لجنة الشهيد ”إزم“ تدعو ليوم غضب أمازيغي تضامنا مع الريف

دعت لجنة متابعة ملف الشهيد عمر خالق ”إزم” كل الأمازيغ إلى الالتفاف والتضامن مع الريف، وذلك ”تصديا لمحاولات الاستفراد بإخواننا في الريف وتركيعهم، و انضباطا لقيمنا المشتركة وواجبنا التاريخي المُحَتَّم علينا جميعا“.

ودعت اللجنة في بيان توصلت “العالم الأمازيغي“ بنسخة منه، لإعلان يوم غضب أمازيغي بكل جهات الوطن بشكل سلمي وحضاري في تاريخ يتم الاتفاق عليه، “لنعلن أن الأمازيغ جسد واحد ولنا أحلام وحقوق ومطامح واحدة”.

ويأتي هذا البيان على ضوء صدور الحكم القضائي في حق المتابعين في إغتيال عمر خالق “إزم” بعد جلسات مارطونية على مدى أربعة عشر جلسة إمتدت لقرابة عام و نصف إنتهت إبتدائيا بإدانة صريحة لكل المتهمين الثمانية عشر بمجمل 89 سنة سجنا نافذا موزع بين 10 سنوات لخمسة متهمين و ثلاث سنوات للثلاثة عشر الباقين.أحكام لم ترقى لمستوى فظاعة الجرم و هي لن تحقق العدالة الكاملة للشهيد و لا لعائلته الصغيرة و الكبيرة و كذلك لمجال جغرافي لا يزال يقبع تحت ظلمات التهميش و الحكرة و التهجير الممنهج، حسب بيان اللجنة.

تحرير: كمال الوسطاني

 

وفيما يلي نص البيان كما توصلت به جريدة ”العالم الأمازيغي”:

هل هو قدر أم صدفة أن تعيد نفس المناطق، كتابة التاريخ، تاريخ الوطنية الحقيقية، بدماء أبناءها و تضحياتهم بأرواحهم، حريتهم وأحلامهم من أجل كرامة الإنسان ومجد الأرض ؟!

قدر جعل من إزم مؤشرا، لبداية نهاية زمن الوطنية المزيفة واقتصاد الريع والفساد الإداري و حقوق الإنسان بمنطلقها العرقي، كما أنه نهاية للتشتت و بداية تشكل إجماع أمازيغي يسائل الضمير الجمعي للوطن عن مصير تضحيات شهدائه و منسييه، ليتأكد أن مستقبل هذه الجغرافيا ملك زمام شعبها العازم على بناء مستقبل العيش المشترك ،و التأسيس لوطن يسع الجميع بأليات سلمية نابعة من عمقه التاريخي وقيمه الحضارية والإنسانية.

يأتي هذا البيان على ضوء صدور الحكم القضائي في حق المتابعين في إغتيال عمر خالق “إزم” بعد جلسات مارطونية على مدى أربعة عشر جلسة إمتدت لقرابة عام و نصف إنتهت إبتدائيا بإدانة صريحة لكل المتهمين الثمانية عشر بمجمل 89 سنة سجنا نافذا موزع بين 10 سنوات لخمسة متهمين و ثلاث سنوات للثلاثة عشر الباقين.أحكام لم ترقى لمستوى فظاعة الجرم و هي لن تحقق العدالة الكاملة للشهيد و لا لعائلته الصغيرة و الكبيرة و كذلك لمجال جغرافي لا يزال يقبع تحت ظلمات التهميش و الحكرة و التهجير الممنهج.

أتت هذه الأحكام بعد سلسلة من الأحداث المفصلية تواترت منذ تلقي فاجعة إستشهاد إزم وتشبث مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية و تنسيقياتها بالسلمية في نضالاتهم و عدم الإنجرار وراء الإنتقام و المواجهات المسلحة؛ وبداية تشكل وعي جَمْعِي يلتف حول المنطقة و رموزها الموَحِّدة مما شكل أول و أعظم تلاحم جماهيري أمازيغي،و تجلى ذلك للعيان في حجم الحَجِيج و التأبين لروح الشهيد في الذكرى الأربعينية التي تشكلت كحدث مِفْصَلي في سيرورة النضال الأمازيغي،بعد أن شكل يوم 28 يناير 2016 يوم دفن الشهيد، مُكرَّماً بلف جسده الطاهر بعلم الهوية والكينونة الأمازيغية ،دليلا على تجذر خطاب الحركة الثقافية الأمازيغية بجبال و وديان أسامر و كل ربوع الوطن ،حيث حج إلى إكنيون أمازيغ إستجابوا لنداء قيم تيموزغا الرافض لِلْمس بحق أي أمازيغي في الحياة ، و أن دماء إمازيغن خط أحمر ،متناسين لكل الخلافات و الحزازات المُشَتِّتَة لقوة الأمازيغ رغم المرارة التي أحدثها هذا الفعل الجرمي، الا ان الشعب الامازيغي دفعته هذه الازمة الى إعادة إستكشاف قيمه الإنسانية والأخلاقية المبنية على السلم وعلى حب الانسان كيفما كان توجه السياسي ومرجعيته الايديولوجية وأعلن أن الإختلافات الأخيرة لن تكون مبررا لسفك الدماء ولا للاقصاء، لقد دفعت هذه المحطة الانسان الامازيغي ليس فقط الى استكشاف مكامن قوته الانسانية فقط كما بَيَّنَّا بل إنها قادته أيضا إلى إستكشاف مكامن وحدته وقوته في إرادته وعزيمته في تعامله مع الملف بحكمة وقوة وروية وتصميم، ان هذا النهج قوي وقادر على بناء المستقبل وعلى التحرير من قيود الإستيلاب والحكرة والاقصاء.

