جاء في تظلم الأستاذة نعيمة أشهبون مدرسة اللغة الأمازيغية في مدرسة أبي ذر الغفاري و المنشور على صفحتها الخاصة في “الفايسبوك” و الذي نشرته مجموعة من المواقع الإخبارية على أن أحد أساتذة هذه المدرسة منعها من دخول حجرة الدروس ومنعها من تقديم درس الأمازيغية (كذا !)
وما لم يفهمه هذا الأستاذ أو بالأحرى ما لم يتقبله هو أن الأمازيغية أضحت ومنذ مدة مادة أساسية كغيرها من المواد الأساسية الأخرى لها أستاذ تخصص في قواعدها وآدابها لمدة ثلاث سنوات في الجامعة و تكون بعدها أكثر من ستة أشهر في ديداكتيكها وفي كيفية تعامله مع المتعلمين و المتعلمات ولها من المعايير العلمية و البيداغوجية ما يكفي لكي تكون مادة قائمة بذاتها .
وقبل الحديث عن المذكرات الوزارية التي تنظم تدريس هذه المادة وكيفية إدراجها في استعمالات الزمن المرتبطة بالتعليم الابتدائي لا بد من الإشارة على أن هناك من الأساتذة_ أساتذة المزدوج_ هداهم الله يعتقدون أنهم ورثوا المؤسسات التعليمية بمختلف مرافقها ومعداتها من طاولات وكراسي وسبورات من أبويهم، هذا الاعتقاد الخاطئ و الساذج ولد عندهم نوع من أنواع الوصاية و الأبوية المزيفة بحيث يحسون و كأنهم يمنون على مدرسي الأمازيغية وعلى أنهم هم من يمنحون تطوعا وفضلا هذه الثلاث ساعات المخصصة لهذا التخصص .
ولعل العينة التي افتتحنا بها هذه الأسطر رغم قلتها طبعا هي التعبير الصريح على أن هذه العينة لا علم لها لا بالمستجدات التي يعرفها مجال التربية و التعليم ولا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بالقيم المغربية التي يتوجب عليهم إيصالها للمتعلمين !
و إلا فماذا يعني إن تمنع أستاذة وان تعلي من صوتك المزعج أمام أنظار ومسامع المتعلمين والمتعلمات و بمباركة من رئيسة المؤسسة وتصرخ في وجه مدرسة ذنبها الوحيد انها اختارت ان تتخصص وتدرس مادة منبوذة و محتقرة وغير مرحب بها لا في الإعلام ولا في المدارس ولا في المحاكم … ؟
ولا نحتاج أن نذكرك أيها “الاستاذ” المحترم أن المذكرات الوزارية واضحة وضوح الشمس في ما يتعلق بهذه المادة ويكفيك فقط الإطلاع على المذكرة رقم 130 الصادرة في الرباط يوم 12 شتنبر 2006 التي تلزم الجميع بتخصيص ثلاث ساعات أسبوعيا لتدريسها في كل المدارس الابتدائية حتى و إن لم يكن بهذه الأخيرة متخصص في المادة بمعنى ينبغي أن يشار لساعاتها ولو “شكليا ” في استعمالات الزمن ، وبعملية حسابية بسيطة لا تحتاج إلى الكثير من النباهة تستنتج من خلالها ان ساعات هذه المادة هي من تكمل مجموع الساعات ” ثلاثين ساعة ” المخصصة بأساتذة التعليم الابتدائي .
وكي تكون لك فكرة أوضح مما ذكرت أدعوك وعبرك جميع الأطر التربوية بمؤسستكم الموقرة للإطلاع حول ما جاءت بها المذكرة رقم 90 بتاريخ 29 يونيو 2005 حول تنظيم تدريس اللغة الأمازيغية و المذكرة رقم 108 بتاريخ فاتح شتنبر 2003 حول إدماج تدريس اللغة الأمازيغية في المسارات الدراسية.
وعندما تجد أيها “الأستاذ” عبارة كهذه -أن المذكرة الوزارية تلزم- فعليك أن تسطر بخط عريض و أحمر على كلمة تلزم لأن الوزارة ومن يسير شأنها يعلمون أن في منظومتهم أناس متحجرين مرضى بمرض احتقار كل ما هو مرتبط بهذه الأرض ولعل الحملة الشهيرة التي قادها بعض رجال و نساء التعليم بعد إقحام كلمات من المعجم الدارج في منهاج المستوى الثاني ” البغرير.. ” وما صاحبها من لغط و استهجان لهو دليل كاف على الاقتناع وإقناع العالم أن هذا الشعب مخدر و مستلب إلى حد احتقار ذاته .
