كرونيك يوم الأربعاء “الغثيان les nausée “

الحسين بوالزيت - صحفي وباحث في التاريخ
الحسين بوالزيت – صحفي وباحث في التاريخ

هو عنوان لرواية جميلة للكاتب والفيلسوف الوجودي جون بول سارتر، عنوان لم اجد احسن منه لوصف تعاليق بعض السياسيين الجزائرين، وهم يعلقون على بعض الأحداث السياسية والاجتماعية، الرياضية، والاقتصادية المغربية التي يستدعون لتحليلها والتعليق عليها، وخاصة منهم دو “الوجه الحسن”، زيدان خوليف وامتاله الذين سكنوا في بلاطوهات قناة فرانس أربعة وعشرون. ضحالة في التناول وازمة واضخة في تملك وسائل الحوار واحترام الضيوف، ووقاحة مفرطة في عدم احترام اخلاقيات المهنة وواجب التحفظ، على الرغم من حملهم لصفات أكاديمية ونياشين علمية تفتت الصم والجلاميد من الحجر.

مناسبة هذا الكلام هو أجوبة وتعاليق هؤلاء حول ما ورد في خطاب العرش، والذي لا تثير فقط الشفقة، فحسب بل تثير الاشمئزاز والغثيان، ومن مظاهر ازمة هؤلاء ما يوجدون عليه من ضيق الافق، بل هو أفق خانق وقزم في الفهم، وتماهي غير مفهوم مع الأطروحة الرسمية العسكرية، وانسجام الى حد التامهي مع أطاريح جنرالات، الرمل والدقيق، الاسمنت والارز. وضاعة و تكلس والتصاق بأهداب الحضيض العسكري الخانق.

فعوض ان يصطف هؤلاء المحللون في جبهة طليعة من يحاولون إستشراف مستقبلوالمنظور لابناء وبنات المنطقة وتوجيه نظر الرأي العام والمسؤولين في البلدين الى آفاق جديدة ورحبة قوامها العدل والانصاف، التكامل في العلاقات واقتصاد البلدين الجارين المحكومين بتقاسم كل شيئ بما فيها سلبيات ومخاطر الجوار وتبعاته والعمل وفق ما يمليه مصير شعوب المنطقة من خفض للتوترات وتجنب اشعال فتيل الصراعات والازمات السياسية والدبلوماسية وفق منهج قوامه لى تطوير اساليب التفكير العميقة والممكنة في سبل ومناهج وطرق تقاسم الفرص التي توفرها واحات و فسحات التعاون والتأزر، نحدهم مصرين ويعضون بالنواجد على عوامل التوتر ولو حكم عليهم تصرفهم ذلك ان يعيشوا ابد الدهر وأن يبقوا قابعين في اوهام واساطير تعود الى عقود الحرب الباردة وزمن توازن الرعب والقطبية التنائية قبل سقوط وتهاوي جدار برلين الذي بني ليفرق بين شعب وامة واحد هي الامة الألمانية.

اوهام من قبيل حق الشعوب في تقرير المصير التي يرددونها بدون ادنى فحص نقدي، وتاريخي عكس ما هو مفروض في الباحث العلمي الذي يحترم نفسه ومكانته الاجتماعية، كما يحترم عقله وعقول من يشاهده ويستمع اليه.

“باحثوون في العلوم السياسية، والعلوم الإنسانية يتفعفعون أمام كاميرات استوديوهات القنوات العالمية يتلعثمون، ويرتبكون في الجمل التي يركبونها، ويرددونها وهم يبحثون عن مسوغات مستحيلة قصد الهروب من القرار البالغ الأهمية الذي تضمنه خطاب العرش الأخير والذي دعا إلى إعادة فتح الحدود ىبين البلدين الجارين، وهنا نتحدث على ضرورة الإجابة دون لف ولا دوران عن سؤال: لماذا تبقى الحدود المغربية الجزائرية مغلقة؟ لماذا فتحت كل حدود العالم وبقيت حدود المغرب والجزائر مغلقة؟ في سيناريو اقرب ما يكون الى السيناريو الكوري الشمالي والجنوبي؟

تطوان 24 غشت 2021

اقرأ أيضا

“اللغة الأمازيغية بالمغرب: تحديات البقاء ومخاطر الانقراض بعد إحصاء 2024”

تقف اليوم اللغة الأمازيغية بالمغرب، باعتبارها ركيزة أساسية في تكوين الهوية الوطنية المغربية، أمام تحدٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *