استمرارا في العمل الثقافي والمدني مع الشباب الذي جعلته منظمة تاماينوت فرع أيت ملول محور اهتمامها منذ تأسيسها في بداية الألفية، أقامت نشاطا ثقافيا استضافت فيه الأستاذ والمسرحي عبد الله بوكرن في لقاء مفتوح مع شباب مدينة تيزنيت في إطار دينامية المسرح من أجل المساواة بين الجنسين المنظمة من قبل منظمة تاماينوت فرع أيت ملول في إطار مشاركة مواطنة بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وبتنسيق مع الفرقة المسرحية درا مازيغ والفرع الاقليمي للنقابة الوطنية للفنون الدرامية بتيزنيت وفضاء إسبوار الثقافي ورقة كونستامز للأبحاث المسرحية بتيزنيت.
وقد أسهم هذا اللقاء في اقتراب شباب وشابات تيزنيت من مسار مسرحي ومبدع والإنصات لتأملاته عن تجربته الشخصية في مجال الإبداع، مسار عبد الله بوكرن الذي يعد ممثلا مسرحيا وفنانا كوميديا وفاعلا ثقافيا بمدينة تيزنيت ، وقد أسس فرقة كونستامز للأبحاث المسرحية بتيزنيت التي أعدت العمل المسرحي ” أكاسن/ جراح ” كما يعد عضوا لفرقة درامازيغ المسرحية التي شارك في عملها ” تيساتين ” ، كما شارك في مجموعة من المهرجانات الوطنية الخاصة بالمسرح والبرامج الكوميدية في الإعلام المرئي المغربي،و راكم تجربة هامة في مجال التنشيط المسرحي.
عبد الله بوكرن وجه مسرحي شاب من وجوه المسرح الأمازيغي الذين يسهمون في تنشيط الحركة الثقافية بجهة سوس ماسة، ضيف اللقاء بسط للشباب تجربته المسرحية مبرزا الموجهات التي جعلته ينخرط في مدارات المسرح والفنون الدرامية، وقد عرض في الوقت نفسه المعيقات التي عاشها طيلة تجربته بوصفه واحدا من أبناء هامش ثقافي لا يتوفر على بنيات ثقافية تحتضن مواهبه وطاقاته الإبداعية، عبد الله بوكرن اعتبر تجربته الفنية هي مرافعة هادئة من أجل القيم النبيلة واعتبر مساره الفني مضطلع برسالة واحدة هي التأييد العلني الدائم للجمال ولثقافات الحياة، اللقاء الذي سيره الأستاذ رشيد بوركعا غاص في تخوم تجربة ظلت تداري كل إحباطات الحياة وشروط الواقع خدمة للإنسانية وللثقافة المحلية.
ورغم كون لغة الفن في تقدير عبد الله بوكرن هي الفن ذاته، فإن الإبداع باللغة الأمازيغية في حد ذاته هو ناتج عن تلك الصلات الوجدانية للأمازيغ بلغتهم وثقافتهم، إنه ارتباط عميق أملته تنشئته الثقافية في فضاء أمازيغي تشربه كيانه الشخصي واتخذه مادة للانطلاق في فضاءات الأب الرمزي للفنون.
اللقاء تم تنظيمه في المركب السينيمائي الإيكولوجي بتيزنيت الذي اعتمد فيه على الطاقات المتجددة الصديقة للبيئة.