في ذات اليوم أحيا الأمازيغ مؤسسة أكراو بجبال صاغرو، بإنتدابهم لجنة من خريجي و مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية بشكل ديموقراطي جماهيري أضفت عليها تزكية عائلة الشهيد مصداقية تمثيلية أمام القضاء،مهمتها ترتيب تخليد الذكرى الأربعينية و متابعة الملف قضائيا.

وللأسف الشديد فبعضُ المؤشرات التي بعثتها الذكرى الأربعينية لإزم في محاولةٍ لِرَصِّ الصفوف و تجديد النفس في معركة رد الإعتبار للذات الأمازيغية عبر تصحيح معنى المواطنة الحقة و فلسفة الوطن الجامع و حقيقة دولة المؤسسات و الحق و القانون بالفعل،تعثر ذلك في بدايات الجلسات الأولى للمحاكمة وصولا للإستعداد للذكرى الأولى لإستشهاد إزم حيث طفت من جديد طفيليات مكرِّسة لإنتهازية يتم تحريكها من وراء ستار كشف منذ 2007 من أجل المساومة و المفاوضة لقضاء مصالح شخصية صرفة، أساليب عايشناها منذ 2007 بملف معتقلي أمكناس و إمتغرن ” الرشدية” واضعين لشباب متحمس في مواجهة حامية مع اللجنة و أعضائها واحدا تلو الآخر للضرب في مصداقيتهم و مساومتهم بالمكشوف حول آليات متابعة الملف ولو على حساب القيم التي تشربنا منها و صقلناها من داخل مدرستنا العتيدة ” الحركة الثقافية الأمازيغية “،لكن أعضاء اللجنة ككل واعون بالمرحلة و مسؤولياتهم من داخل اللجنة و بالتالي إلتزاما بعهد إزم ترفعت في الخوض في الموضوع حتى صدور الأحكام و بالتالي فهي تدعو كل الضمائر الحية من الجماهير الأمازيغية في أسامر و كل الوطن لعقد جمع عام جامع بإكنيون بين أحضان جبال صاغرو الشموخ لتقديم حصيلة عمل اللجنة بالتدقيق الممل و كشف كل لبس و تسليم ملف الشهيد لعائلته التي يمكن لها أن تزكي من تختارهم الجماهير المجتمعة لإستكمال مساطر و معارك تحقيق العدالة للشهيد و للوطن ككل.

إن محطات التاريخ المدونة في تشكل الحركة الثقافية الأمازيغية خاصة والحركة الأمازيغية عامة وما هو مرتبط بها من سياقات احتجاجية كان إفراز لجيل مؤسس أقعد فعله النضالي على نظريات و فعله الميداني على فهم حقيقي للواقع يلامس إنتظارات الجماهير و هو فعل نضالي يكرس نفسه بما لا يدع مجالا للشك في تسلسل عبر كل عقد من الزمن، حيث يساهم هذا الجيل في تجديد أدوات النضال الأمازيغي من ما هو نظري علمي لما هو ميداني إحتجاجي في تلاحم واضح بين الجغرافيا الأمازيغية،تجلى منذ تأسيس التنسيقية الوطنية للحركة الثقافية الأمازيغية و بناء تنسيقيات مجالية ميدانية مرورا بإستيعاب هجمات 2003 ،2006 ،2007، الشتاء الأسود ببومالن دادس 2008،و إعتداءات 2011 و تدبير أزماتها وصولا لحدث إغتيال إزم.

جيل استطاع إلزام الدولة المغربية بالاحتكام إلى القانون ومؤسساتها؛المعادية لكل ما هو أمازيغي؛ في الملف القضائي لإزم وليمأزقها في الأحداث المستمرة بالريف الأبي، هذا الجيل أكد ويؤكد أن الأمازيغ متشبثين بالوطن كل الوطن و كامل المواطنة بحرية، كرامة و عدالة إجتماعية ومساواة مجالية، عكس من حاول ويحاول تشتيت الوطن واستخلاصه لنفسه ومصالحه وعشيرته أو حزبه.

و إذ حاول هذا الجيل استثمار هذا الانبعاث و ترسيخ هذه القيم فإنه تفاجئ بهجومات واتهامات من أطراف معلومة ومسخرة تسعى لكبح هذا المد المستقل عن ممارسات أرادت صناعة أمازيغية هجينة لتساوم وتفاوض ضمن صراعات سياسية ومؤسساتية وأجهزة مدبرة لشؤون البلاد والعباد، مسعى كاد ينجح بأسامر و كسر بالريف، ليبقى المجال و أبناءه هم من يبدع في أليات و أدوات الصمود و المقاومة الأمازيغية.

و منه و إنضباطا لقيمنا المشتركة و واجبنا التاريخي المُحَتَّم علينا جميعا كأمازيغ الالتفاف والتضامن مع الريف تصديا لمحاولات الإستفراد بإخواننا في الريف و تركيعهم ،بإعلان يوم غضب أمازيغي بكل جهات الوطن بشكل سلمي و حضاري في تاريخ يتم الإتفاق عليه لنعلن أن الأمازيغ جسد واحد و لنا أحلام وحقوق ومطامح واحدة.

عاشت الأمازيغية حرة لشعب حر…

حرر بتنغير في 24 يوليوز 2017

اقرأ أيضا

جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تطلق “ميزانية المواطن”

أطلقت جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، أمس الجمعة، مبادرة “ميزانية المواطن”، التي تعتبر أداة تهدف إلى تبسيط البيانات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *