نحن نعيش هذه الأيام مرحلة مفصلية في تاريخ البشرية كما سماها كارل ماركس “نفي النفي” أي عالم قديم في طريقه للزوال وعالم جديد يلوح في الأفق لكنه ،خلال هذه المرحلة الانتقالية ،لازال يجر معه بقايا تركيبات العالم القديم.
العناوين الأساسية للعالم الجديد تتجلى أساسا في –
-أن الإنسانية أسرة واحدة بغظ النظر عن الدين والجنس واللون وهي رغم اختلاف القوميات فانها حسب باكونين،محكوم عليها ان تتضامن فيما بينها .الرأسمالية في طريقها للانهيار بمختلف تلاوينها وأدواتها السياسية لأنها غير إنسانية بل معادية للطموحات الطبيعية للبشرية وقيمها. الانسان”ليس ذئب الانسان” كما يزعم مؤسسو الفكر الليبرالي بل هو نتيجة موضوعية لنمط إنتاج معين.
في الحالة الرأسمالية فإن استغلال الإنسان لأخيه الإنسان و تحكم فئة قليلة في وسائل الإنتاج و أدواتها الأيديولوجية هي التي تنتج قيم الأنانية و الهرولة نحو الربح السريع والفردانية الأنانية المرضية على حساب الآخرين .
فئات واسعة من المواطنين اكتشفوا، مع فيروس كورونا زيف الايولوجية الليبرالية “الربحية ” التي اعتمدتها أدواتها السياسية من أنظمة ونخب والتي تتجلى أساسا في:
– هدم القطاع العام و اعتبار القطاعات الاجتماعية من صحة وتعليم ومواصلات أعباء وسمحت للخواص و اللوبيات للمتاجرة بها .
حاليا العالم استفاق من هول اجرام المشروع الرأسمالي واكتشف ان”les biens communs” من تعليم و صحة وثقافة هي مجالات لا يجب ان تخضع للبزنس بل هي ملك مشترك باعتراف ماكرون نفسه، ممثل اللوبيات النيوليبرالية في فرنسا . هذا انتصار فكري و اديلوجي للقوى الاشتراكية الحقيقية .
صحيح العالم القديم لن يموت بسرعة ،سيقاوم،سيقتل وسيخلف ضحايا لانه يحفرقبره بيده ،نتيجة تناقضاته الداخلية (كارل ماركس ) لكن قيم الإنسانية و الحياة و الحرية والتضامن ستنتصر في النهاية…
يتبع..
تحية الأمل والعمل.
لاشك أن العالم يعيش مرحلة انتقال،ولكن إلى أين؟إلى أين نسير؟كيف سيصبح العالم؟كيف ستصبح العلاقات الدولية؟
بانهيار URSS انتقلنا من عالم الثنائية القطبية إلى عالم الأحادية القطبية بزعامة USA،ومنذ ذلك الحين والعالم يعيش حالة الفوضى و الاضطراب واللاستقرار.
أن القول بأننا مقبلين على عالم “قيم الإنسانية والحياة والحرية والتضامن”اراه اوتوبيا أكثر مما هو قولا ينبني على تحليل ملموس للواقع الاقتصادي والاجتماعي والايديولوجي الدولي الراهن وللتوازنات الدولية الراهنة.اللهم اذا كنت تنظر لمجتمع مابعد قرون وقرون من الآن.
احتراماتي.