أعلن رئيس أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح الأربعاء 18 يونيو الجاري، أنه تم “إصدار أوامر صارمة لقوات الأمن” للتصدي لأي شخص يرفع علما آخر غير علم الجزائر خلال المظاهرات، دون أن “يحدد عن أي راية يتحدث”. مشيراً إلى إعطاء الأوامر ل”التطبيق الصارم للقوانين السارية المفعول والتصدي لمحاولة المساس بمشاعر الجزائريين”.
وحذّر رئيس أركان الجيش الجزائري، من رفع رايات غير العلم الجزائري الرّسمي في المظاهرات المستمرة بالجزائر منذ فبراير الماضي، والمطالبة بإسقاط أركان النظام السابق. ورغم أنه لم يحدد عن أي أعلام يتحدث بالضبط؛ إلا أن بعض المصادر الإعلامية؛ أشارت إلى أنه يقصد “رفع العلم الأمازيغي وأعلام أخرى”.
وقال قايد صالح حسب عدد من المصادر الإعلامية التي أوردت الخبر:”رفع راية أخرى غير الراية الوطنية من قبل أقلية قليلة جدا قضية حساسة تتمثل في محاولة اختراق المسيرات”. وهذه هي المرة الثالثة خلال ثلاثة أيام التي يستنكر فيها القايد صالح ما قال إنها “قضية حساسة تتمثل في محاولة اختراق المسيرات” عبر “رفع رايات أخرى غير الراية الوطنية من قبل أقلية قليلة جدا”.
وأضاف: “للجزائر علم واحد استشهد من أجله ملايين الشهداء، وراية واحدة هي الوحيدة التي تمثل رمز سيادة الجزائر واستقلالها ووحدتها الترابية والشعبية”.
وأشار رئيس أركان الجيش الجزائري، في جولة ميدانية ببشار، إلى أن “الجيش الوطني الشعبي يعمل عل تأمين حدودنا الوطنية تأمينا كاملا من خلال الوقوف الدائم بالمرصاد لأي اختراق إرهابي محتمل وأي عمل معادي يهدف للمساس بأمن الجزائر واستقرار شعبها”.
ورد عدد من نشطاء الحركة الأمازيغية بالجزائر على القائد صالح مباشرة بعد هذه التصريحات، مؤكدين على استمرارهم في رفع الأعلام الأمازيغية وبقوة في المظاهرات المطالبة برحيل أركان نظام بوتفليقة.
وقال عدد من الفاعلين الأمازيغيين، إن الأمازيغ يعتزمون توجيه الشعارات في المظاهرات المنتظرة غداً الجمعة، كلها ضد قايد صالح. مشددين على رفع الأعلام الأمازيغية التي تمثل رمزا لهويتهم وثقافتهم.
من جهته، وصف الناشط الأمازيغي والباحث في التاريخ، آرزقي فراد، ما جاء في كلام قائد الجيش الجزائري اليوم ب”الخطير والمخيف، وأعتبره استهدافا مباشرا للقضية الأمازيغية”.
وأضاف أرزقي في لقاء مع “أصوات مغاربية” أن “الفريق أحمد قايد صالح يريد منع عدد كبير من الجزائريين من رفع الرايات الأمازيغية خلال المسيرات والمظاهرات، وهو بذلك يسعى لحرمانهم من التعبير عن ثقافتهم والاعتزاز بهويتهم الأمازيغية”.
وأشار إلى أن “العلم الأمازيغي لم يكن في يوم من الأيام بديلا للعلم الوطني الذي يجمع بين كل الجزائريين، بل هو رمز يعبر عن الهوية الأمازيغية للشعب الجزائري، كما أنه لا يخص الجزائر وحدها، بل نجده منتشرا في كل بلدان شمال أفريقيا من مصر إلى المغرب”. مضيفاً “خوفي أن يكون خطاب اليوم تمهيدا للانقلاب على القضية الأمازيغية وما استطاعت تحقيقه من مكاسب بعد سنوات مريرة من النضال”.
وأشار الباحث الجزائري إلى أن “هذا الأمر يحيلنا على مسألة ضرورية كون نوايا قائد الجيش تتعارض بشكل كلي مع مبادئ الدستور، الذي رسخ الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية في الجزائر، كما جعل من يناير يوما وطنيا يحتفل به كبقية الأعياد الوطنية الأخرى”.
●منتصر إثري