كشف المدير العام للشركة الجزائرية للنقل بالسكك الحديدية، ياسين بن جاب الله عن مشروع قطار عالي السرعة “تي جي في”، يضمن نقل مواطني البلدان المغاربية الثلاثة، انطلاقًا من المغرب ويمر عبر الجزائر ليصل إلى تونس.
وقال بن جاب الله، حسب مصادر إعلامية جزائرية، الأحد أن الشركة ستشرع قريبا في فتح خط لنقل المسافرين بين دول الاتحاد المغاربي بواسطة قطار عالي السرعة “تي جي في” في إطار الخطة التي ترمي الشركة إلى تجسيدها من خلال عصرنة وتحديث وصيانة الخطوط الحالية من أجل بلوغ 12500 خط مستغل في أفق سنة 2025.
وأكد المسؤول الجزائري في تصريحات صحفية للإذاعة الجزائرية، أن القطار المغاربي العالي السرعة سيمتد على مسافة 4 ألاف كلم و سيقوم بنقل المسافرين عبر ثلاثة دول مغاربية وهي تونس والجزائر والمغرب، حيث انطلقت الدراسات الخاصة بهذا المشروع الضخم كخطوة أولى، في انتظار توضيح كل التفاصيل المتعلقة به في المستقبل القريب.
وقال المتحدث في تصريحه أن هذا المشروع يدخل ضمن مخطط شركة النقل الجزائرية بالسكك الحديدية، الرامي إلى تحديث وصيانة عتادها وخطوطها الحالية، التي خصص لها مبلغ مليار دينار جزائري لتنفيذها والشروع فيها منذ 2014 ، والتي يستغل منها 4000 ً كلم حاليا فقط، بهدف استغلال نحو 12500 كلم على المستوى الجزائري وكهربتها ووضع الإشارات اللازمة وإدخال الهاتف اللاسلكي بما يعني تحديث جميع الخطوط بصفة كاملة وشاملة في غضون 2025.وكان آخر خط سكة حديدية يربط الجزائر بالمغرب يمتد من الحدود الغربية إلى مدينة وجدة، وقد تم توقيف العمل بهذا الخط سنة 1995 بعد قطع الجزائر علاقاتها الديبلوماسية مع المغرب.
وكان رؤساء الدول المغاربية الذين أسسوا الإتحاد المغاربي سنة 1989 قد وقعوا على اتفاق يقضي بفتح خط سكة حديد ي من تونس إلى المغرب، بالإضافة إلى ربط الطرق السيارة لثلاثة دول مغاربية فيما بينها، إضافة إلى توسيعها لتشمل دولا مغاربي أخرى كليبيا وموريتانيا، غير أن الظروف الجيوسياسية التي عرفتها الدول المغاربية حالت دون تجسيد هذا الحلم.
وأعلنت الأمانة العامة لاتحاد عن مناقصة دولية حول مشروع القطار السريع TGV المغاربي الذي من المفترض أن يربط بين البلدان المغاربية الثلاثة، المغرب والجزائر وتونس. وأعلنت عبر بوابتها الرسمية، عن إنطلاق العرض الخاص بتعيين مستشار(أو ممثل شركة) مكلف بإنجاز الدعاية والترويج للدراسة الخاصة بتأهيل وتحديث بعض مقاطع الخط السككي المغاربي.
كما أبرمت في وقت سابق عقدا سنة 2017 مع مجمع شركات (Italyerr- comete- Medevco) بغرض إعداد دراسة خاصة بجدوى تحديث وتأهيل بعض مقاطع السكك الحديدية بمبلغ مليون و707 آلاف دولار. وشملت الدراسة نحو 2350 كيلومترا، وتهم تحديث المقطع السككي من الدار البيضاء إلى تونس مرورا بالجزائر.
ويتضمن مشروع القطار المغاربي الفائق السرعة، والذي يتوقع أن يكلف 3.9 مليار دولار، تحديث خط السكك الحديدية بين فاس ووجدة على طول 354 كيلومترا، وتحديث الخط السككي بين وجدة (المغرب) والعقيد عباس (الجزائر) وجندوبة (تونس)، وتحديث وتأهيل المقطع السككي بين جندوبة (تونس) والجديدة (تونس) على طول 150 كيلومترا، إضافة إلى إحداث خط جديد للسكك الحديدية بين عنابة (الجزائر) وجندوبة على طول 110 كيلومترات.
وتجدر الإشارة إلى أن الأمانة العامة للاتحاد كانت قد قامت في صيف 2017 بدراسة تخصّ تأهيل وتحديث بعض مقاطع خط السكك الحديدية للقطار المغاربي، حيث عقدت لجنة الإشراف على هذه الدراسة اجتماعات بين (24-27 يوليو 2017)، خصصت لدراسة وتقييم العروض الفنية والمالية المقدمة من لدن مكاتب الدراسات المشاركة في المناقصة.
وتتوقع الدراسة أن ينقل القطار المغاربي عبر المقطع الرابط بين المغرب والجزائر، في أفق عام 2025 أزيد من 36 ألف مسافر يوميا ، وحوالي 22.6 ألف طن من البضائع، وفي عام 2040 سيتنقل 529 ألفا و941 مسافرا، وستنقل 42 ألفا و945 طنا من البضائع، في حين تتحدث توقعات عام 2065 عن تنقل 93 ألفا ومئة مسافر يوميا ونقل 109 آلاف و97 طنا من البضائع.