بمناسبة الذكرى السبعين لاندلاع الثورة الجزائرية، يسر مؤسسة ” المقام الإفريقي ” محمد خضير الحموتي أن تتقدم بأحر التهاني للشعب الجزائري الشقيق على نضاله وتضحياته الجسيمة في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال. إن هذه المناسبة الوطنية تذكرنا جميعاً بصفحات مشرقة من التاريخ المشترك الذي يجمع شعوب المنطقة في كفاحها ضد الاستعمار من أجل العدالة والسيادة.
لقد كان المغرب، بقيادة ملكه الراحل محمد الخامس، داعماً ثابتاً ومخلصاً للثورة الجزائرية. وقد لعب دوراً محورياً في تقديم الدعم السياسي، المادي، والدبلوماسي للمجاهدين الجزائريين. ولم يتوقف دعم المغرب عند حدود البيانات السياسية، بل تمثل أيضاً في إيواء قادة الثورة وتوفير المساعدة اللوجستية والإمدادات العسكرية الضرورية للمقاومة، الأمر الذي ساهم بشكل فعال في تحقيق الانتصار التاريخي.
إن مؤسسة المقاوم الإفريقي تؤكد على أهمية الحفاظ على هذه الروح التضامنية والوحدوية بين المغرب والجزائر، وتعزيز أواصر الأخوة والتعاون في مواجهة التحديات الراهنة التي تواجهها القارة الإفريقية. وندعو إلى تضافر الجهود من أجل بناء مستقبل مشترك يقوم على قيم الحرية، الكرامة، والتنمية المستدامة.
ونغتنم هذه الفرصة لتسليط الضوء على الإسهامات التاريخية للمغاربة في دعم الثورة الجزائرية، مع التذكير بالدور المحوري الذي لعبه الشهيد (مجهول القبر) محمد خضير الحموتي. الذي كان أحد الشخصيات البارزة التي دعمت الثوار الجزائريين، حيث استقبل في منزله ببني انصار (الناظور) قادة الثورة الجزائرية، موفرًا لهم الملاذ الآمن والمساعدة اللوجستية.
لم يتوقف دعم الفقيد عند هذا الحد، فقد وضع ماله وبواخره رهن إشارة الثوار الجزائريين لإمدادهم بالسلاح في مواجهتهم للاستعمار الفرنسي. وعلى أثر هذا الدعم الحاسم، صدر حكم بالإعدام ضد الحموتي من طرف السلطات الإسبانية، قبل أن يشمله العفو لاحقًا. ليجسد بذلك الخضير الحموتي قيم الشجاعة والتضحية والعمل الجماعي التي ميزت جيلًا من النشطاء الوطنيين، وهو مثال يُحتذى به للأجيال القادمة في السعي لتحقيق وحدة وكرامة شعوب شمال إفريقيا
ورغم هذه الإسهامات النبيلة، ما تزال عائلة الفقيد تطالب بالكشف عن ملابسات اختفائه أو تصفيته على الأراضي الجزائرية خلال محاولته احتواء أزمة حرب الرمال بين البلدين. ورغم نداءات العائلة المتكررة، لم تقدم الدولة الجزائرية أي توضيح حول هذه القضية المؤلمة.بالرغم من دوره النضالي من أجل حرية الشعوب المغاربية
لقد كان الحموتي نموذجًا للوحدة المغاربية والتضامن العابر للحدود، مؤمنًا بأن حرية واستقلال المغرب الكبير لا يمكن أن تتحقق إلا بتكاتف شعوبه ونبذ الخلافات التي يزرعها الاستعمار. دفع حياته ثمناً لهذه المبادئ، حيث اختفى في ظروف غامضة خلال محاولته المساعدة في احتواء أزمة حرب الرمال. وعلى الرغم من نداءات عائلته للكشف عن مصيره، ما تزال تفاصيل اختفائه على الأراضي الجزائرية لغزًا لم يُفك حتى الآن
إن استمرار تعنت الدولة الجزائرية وتنكرها لهذا الإرث المشترك، إلى جانب معاداتها للوحدة الترابية المغربية، يشكل خرقًا للعلاقات الأخوية التي ربطت بين الشعبين خلال فترة الاستعمار. هذه السياسات العدائية تتناقض مع التاريخ النضالي المشترك الذي كان فيه المغرب، وقادته مثل الحموتي، في طليعة الداعمين للثورة الجزائرية.
تدعو مؤسسة محمد خضير الحموتي السلطات الجزائرية إلى مراجعة مواقفها والعمل على كشف الحقائق المتعلقة بمصير الفقيد، من أجل استعادة روح التعاون والوحدة التي لطالما ميزت شعوب المنطقة، بما يخدم المصالح المشتركة لشمال إفريقيا وشعوبها.
ختاماً، نغتنم هذه الفرصة لنشيد بالشعب الجزائري ، ولنعبر عن فخرنا وإعجابنا بإسهامات المملكة في دعم الثورة الجزائرية، متطلعين إلى المزيد من التعاون والتلاحم بين بلدينا وشعبينا من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
تحيا أواصر الأخوة بين الشعوب المغاربية.
مؤسسة محمد خضير الحموتي المقاوم الإفريقي لحفظ ذاكرة الريف وشمال إفريقيا