أخبار عاجلة

مأزق القيم بين التخصصات العلمية والأدبية: تحولات مجتمعية وإشكالات تربوية

الدكتور سعيد بنيس

يرى الأستاذ سعيد بنيس أن هناك تحولاً مجتمعياً ساهمت فيه وسائل الإعلام والأسرة والمدرسة، أدى إلى تكريس أسطورة تفوق أصحاب التخصصات العلمية والتقنية على أصحاب التخصصات الأدبية والاجتماعية. هذا التحول أفرز قيماً مجتمعية جديدة تُعلي من شأن ما هو كمي ورقمي وإحصائي، بينما تُقصي وتقلل من أهمية ما هو نوعي ورمزي وفكري.

في هذا السياق، يشير الأستاذ بنيس إلى إشكالية عميقة تتجلى في تهميش القيم الإنسانية داخل المنظومة التعليمية، حيث لم يعد سلوك التلميذ أو التلميذة ومدى احترامه للقيم الإنسانية ومعاييره المرجعية محور اهتمام، بل أصبح التركيز منصباً فقط على النقاط والمعدلات.

ومع ذلك، يؤكد بنيس أن أي مجتمع لا يمكنه أن يُغيب ما هو رمزي وأدبي لصالح ما هو علمي وتقني فقط، خاصة أن التخصصات العلمية نفسها تحتوي على مواد ومضامين تحيل إلى التاريخ والفكر والفلسفة، ما يعني أن التكامل بين هذه المجالات أمر لا غنى عنه.

لكن المفارقة الكبرى، وفقاً لبنيس، تكمن في النظرة المجتمعية التي تعتبر التخصصات العلمية ذات وظيفة اجتماعية تؤدي إلى مكانة وحظوة، في حين تُوصم تخصصات الآداب والعلوم الاجتماعية بأنها تنتج البطالة وتُعرض أصحابها للوصم الاجتماعي. ومع ذلك، فإن المتفوقين في المجالات العلمية البحتة، كالطب والهندسة، غالباً ما يفضلون الهجرة إلى أوروبا وأمريكا لتصريف خبراتهم هناك، مما يحرم المجتمع المحلي من الاستفادة من كفاءاتهم.

في النهاية، يرى بنيس أن هذا التفاوت بين القيم المرتبطة بالعلمي والأدبي أفضى إلى مأزق قيمي حقيقي يقتضي مراجعة شاملة.

اقرأ أيضا

المجلس الأعلى للسلطة القضائية يعلم عن مبارة توظيف مترجمين باللغة الأمازيغية

يعلن الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية أنه ستجرى يوم الأحد 29 دجنبر 2024، بمقر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *