كاتب كوردي يكتب:الأمازيغ والكورد ومبادئ الاستعمار المخادع

الكاتب الكوردي بلال عتي

الأمازيغ وتعني باللغة الأمازيغية “الإنسان الحر أو النبيل “هم السكان الأصليون لمنطقة شمال أفريقيا وتمتد “الجغرافيا الأمازيغية”  من واحة سيوة المصرية شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا  ويقدر تعداد الأمازيغ  حاليا  بحوالي أربعون مليون نسمة يسكن  معظمهم في المغرب والجزائر وتونس وليبيا، وقد حققت الحركة الأمازيغية أشواطا متقدمة في أعادة هويتها القومية في كل من الجزائر والمغرب وذلك بأن تزاع الاعتراف الدستوري باللغة الأمازيغية  كخطوة أولية  وانتقال الحركة الثقافية الى حركة سياسية في كل من تونس وليبيا كخطوة ثانية.

وقد كان للأمازيغ الدور المحوري في الحراك المدني والانتفاضة الشعبية ضد الاستبداد والتسلط وذلك في محطة تاريخية للبحث عن الهوية القومية وإرثها الحضاري الذي تم مصادرتها  من قبل العرب المسلمين عبر غزوات دامية  وماثلاهم من المستعمرين العثمانيين والاستعمار الغربي الذي كرس ذاك الواقع بتأسيس دول وتعيين أنظمة تابعة لها  دون الأخذ بعين الاعتبار إرادة الشعوب.

نشأت  الحركة القومية العربية  بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية واستوحت  أفكارها من الحركات القومية الأوربية النازية والفاشية معتمدة في مبادئها  على الجغرافيا التي طالتها الغزوات الإسلامية وحددت مشتركات الأمة العربية : (اللغة العربية المشتركة – والتاريخ  المشتركة  – والمصير المشترك  – والدين الأسلامي المشترك  – والعدو المشترك )، هذا التمازج بين المفاهيم كان بهدف صهر الشعوب والقوميات والأديان في تلك الجغرافية المصطنعة في البوتقة العربية والإسلامية، وتلك المشتركات كانت تشاطرهما كل من الحركتان القوميتين  التركية والفارسية ولعل أهم ما يميز تلك المبادئ هي عملية الاختزال والمخادعة وتتجلى في مبدأين أساسيين( العدو المشترك والدين المشترك )  تم تحديد العدو المشترك من قبل الحركات القومية الهجينة بالدين  (دولة إسرائيل)  ككيان غريب في تلك الجغرافية ومعادي للدين الاسلامي، بالرغم من  التشعبات المتفرقة والصراعات التاريخية العميقة فيما يخص عمق المبادئ والجغرافية بين تلك الكيانات القومية.

الإرث التاريخي للشعبين الكوردي والأمازيغي مثقل بشخصيات ساهمت في تكريس مبادئ الخداع من ناحية، ومن ناحية أخرى وجهت  عداء الدول الغربية باتجاه الشعبين، وأهم وأبرز تلك الشخصيات هم:

صلاح الدين الأيوبي الكوردي وطارق بن زياد الأمازيغي الى جانب العديد من الشخصيات الأخرى الذين كان لهم  بصمات واضحة في التاريخ الاسلامي  والعربي، بالإضافة إلى التضحيات التي قدمها الشعبين من أجل دحر الاستعمار الغربي، وعلى الرغم من كل ذلك فان الحركات القومية العربية والفارسية والتركية كانت تمارس أساليب  الهمجية  الاستعمارية على الشعبين من اجل استعبادها وإنهاء وجودهم  واغتنام ثرواتهم الفكرية و الاقتصادية. إلا أن الشعبين وبإرادتهم الحرة وبفضل التضحيات الكبيرة استطاعا انتزاع جزء من  الحقوق ومهدتا الطريق للنضال من اجل انتزاع باقي الحقوق  وخير دليل على ذلك تحول إقليم كوردستان العراق الى مركز ثقل إقليمي ودولي لا   يمكن تجاوزها.

وفي الختام كلمة لابد من توجيها  الى المستعمرين من جهة  – والى الشعبين الأمازيغي والكوردي من جهة أخرى. أن  وصف العروبيين للشعب الأمازيغي ( بالبربر ) والتي تعني بمفهومهم “الهمج او المتوحشين” لن يزيد الشعب الأمازيغي الا إصرارا على أعادة أمجادهم وحضارتهم المميزة لصنع مستقبل زاهر لأبنائها.

كما ان وصف الشعب الكوردي بأحفاد الجن والنار وإسرائيل الثانية لن تكسب الشعب الكوردي إلا مزيدا من الاصرار على أعادة أمجادهم وحضارتهم الفريدة لصنع مستقبل زاهر لأبنائها.

وليعلم المستعمرين ان المبادئ المخادعة لن تنطلي على الشعبين لأنهما متمسكان بالقيم الانسانية بعيدا عن التمايز وان كفاح الشعبين أحدهما  يكمل الأخر من أجل الحرية والاستقلال، وأن شعوب المنطقة لن تبلغ حريتها ولن تنعم بالديمقراطية إلا بتحرر الشعبين الأمازيغي والكوردي.

اقرأ أيضا

جزائريون ومغاربة يتبرؤون من مخططات النظام الجزائري ويُشيدون بدور المغرب في تحرير الجزائر

أثنى متداخلون مغاربة وجزائريين على دور المقاومة المغربية في احتضان الثورة الجزائرية ودعمها بالمال والسلاح، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *