أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين تقديم مساعدات طارئة لنحو 3500 لاجئ ونازح ليبي خلال الأسبوعين الماضيين، في خضم تدهور الأوضاع الأمنية، فضلا عن القيود المفروضة على الحركة بسبب كوفيد-19.
وقال المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين، أندريه ماهيسيتش، في المؤتمر الصحفي الدوري في قصر الأمم بجنيف، حسب “أنباء الأمم المتحدة” إن حزمة المساعدات التي قدمتها المفوضية ساعدت حوالي 1600 لاجئ من المناطق الحضرية، وأكثر من 700 لاجئ محتجز ونحو 1500 نازح ليبي في مواقع مختلفة في جميع أنحاء ليبيا.
وأشار إلى أن حزمة المساعدات شملت مواد غذائية ومستلزمات نظافة تكفي لشهر واحد.
وتدعم المساعدات هذه بعض الأشخاص الأكثر ضعفا خلال شهر رمضان – وهي لحظة مهمة لإظهار التضامن حيث يعاني الناس لتأمين احتياجاتهم اليومية. وقد تم تنظيمها بالتنسيق مع السلطات المحلية والشركاء، ووكالات الأمم المتحدة الأخرى.
75% من اللاجئين والمهاجرين فقدوا وظائفهم في مارس وأبريل
وقال ماهيسيتش إن اللاجئين أخبروا موظفي المفوضية بحاجتهم الماسة إلى المساعدة، حيث كان الكثيرون يتدبرون أمرهم بأنفسهم من خلال العمل اليومي، والذي توقف بسبب حظر التجول والقيود الأخرى المتعلقة بانتشار جائحة كوفيد-19، مشيرا إلى استطلاع للرأي أجراه مركز الهجرة المختلطة يفيد بأن 75% من اللاجئين والمهاجرين فقدوا وظائفهم في آذار/مارس ونيسان/أبريل.
نقلت المفوضية شهادات بعض اللاجئين قالوا فيها إنهم كانوا يتناولون وجبة واحدة فقط في اليوم قبل رمضان. فيما أفاد آخرون بتلقى مساعدة إضافية من الأقارب من خلال التحويلات المالية الدولية لكنهم الآن يعانون بسبب توقف ذلك في الأسابيع الأخيرة. ويواجه البعض تهديدات بالإخلاء من أصحاب العقارات بسبب التأخر في دفع الإيجار.
ارتفاع أسعار المواد الغذائية
وفقا للمفوضية، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في معظم المدن في ليبيا بعد فترة وجيزة من تنفيذ تدابير الإغلاق. فعلى سبيل المثال، ارتفع سعر الطماطم بأكثر من 200% في بعض الأماكن، في حين ارتفع سعر الفلفل بحوالي 40%.
وقد تم الإبلاغ عن نقص المواد الأساسية، مثل البيض والخضروات والقمح، في مدن في جميع أنحاء ليبيا، حيث تكافح البلاد لاستيراد المنتجات في مواجهة العقبات التي تواجه سلسلة التوريد العالمية، فضلا عن تعطيل طرق الإمداد بسبب الصراع في الجزء الغربي من البلاد.
أما أسعار مواد النظافة فقد ارتفعت بنسبة 60% على الأقل، مع زيادة أسعار القفازات والأقنعة بأكثر من ثلاثة أضعاف.
في غضون ذلك، تواصل المفوضية تقديم الدعم للسلطات الليبية والنازحين الليبيين خلال جائحة كوفيد-19.
وبينت المفوضية أن الصراع والقصف المستمرين، برغم الدعوات إلى التوقف الإنساني، أثرا بشدة على النظام الصحي الهش والخدمات الطبية في البلاد، والتي تواجه محدودية في الموارد ونقصا في المعدات والأدوية الأساسية.
كما تضررت أو أغلقت العديد من المستشفيات أو المرافق الصحية، الواقعة في مناطق قريبة من النزاع.
وتواصل المفوضية وشركاؤها تنفيذ حملات توعية بشأن الصحة العامة بين اللاجئين وطالبي اللجوء، من خلال الملصقات والرسائل النصية ووسائل التواصل الاجتماعي، بهدف التخفيف من مخاطر التعرض لكوفيد-19.
وقال أندريه ماهيسيتش إن المفوضية وشركاءها قاموا بتوفير المولدات الكهربائية وسيارات الإسعاف والحاويات الجاهزة والعيادات المتحركة لدعم خدمات الرعاية الصحية المحلية في جميع أنحاء البلاد.
وقد تم توزيع مواد الإغاثة الأساسية، بما في ذلك المراتب والبطانيات وأدوات المطبخ واسطوانات المياه والقماش المشمع والملابس ومصابيح الطاقة الشمسية، على السلطات الصحية في مصراتة.
وتم توزيع الصابون لنحو 20 ألف نازح داخلي في بنغازي، وكذلك في العديد من مراكز الاحتجاز في الجزء الشرقي من البلاد، حيث ظروف النظافة سيئة للغاية.
كما تم توزيع أدوات النظافة لمئات من العائلات الليبية النازحة في عين زارة، غربي ليبيا.
نداء الأمين العام لوقف إطلاق النار
وجددت المفوضية نداء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي يحث الأطراف المتحاربة في جميع أنحاء العالم على وقف القتال لدعم الاستجابة لخطر جائحة كوفيد-19.
كما دعت المفوضية المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من التمويل لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة نتيجة كـوفيد-19.
وكجزء من نداء الأمم المتحدة الأوسع نطاقا، دعت المفوضية الدول الأسبوع الماضي إلى تقديم حوالي 745 مليون دولار لمساعدة النازحين حول المتأثرين بالجائحة.