لَالَّا  بين سمو الدلالة والابتذال

الطيب أمگرود
الطيب أمگرود

أثار توظيف وزير التربية الوطنية للفظة لالا (لالة) الأمازيغية وهو يخاطب نائبة برلمانية الكثير من الجدال وسط قبة البرلمان، حيث طولب الوزير بسحب العبارة من قبل من اعتبروا أنها إساءة للنائبة البرلمانية، معضدين رفضهم للمصطلح بكونه لا يليق بنائبة برلمانية.

إن مصطلح لالا “لالة” لا يحيل على الضعة والوضاعة، بل على النبل والكرامة والرقي والسمو، ويدل استعماله الواسع من قبل جميع الناطقين بالأمازيغية على أصالته في لغتهم التي انتقل منها إلى الدارجة المغربية. فلالة هي القديسة والأميرة والمرأة المبجلة والأخت الكبرى وصاحبة الأمر وربة البيت أو أي امرأة تكبرنا سنا أو مكانة اجتماعية.

ويعبر إطلاق كلمة “لالة” على الشخصيات النسائية المحترمة عن مكانتهن الاجتماعية الخاصة أو قداستهن، فلالة هي الولية الصالحة كلالة عزيزة ولالة شافية ولالة ميمونة ولالة تاعلات، أو الأميرة أو كبيرة القوم والقبيلة. وعرف مصطلح لالة طريقه إلى الموروث الغنائي سواء عند الناطقين بالأمازيغية أو الدارجة المغربية، محيلا على دلالات سامية وراقية محتفية بالمرأة.

إن مصطلح “لالة/لالّا” ينبثق من نبل الجذور الأمازيغية العريقة، ويعبّر عن احترام المرأة ودورها الاجتماعي، وانتقل منها إلى اللهجات العامية المغاربية وأصبح وسيلة لاحترام للمرأة. فهو بالتالي جسر بين اللغة والثقافة في المغرب، ولقب رائع لحفظ المكانة الاجتماعية للمرأة والاحتفاء بها، كما أنه يمتح من معين القيم الثقافية العريقة للمجتمع الأمازيغي المغربي الذي توج المرأة ملكة حين كانت أقوام أخرى تئدها، فانطلق الأمازيغ من الكرامة والنبل والقداسة للرقي بالمرأة والاحتفاء بها، وهو ما غاب عن أذهان من طالبوا وزير التربية الوطنية بسحب لفظة لالة التي وصف بها نائبة برلمانية.

اقرأ أيضا

رسوم الإقصاء الثقافي: قراءة نقدية في القرار الوزاري حول كراء القاعات الفنية بالمغرب

 مقدمة يُعد القرار الوزاري المشترك القاضي بفرض رسوم مالية مرتفعة على استغلال الفضاءات والبنيات الثقافية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *