تقرير: حميد أيت علي “أفرزيز”
تحتضن جماعة الطاوس الحدودية، جهة درعة تافيلالت، تظاهرة نسائية رياضية وسياحية “trek elles marchent” في دورته الثالثة، إبتداءا من فاتح مارس إلى غاية 15 مارس 2019، حيث تتنافس فيه أكثر من 400 سائحة من جنسيات مختلفة اوربية على كسب أكبر عدد ممكن من النقاط، وقطع 25 كلم يوميا مشيا على الأقدام، عبر مسارات يتم تحديدها لهم في خرائط، منقطعات عن العالم الخارجي، كون المنظمين يمنعون عن المشاركات استعمال الهواتف وكافة الوسائل الحديثة، بغية جعل التظاهرة بالنسبة للمشاركات شغلهم الشاغل.
ويعتبر “trek elles marchent” الحدث النسائي البارز بالمنطقة، وفرصة ذهبية للعمل لشباب المنطقة، وكذا من بين الفرص المهمة لإنعاش السياحة وسط فيافي أسامر “الجنوب الشرقي” للمملكة المغربية، وهو حدث يساهم في تمديد ليالي المبيت للأجانب والسياح بجماعة الطاوس.
جوابا على سؤال جريدة “العالم الأمازيغي” المتواجد طاقمها في ذات الحدث الرياضي النسائي مئة بالمئة، عن ماهية التظاهرة؟ عاد بنا المنعش السياحي بالمنطقة “موحى كراوي” بصفته أحد المنظمين للتظاهرة، والمكلف بتوفير كافة اللوجستيك، وراحة السائحات على مدار أسبوعين في كافة الدورات، إلى فكرة تنظيم هذه التظاهرة، حيث يفيد “كانت مجردة فكرة ناقشتها بمعية مديرة “trek elles marchent” الحالية، والتي قدمت للمنطقة أنذاك كسائحة تبحث عن الهدوء والمناظر الصحراوية الطبيعية، لنضع الفكرة على أرض الواقع منذ أربع سنوات، حيث نظمنا ساعتها تجربة صغيرة للمشروع بمشاركة 15 سائحة، سجلنا فيها عدة ملاحظات، ورسمنا خطة لمشروع “trek elles marchent” الذي بدأنا أول دورته الرسمية في شهر مارس2017 والتي نجحت مئة بالمئة”.
مضيفا ذات المتحدث “أن الهدف الأساسي من هذه التظاهرة، تبيان ما تزخر به المنطقة، وانعاش السياحة بمناطقنا الحدودية وتوفير أكثر من مئة فرصة شغل لشباب المنطقة، وفخور جدا أنني الأمازيغي والمغربي الوحيد، المتواجد وسط طاقم التنظيم، الذي نُكوِّن فريقا متكاملا نتحدى فيه جميع الصعوبات التي تواجهنا، لنوفر للسائحات راحة متكاملة وسط التضاريس الصحراوية، وجعلهن لا يفتقرن لأي متطلبات أساسية من مكان المبيت والمأكل، والمرافق الصحية وكذا الحمامات…”.
ودليل نجاحنا في هذه التظاهرة يختم “موحى”، يمكن استخلاصه “في المدة القصيرة والتي لا تتعدى عشر ساعات من إنطلاق تسجيل أسماء المشاركات، حيث يتم قفل باب المشاركة، لكثرة الراغبات في المشاركة ب “trek elles marchent”.
من جانبها أدرجت “وداني رقية” بصفتها موظفة بالمندوبية الاقليمية للسياحة بجهة درعة تافيلالت، هذا الحدث في إطار السياحة الرياضية، ومشاركتها لم تأتي عبثا، بقدر ما جاءت حسب تصريحها لجريدة “العالم الأمازيغي”، بعد اختيارها وفق مجموعة من المعايير، أولهم إرتباطها بالمجال السياحي، وتواجدها فيه بحكم طبيعة عملها، وارتباطها بالقطاع الذي تنظم فيه هذه التظاهرة.
