بورتريه:
كابرييلكامبس … النباش في تاريخ ئمازيغن ومؤسس الموسوعة الأمازيغية
2002 | 1970 | 1962 | 1927 |
توفي بإكس أون بروفانس | أسس الموسوعة الأمازيغية | تولى إدارة مركز: CRAPE | ازداد ب: ميسرغين بالجزائر |
يعتبر المؤرخ كابرييل كامبس واحدا من أبرز المؤرخين الفرنسيين الذين اهتموا بالبحث والكتابة والتنقيب في تاريخ الأمازيغيين خاصة التاريخ القديم في عموم شمال إفريقيا. تشهد على ذلك مجمل المؤلفات القيمة التي أصدرها في هذا الإطار.
رأى كابرييلكامبس النور ببلدة ميسرغين قريبا من وهران بالجزائر في 20 ماي 1927. ظهر ولعه واهتمامه بالتاريخ منذ صباه ولاسيما بالتاريخ القديم لشمال إفريقيا. تلقى دروسا في اللغتين اللاتينية والإغريقية والفلسفة قبل أن يلج الجامعة ليحصل على الإجازة في التاريخ والجغرافية سنة 1947، ليلتحق بعدها بمختبر الدراسات ما قبل التاريخية الذي أسسه ليونيل بالو بمتحف باردو، حيث سيساهم هذا المختبر في تكوين نخبة من الباحثين المتخصصين في تاريخ الجزائر، وهو ما سيكون نواة لإحداث مركز الأبحاث الأنتروبولوجية وما قبل التاريخية والإثنوغرافية في دجنبر 1955 المعروف اختصارا ب (CRAPE).
مهنيا، بدأ كابرييلكامبس حياته مدرسا للتاريخ والجغرافيا في عدد من ثانويات الجزائر، مواصلا في ذات الوقت أبحاثه التاريخية الميدانية في كل من الجزائر وتونس والمغرب كذلك، وهو الأمر الذي سيقوده إلى إنجاز أطروحة أكاديمية بحثية حول موضوع: في أصول الأمازيغيين، المأثر والطقوس الجنائزية التاريخية وما قبل التاريخية سنة 1961، وأطروحة ثانية حول موضوع:” ماسينيسا أو بدايات التاريخ” في نفس السنة.
بعد مغادرة أستاذه ليونيل بالو للجزائر العام 1962، سيتم تعيين كابرييلكامبس باحثا في المركز الوطني للأبحاث العلمية متوليا في الان نفسه إدارة مركز الأبحاث الأنتروبولوجية وما قبل التاريخية والإثنوغرافية وكذا متحف باردو. وسيقوم خلال هذه الفترة بأنشطة علمية وبحثية مكثفة وكثيرة في إطار المهام التي تولاها، ومن ذلك: تقديم دروس حول الأنتروبولوجيا في جامعة الجزائر، الإشراف على الأطاريح والدراسات العلمية، تنشيط المنتديات العلمية التخصصية، إدارة مجلة ليبيكا وكذا مجمل المنشورات الصادرة عن المركز، الإشراف على مهام البحث والتنقيب في الجزائر وفي الصحراء من أجل تعزيز رصيد متحف باردو.
في العام 1968، طلب كابرييلكامبس نقله إلى جامعة إيكس أون بروفانس بفرنسا حيث تقرر أن يشرف على كرسي جامعي خاص بأركيولوجيا ما قبل التاريخ. وسيخلفه الباحث الأمازيغي مولود معمري في إدارة مركز الأبحاث الأنتروبولوجية وما قبل التاريخية والإثنوغرافيةفي إطار سياسة للدولة الجزائرية استهدفت تعيين الأطر الجزائرية على رأس المؤسسات التي كان يتواجد الفرنسيون على رأسها.
بعد عودته إلى فرنسا، اشتغل كابرييلكامبس في العديد من المؤسسات ومراكز البحث حيث تم بداية تعيينه في اللجنة الوطنية للمركز الوطني للبحث العلمي، وهو ما مكنه من الاستيعاب الجيد لميكانيزمات عمل هذه المؤسسة البحثية وربط علاقات شراكة وتعاون مع عدد من المؤسسات الأخرى. وبادر في هذه الفترة إلى تأسيس مختبر أنتروبولوجية وما قبل تاريخ بلدان البحر الأبيض المتوسط الغربي ليتمكن بذلك من الانتماء إلى معهد الأبحاث المتوسطية.
انطلاقا من سنة 1970، أسس كابرييلكامبس وبإمكانيات بسيطة وجد متواضعة “الموسوعة الأمازيغية” كمشروع علمي يروم التأريخ لكل الأبعاد التاريخية والثقافية واللسانية لشمال إفريقيا كأول موسوعة تهتم بهذه المحاور في هذا المجال الجغرافي الشاسع. غير أن هذا المشروع العلمي لم يكتب له أن ير النور إلا سنة 1984 بدعم من منظمة اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة). وهي الموسوعة التي استمر صدورها حتى بعد وفاة مؤسسها، حيث بلغت إلى الان حوالي أربعين جزءا حيث يتولى الباحث اللساني المعروف سالم شاكر إدارة وتنسيق تحريرها.
وخلف كابرييلكامبس رصيدا علميا مهما يتمثل في المئات من المقالات الخاصة بتاريخ شمال إفريقيا من جوانبه المختلفة، إضافة إلى العديد من المؤلفات العلمية الرصينة ومنها: “الأمازيغ في هوامش التاريخ” (1980)، “الأمازيغ: ذاكرة وهوية” (1987)، “إفريقيا بصيغة المؤنث” (1992)…
الموسوعة الأمازيغية | |
تعد الموسوعة الأمازيغية أول موسوعة حديثة تهتم بالنشر الموسوعي للمعارف المتعلقة بالمجال الأمازيغي. أسسها المؤرخ الراحل كابرييلكامبس سنة 1970. وصدرت في البداية مطبوعة على الستانسيل قبل أن تحصل على دعم منظمة اليونسكو.
صدر منها ما يقارب الأربعين عددا إلى الأن، وتتضمن موادا علمية كتبها أبرز المتخصصين في المجال الأمازيغي في اللسانيات والتاريخ والأنتروبولوجيا والأدب والطوبونيميا والجغرافيا والتراث…ومن كتابها: سالم شاكر، عبد الله بونفور، كمال نايت زراد، كارل براص، هيلين كلودوهواد، هيلين كامبسفابرير… يتولى الباحث اللساني المعروف سالم شاكر حاليا إدارة تحريرها ونشرها. وتتوفر على نسخة إليكترونية وأخرى ورقية. |
إعداد: رشيد أولحوساين
مرجع: