الآن، على ماذا تقوم السياسة الخارجية لدولة مالي؟ بيانات السلطة الانتقالية المالية الموجهة الى العالم تجيبنا عمليا على هذا السؤال وتعفينا من مضان البحث،
ومن هنا فالشراكة حسبها، تقوم على مبادئ بسيطة: ومنها:الاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل، عدم قبول منطق الابتزاز وتقديم التنازلات. ومن هنا سعت الى تبني سياسة خارجية ، في علاقتها مع رئيس المرحلة الانتقالية في مالي، مع السيد عاصمي غويتا، وفق نهج ذكي، بناءا على المبادئ الأساسية السابقة. التدخل الفرنسي والجزائري في مالي، والذي كان محل شك منذ مدة طويلة، والذي اتخد شكل الاستغلال المكثف للموارد المعدنية الموجودة في صحاري شمال مالي من قبل الجزائر لصالح، تم كشفه في هذا السياق، اي في سياق الصراع الفرنسي الروسي في المنطقة والذي نتج عنه اوضاع داخلية وخارجية عجلت بظهور معطيات وتغييرات كبيرة تخص دولة مالي.
و في هذا الاطار سوف تعمل مالي على إتخاذ تدابير سياسية ودبلوماسية صارمة إزاء هذا الوضع الجديد وعملت على تطوير اسلوب هجومي في ممارساتها الدبلوماسية ، تجاه الجزائر، وعملت وفق هذا المنظور على انهاء العمل رسميا باتفاقات الجزائر لعام 2015. اتفاقات كانت هشة منذ التوقيع عليها، ولكن كانت بمثابة شعرة معاوية في العلاقة بين الطرفين ولكن نهايتها تمثل إعلان ميلاد حقبة جديدة للاستقرار الإقليمي واعادة ترتيب احجار رقعة الشطرنج في المنطقة، ويشكل كذلك فرصة أمام شعوب المنطقة في التعرف عن قرب وكشف خبايا المشاريع السياسية ومنطق الصراع في المنطقة التي تحاول دائما الجزائر ان تظهر فيه على انها صديقة الشعوب وحامية مصالحها. وفق هذا السياق وبناءا على معطيات التاريخ ومنطقه، وبناءا على سياسة رابح رابح يجب على تحالف الساحل أن يراجع فوراً شراكاته ويبحث عن الشريك الحكيم والمثالي، وهو معروف على كل حال. وقائع الأزمة المالية بين الجزائر ومالي هي فرصة ذهبية للتعرف كذلك على الادوار القذرة للجماعات الإرهابية المتجذرة في تاريخ الجزائر، وفي هذا الصدد نذكر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي تأسس عام 2008.الذي خرج من رحم الجماعة الإرهابية الجزائرية المعروفة بالجماعة السلفية للدعوة والقتال، هذه الجماعة الإرهابية كان موطنها الاول هو الجزائر على غرار جماعات اخرى فرخت في البلاد في التسعينيات من القرن المنصرم واستمرت في الانتشار والعمل فيه حتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وكانت فاعلا أساسياً فيما بات يعرف “بالعشرية السوداء”، والتي هلك فيها أكثر من 250 ألف شخص كما هو معروف. هذه الجماعات اصبحت قرينة النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي الجزائري ووفق ذلك هنالك مساعي دائمة للحفاظ على استمرارها وتمكينها من الوسائل الضرورية لذلك ومنها المجندين انطلاقا من تجنيد أطفال جنوب الصحراء الكبرى، الذين يتم تفويتهم لاحقًا للجماعات الإرهابية.
وهي تهم بدأت في الالتفاف حول عنق النظام الجزائري الذي عمل على اتهام دول اخرى في السابق بممارسة جرائم تجنيد الأطفال. وهي الجريمة التي مارستها الدولة الجزائرية منذ وقت طويل حين عملت على تجنيد أطفال جنوب الصحراء الكبرى لأغراض عسكرية، من خلال جبهة البوليساريو التي ترعاها فوق أراضيها، الامر الذي يكشف عن الوجه البشع والمظلم للنفاق الجزائري، وجه بجب كشفه للعالم اجمع كي يكتشفه ويكتشف مع من حشرنا الله في الجوار وهي حكمة مغربية نابعة من صبر ومن تجربة مرة قوامها الخبرة والروية. تمت دائما وجه خفيّ للسياسة وتمت دائما ثقب غير مكشوفة في العلاقات، ثقب يستغله ذلك العدو المقنع الذي يتقن فنون التخفي وراء اقنعة متقونة تبدو للوهلة الاولى انها اقنعة ناعمة والحال انها اقنعة بشعة وتخفي وجوه بشعة وشرسة
هذا هو حال الجانب المخفي وغير المرئي والشرس في السياسة الخارجية للجزائر وريثة فرنسا والتي تشكل عدو غير مرئي في صحراء مالي والجزائر. ان كشف حقيقة ما تقوم به فرنسا ونائبتها في المنطقة سيجعل شعوب المنطقة تبحث عن بدائل للمكر والخديعة والاستغلال ، ومن هنا ستتجه مالي لا محالة الى البحث عن شراكة بديلة مبنية على رؤية مغايرة للمقاربات الأمنية السابقة والتي كانت تعتمد على العنصر غير المرئي لاقصاء العنصر الظاهر، مقاربات تلتزم التزاما عميقا بالسلام والتنمية والشراكة المربحة في أفريقيا. وهنا تنتصب التجربة المغربية وتعلن عن نفسها كبديل يمكن أن يقدم لأفريقيا فرص السلام في مواجهة العنف والحرب الذي تزرعه الجزائر في المنطقة
السؤال: متى سيقرر السيد العاصمي غويتا إلغاء الاعتراف بجمهورية الوهم؟ ويعلن اعترافا رسميا بمغربية الصحراء ؟ عندما سقرر ذلك سيلج مباشرة الى المحيط الاطلسي ، وحينها سيكون لدولة مالي ميناءا اطلسيا كما كان لتينبوكتو مينائها في الصويرة، ميناء سينهي القبضة الشريرة على أفريقيا.