مضيفة “مشاركتي بمعية رفيقاتي المغربيات، مشكلات فريقا متكاملا، بغية خدمة أهداف كثيرة من بينها، إبراز المرأة المغربية واثبات أنها إمرأة رباضية بامتياز، ونثبت أننا نستطيع، أن نخرج وسط الجدران لنكتشف الصحراء وفيافي المناطق الحدودية، وكذا يمكن اعتبار مشاركتنا في الحدث الرياضي، أننا مرشدات سياحيات، لباقي العدائات المشاركات من مختلف بلدان اوربا، وفرصة لنُعرِّف بموروثنا وتراثنا، وكذا المؤهلات السياحية بالمنطقة، وتقديم معطيات وأرقام للمشاركات؛ ومن منبركم أشكر جزيل الشكر، المنعش السياحي ـ موحى كراوي ـ بصفته عضو بارز في تنظيم هذه التظاهرة الرياضية، على إتاحته لنا فرصة المشاركة”.
هذا وفي تصريح إحدى المشاركات من جنسية هولندية لجريدة “العالم الأمازيغي”، عبرت فيه عن مدى سعادتها بتواجدها بهذا الحدث الكبير، مشيرة إلى رغبتها وتمنياتها المشاركة في كل سنة، لسحر وروعة هذه المناطق الصحراوية والجافة وحسن الاستقبال والاهتمام الذي حضيت به، وكذا الأمان الذي تشعر به بالمنطقة؛ محيطة أن الصعوبات التي يعاني منها كل فريق “أربع نساء في كل فريق” طيلة قطعهن يوميا مسافة 25 كلم وسط الكثبان الرملية والجبال، دون هواتف أو محدد المواقع بمناطق لم يزرنها يوما، يضيف للتظاهرة روعة التحدي والمقاومة للوصول للمخيم السياحي المتنقل، ولأول مرة تختم المتحدثة “أعرف بمعية الكثيرات منا أن للأمازيغية حروف تكتب بها، عندما وضع المنظمين لنا نحن المشاركات في نقطة من نقط الالتقاء والإرشاد تحدي الكتابة بتلك الحروف التي ظننتها في البداية حروف اللغة الروسية”.
جدير بالذكر أن التظاهرة الرياضية في جميع دوراتها، تفرض على العدائات، المُشَارَكة في العمل الإنساني بمعية “جمعية إغرمان” بقصر أجدايد، حيث يتم اختيار عمل إنساني معين في كل دورة، حيث ركز المنظمين في هذه الدورة على بناء منزلين لعائلتين معوزتين بذات القصر، وعلى المشاركات في التظاهرة قضاء اليوم الأخير لهن بالمغرب، في بناء الجدران بالطريقة التقلدية، وتبليطها، وكذا وضع الاسقف وقضاء يوم كامل رفقة أهل المنطقة، ومشاركتهن في طهي الطعام وتناوله بالطريقة التقليدية، ومعرفة تقاليد الساكنة، والموروث الثقافي للمنطقة.
يشار ان المشاركات في تظاهرة “trek elles marchent” في دورته الثالثة، من عدة جنسيات مختلفة “فرنسا، بلجيكا، هولندا، المانيا، كندا، سويسرا…” بالإضافة لمشاركات مغربيات، يتنافسن خلال اسبوعين على الظفر بعدد كبير من النقاط، التي تحصد في أجوبة كل فريق عن الأسئلة المتنوعة، المقدمة من طرف مراقبين موزعين في عدة نقاط الراحة وتزويد العدائات بالماء والإرشادات، وعليهن كذلك البحث عن المخيم المتنقل بين مناطق “أجدايد، أوزينة، الرملية…” دون الإنحراف عن المسار المسطر في خريطة كل فريق.