خرج مئات الآلاف من المحتجين اليوم عقب صلاة الجمعة، من مسيرات حاشدة وضخمة في مختلف محافظات الجزائر، رافضة لترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، حيث وصل مئات الآلاف من المحتجين إلى قلب العاصمة، رغم كل العراقيل والمضيقات، من خلال إيقاف وسائل النقل الحكومية، حيث سار المئات سيراً على الأقدام لعشرات الكيلومترات للوصول لقلب العاصمة.
واحتشد مئات الآلاف في 48 محافظة جزائرية في المظاهرات الضخمة الرافضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة. وردّد المحتجون شعارات تطالب بإسقاط النظام مرددين: “ماكاش الخامسة يا بوتفليقة جيبوا البياري وزيدوا الصاعقة”، وتعني لن تصل للخامسة يا بوتفليقة مهما حاولتم تخويفنا بالشرطة، كما رمى المتظاهرون الورود على رجال الشرطة مرددين “خاوة خاوة.. شرطة وشعب” وتعني (الأمن والشعب أخوة).
وخرج الجزائريون للشارع في ثالث جمعة على التوالي، لرفض عهدة خامسة لبوتفليقة مع المطالبة بتغيير النظام، ورفع درجة الضغط على المجلس الدستوري، الذي يُواجه مسؤولية تاريخية، في دراسة ملفات المترشحين للرئاسة التي سيتم الكشف عنها في 13 مارس الجاري.
وشهدت المظاهرات خلال اليوم الجمعة الذي يوافق يوم المرأة العالمي، مشاركة غير مسبوقة للنساء الجزائريات. اللاتي ارتدين (الحايك) وهو لباس تقليدي جزائري، كانت تلبسه المرأة في وقت الثورة الجزائرية ضد فرنسا.
ورددت المتظاهرات: “الجزائر بلاد الشهداء والحرائر”، كما استنكرن في لافتاتهن ما وصفوهن بـ”عمالة محيط الرئيس لصالح فرنسا”.
وطالب المتظاهرون الذين ساروا في سلمية دون أن تعيق الشرطة طريقهم سلطات سويسرا بإبقاء “الرئيس في جنيف وعدم السماح له بالعودة للجزائر”.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين لمنعهم من الوصول إلى مقر رئاسة الجمهورية في المرادية. حسب ما ذكره موقع “TSA عربي” الجزائري.
وكان العديد من المتظاهرين قد تنقلوا من ساحة البريد المركزي إلى شارع تيليملي عبر نهج محمد الخامس، غير أن قوات الشرطة منعتهم من التقدم نحو مقر الرئاسة (المرادية)، على مستوى مدرسة الفنون الجميلة.
ومن أجل تفريقهم قامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين قبيل الساعة الرابعة مساء، مما خلق خلق حالة من الذعر والازدحام، كما قام المتظاهرون بمساعدة بعضهم بتوفير الخل والعطور. حسب ذات المصدر.
وأخذت احتجاجات اليوم الجمعة المصادفة ليوم الثامن مارس، طابعًا خاصًا، عقب إعلان عدة قطاعات حساسة انضمامها للحراك الشعبي المناهض للعهدة الخامسة، من بينها نقابات التربية والصحة، والمحامين والطلبة، بالإضافة إلى منظمتي أبناء المجاهدين وقدماء وزراء التسليح والاتصالات السلكية (مخابرات الثورة)
كما تزامنت الاحتجاجات الضخمة مع تصدعات في عدة منظمات على رأسها الاتحاد العام للعمال الجزائريين (المركزية النقابية) وأكبر تنظيم لرجال الأعمال (منتدى رؤساء المؤسسات)، وإستقالات لمجموعة من الإطارات والمناضلين في جبهة التحرير الوطني، عبروا عن دعمهم للحراك الشعبي، أمثال وزير الفلاحة الأسبق والنائب سيد أحمد فروخي وعبد القادر شرار، امحمد بوعزارة، عيسى خيري، بوعلام جعفر، حكيمي صالح المدعو دجال، نادية حناشي، عبد الرحمن السهلي وغيرهم. حسب موقع “TSA عربي”.