قراءة في احتفالية عيد الأضحى بتامازيرت

بنضاوش الحسن

احتفالية عيد الأضحى، مناسبة دينية بعمق إجتماعي، عائلي، في حاجة ماسة إلى دراسة عميقة، تفكك رموز هذا الحدث السنوي.

ويبقى عيد الأضحى أهم مناسبة دينية، تعرف نسبة عالية من الهجرة من المدن إلى القرى، منذ الهجرة الأولى لساكنة الجنوب نحو المدن المغربية.

وهي محطة سنوية بعد سنة كاملة من العمل والمثابرة والحصاد ، من أجل صلة الارحام ، والاهل ، وأخذ قسط من الراحة، والتفكير والتأمل ، والمساهمة ماديا ومعنويا في التنمية المستدامة لتامازيرت.

ومع تحولات مجتمعية، طالت نمط العيش، والتركيبة المجتمعية، مازال عيد الأضحى ، يشكل حدثا سنويا بإمتياز ، يعيد سؤال العلاقة بين أهل سوس ومسقط رأسهم، ويطرح سؤال العلاقة الوجدانية والاصيلة بين الإنسان ومسقط رأسه.

وبإختلاف المناطق والمداشر السوسية في طريقة الإحتفال بعيد الأضحى ، من منطقة إلى أخرى، تبقى الاحتفالات الفنية جامعة لكل القرى والمداشر ، وهي مناسبة لترويح عن النفس، وخلق مبادرات إجتماعية وثقافية، تجسد الخصوصية المحلية السوسية في التضامن والتأزر ، ومناسبات عائلية خاصة الزواج بإعتباره رابط وثيق ، وضمان لإستمرارية العلاقات الاجتماعية والعائلية.

وفي كل سنة هجرية، يتم قياس الروابط العائلية والتواصل بين أهل سوس ومسقط رأسهم.

وفي قراءة اجتماعية لإحتفالية عيد الأضحى بتمازيرت، يمكن الوقوف على تجليات الزيارة والرابط العائلي، واستمرار العائلة الممتدة، وتوريث الأجيال عادات وتقاليد محلية ممتدة في الزمن والمكان ، وراسخة في الذاكرة تمثل التراث الشعبي للشعب الأمازيغي.

وما على الجميع هو تثمين الإحتفال، وترسيخ ثقافة العيد ، والمحافظة على العادات والتقاليد ذات الصلة، وتوريث الاحتفالية السوسية للاجيال .

هذه مسؤولية الجميع، يجب أن تتحول سوس في عيد الاضحى إلى مجال جغرافي يتجسد القيم النبيلة للإنسان الأمازيغي ، ومناسبة لإعادة الاعتبار للمكون الإجتماعي والإنساني والتضامني ، والترافع حول قضايا ومشاكل المنطقة من أجل حلول ناجعة وممكنة.

شاهد أيضاً

فن الروايس يحصد الجائزة الثالثة في أوزبكستان أمام مشاركة 400 مشارك يمثلون نحو 80 دولة

حازت الفرقة الموسيقية المغربية، صنف آلة الرباب ضمن المعزوفات الامازيغية “فن الروايس”، المشاركين في الدورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *