صدر مؤخرا، ضمن منشورات باب الحكمة بتطوان، كتاب جديد بعنوان “شعر أهل الريف على عهد الحماية” للباحث المغربي عمر القاضي.
وحسب المؤلف، يندرج الإصدار الجديد في إطار البحث التاريخي، ويروم كتابة التاريخ من خلال النصوص الأدبية الشفاهية، بوصفها “شاهدة على الأحداث والآثار، وناطقة بما لا تقوله المرويات والأخبار”.
واعتبر المؤلف أن هذا المتن الشعري لا يكتفي بوصف الوقائع والدوافع، ولكنه يعكس آثار تلك الوقائع التاريخية على وجدان الأفراد والشعوب، وتأثرهم بصروفها ونوائبها.
وحسب الباحث عمر القاضي، يشمل زمن البحث فترة بالغة الأهمية من تاريخ المغرب، وهي فترة الحماية التي كانت أشد قسوة على المنطقة، وأكثر فتكا بها، حيث لم يكتف المستعمر بالتدخل في المنطقة، بل استقوى بالقوى الاستعمارية الأوروبية الأخرى، من أجل إخماد ثورة أهل الريف.
وأبرز الكاتب أنه “من خلال الأشعار، التي تمثل أعمق وأصدق أشكال التعبير الإنساني، سجل المغربي الريفي موقفه من الحرب الفتاكة ضده، وشهادته على هذه اللحظة الوجودية والتراجيدية، التي ألقت به على حافة الموت دائما، وجعلته يشرع صدره للقنابل والقذائف والدمار.
وضمن هذا المشروع البحثي، ينبه الكاتب عمر القاضي إلى أن “القصائد مصادر تاريخية لا تقل أهمية عن المظاهر الأخرى، ولا يمكن وصفها بالثانوية، والحال أن لها مقومات جمالية وإيقاعية تجعلها أشد حرصا على الصمود والخلود، وأشد مقاومة للنسيان، ما دام الأصل في الشعر التقليدي الشعبي أنه ن ظم لينشد ويحفظ.. “.
وكتب الباحث في مجال التاريخ أنه “من خلال هذا العمل الأدبي التاريخي الفريد من نوعه يحفظ لباحث ذاكرة الريفيين وآثار الحرب كما انعكست على أرض المغرب، وعلى مشاعرهم، وعلى نظرتهم إلى العالم من حولهم”.