتهاكات والاستبداد ليس مهمة ضحايا سنوات الجمر ولاضحايا العهد الجديد، وإنما هو مطلب حامله المجتمع برمته وبكافة تعبيراته ونخبه الواعية بأنه لا مكتسبات دون تضحيات ودون كلفة .

رئيس سابق للمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف

اقرأ أيضا

الأمازيغية والاحصاء العام للسكان بالمغرب.. أربع حقائق

أثناء مباشرة الاحصاء نبه اغلب المتتبعين الى ان المنهجية المتبعة غير مطمئنة النتائج ونبهت الحركة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *