تطاوين-تونس 26 مارس 2014.
شهدت منطقة تطاوين في جنوب تونس اختتام مهرجان القصور السنوي احتفالا بثقافة الأمازيغ سكان البلد الأصليين وبتراثهم المعماري، حيث تضمن المهرجان زيارات سياحية لتجمعات السكان الأمازيغ، ومسابقات في الفروسية وعروضا للفن الشعبي من مختلف البلدان الأفريقية.
شهدت منطقة تطاوين بجنوب تونس مهرجان القصور السنوي الذي يحتفي بثقافة الأمازيغ سكان البلد الأصليين وبتراثهم المعماري.
ومن المواقع التي شملها المهرجان هذا العام قصر بني بركة الأثري، وقصر “أولاد سلطان” الأثري الذي لا يزال قائما منذ القرن الخامس عشر ويشهد على حضارة تلك المنطقة قبل مئات السنين.
وبدأ المهرجان بعزف للموسيقى الشعبية قدمتها فرقتان من تونس والجزائر. وحضر الافتتاح مراد الصقلي وزير الثقافة التونسي.
وقال الصقلي “هذه القصور التراثية التي ترونها ليست ملكا للدولة التونسية بل تابعة لأشخاص. وعلى أولئك الأشخاص تنظيم هيئات شرعية قانونية تمثلهم كي تتمكن الدولة من التفاوض معهم. نحن أولا وأساسا نريد ترميم تلك الأماكن الأثرية حتى لا تندثر وتزول”.
وأضاف الصقلي أن “الهدف من مثل هذه المناسبات هو توفير أنشطة ثقافية جهوية خاصة بالولايات الداخلية للبلاد وإقامة المعارض التقليدية على مدار السنة كي يتمكن قاطنو هذه المناطق من الاستقرار فيها وتستحيل المدن الداخلية إلى مسالك سياحية حقيقية”.
وذكر طاهر عبدالنور الأمين العام للدورة الخامسة والثلاثين لمهرجان القصور الدولي أن الهدف الرئيسي للمهرجان هو تنمية السياحة في المنطقة.
وقال “المهرجان في حد ذاته ليس غاية بل وسيلة لبلوغ أهداف أخرى وهي أساسا جلب الاستثمار السياحي لولاية تطاوين باعتبارها ما زالت بكرا في هذا الميدان”.
وتضمن مهرجان القصور في دورة العام الجاري زيارات سياحية لتجمعات السكان الأمازيغ والمناطق الأثرية في تطاوين، ومسابقات في الفروسية وأخرى في قرض الشعر وعروضا للفن الشعبي من جنوب أفريقيا والجزائر وليبيا وفلسطين.
وقد تمكن السياح من زيارة مكان تصوير الفيلم الشهير “حرب النجوم”، واستمتعوا بهذا المهرجان الساحر.
وقال رضا بركاوي رئيس جمعية “أدرار” للمحافظة على قصر بني بركة “هذا القصر تاريخيا هو قرية شامخة بأعلى الجبل. هو حصن يحمي سكانه الأصليين الذين هم سكان بني بركة من أصل أمازيغي. كانوا يخزنون فيه موادهم الغذائية ويسكنون فيه. كانوا يمارسون فيه كل حياتهم اليومية.. وهو القصر الوحيد الذي به دار قضاء وجامع″.
وفي قرية شنني ذكر طبيب الأسنان حبيب بالهادي الذي يملك أيضا فندق “كنزه الشعبي” أن المنطقة تضم 150 قصرا.
وقال بالهادي “شنني بالذات إذا لم تتوفر فيها أسباب التنمية والشغل والترفيه من رياضة ومسرح وفن خاصة، فلن تجد للشباب أي أثر في ربوعها. سيخرج معظمهم إلى المناطق الساحلية والعاصمة وسنخسر ركنا من أركان حضارة تونس وجزءا هاما من شخصيتنا وهويتنا”.
ويرمي هذا المهرجان إلى تسليط الضوء على الحضارة والهوية التونسيتين واستقطاب الاستثمارات السياحية إلى تطاوين مما يسمح باستحداث فرص عمل للفئة الشابة. واختتم مهرجان القصور الذي دام خمسة أيام، مساء الأحد الماضي.
العرب اللندنية