وكي لا أحملك ما ليس لك به علم أيها “الأستاذ” المسخر الذي سخرته سيدته و رئيسته في المؤسسة لعرقلة السير العادي لحصص اللغة الأمازيغية لحاجة في نفس يعقوب (!) فالمسؤولية هنا من منظوري الخاص في كل ما حدث للأستاذة نعيمة وما يحدث لأغلب أساتذة هذا التخصص لا يتحملها مدراء وأساتذة المزدوج وحدهم بل تتحملها الوزارة الوصية على القطاع، فإدراج هذه المادة بالذات بهذه الطريقة العشوائية تخلق الكثير من المشاكل لأساتذتها قبل أساتذة التخصصات الأخرى وهذا موضوع أخر .
ونحن كأساتذة هذا التخصص وكل من هو مهتم بمستقبل هذه المادة نعي جيدا ونعرف غاية الدولة من وراء إدراج هذه المادة بهذه الطريقة المهينة لهم ولنا والعشوائية التي عرفها و يعرفها هذا الملف منذ فتحه لأول مرة سنة 2003 .
ولما لا ورؤساء المؤسسات التعليمية بكل تراب الوطن يساوموننا في بداية كل موسم دراسي بالتخلي عن تدريس هذه المادة وتدريس العربيه او الفرنسية مقابل امتيازات مادية و رمزية .
وكلنا استمعنا للتسجيل الصوتي الذي ساوم فيه أحد المدراء أحد أساتذته يطالب فيه هذا الأخير بالتخلي عن الأمازيغية وتدريسها مقابل منحه عدد قليل من الساعات ومجموعة من الامتيازات مقارنة بزملائه .
وأعتقد ان ما لم يفهمه هؤلاء المدراء وبعض هؤلاء الأساتذة الذين نحترمهم كثيرا أننا اخترنا هذا التخصص عن قناعة صلبة وكنا على علم بكل المشاكل التي ستواجهنا والتي واجهنا ما هو أكبر منها عندما كنا طلابا بالجامعة ولكم أن تسألوا عما عاشه و يعيشه طلبة شعبة الدراسات الأمازيغية في جامعة مولاي عبد الله بسايس/فاس من ممثلي حزب البعث بالجامعات المغربية و ما عشناه ويعيشه طلبة هذه الشعبة في جامعة ابن زهر باكادير من تهديدات شبه يومية بالتصفية و الاغتيال من طرف شرذمة الپوليزاريو أبناء عبد العزيز المراكشي كي تكون لكم فكرة على ما نحن مقتنعين به .
وإن كنتم تعتقدون أن بممارستكم وباستفزازاتكم هذه سنتخلى عن تدريسها وتعليمها وتعلمها فأنتم واهمون وهم من اعتقد لسنوات ان تاريخ هذا البلد الغالي يمكن حصره فقط في اثني عشر قرنا .
لن نتخلى ولن نساوم عليها ببساطة شديدة لأنها تستحق ان تدرس ، والذي يسائلنا عن الجدوى من تدريسها نجيبه أن نتائج تدريسها ستكون أفضل من النتائج التي اكتسبنها من تدريس مكون التطبيقات والشكل والإعراب منذ سنة 1965 .
قبل نشر أي معلومات أو تظلم يجب التأكد من مصدره والتواصل مع جميع الأطراف لاستبيان الحقيقة فليس ما يتداول هو الصحيح فتصريحات الأستاذة وحدها غير كافية ويحتفظ الطرف الآخر بحق الرد
مثل هذا الانسان لايصلح لان يكون مربيا … والا فما هي القيم التربوية التي سيبثها بسلوكه هذا في نفوس الاطفال ؟ سيحولهم من ابرياء الى عدوانيين ، ومن ملائكة الى شياطين … على الجهات التربوية ان تقف بالمرصاد لمثل هذه الأنماط حماية لما قد يلحق سلوك ابنائنا من شذوذ وانحراف ،ان كانت هناك ادارة تربوية تريد الخير لهذا الوطن ….
تحية عالية للأستاذ المناضل على هذا الرد على الممارسات العنصرية العديدة التي تتعرض لها مادة اللغة الأمازيغية بٱستمرار. والجميل في مقالك يا صديقي هو أن أساتذة اللغة الأمازيغية مقتنعون حتى النخاع بٱختيار وتدريس هذه المادة والدليل على هذا هو النتائج التي يصل لها التلاميذ الذين يدرسون الأمازيغية، حيث يستطيعون في وقت قصير جدا القراءة والكتابة والتعبير قليلا بالأمازيغية. وهذا راجع من طبيعة الحال إلى عوامل عديدة منها الموضوعية: بساطة اللغة الأمازيغة في كتابتها وقراءتها، حيوية اللغة الأمازيغية وكذا تقاطعها بشكل كبير مع الدارجة العامية للشعب المغرب (ٱعتبارا أن بنية الدارجة المغربية بنية أمازيغية، إلى جانب العديد من التعابير والمصطلحات الأمازيغية التي نجدها في الدارجة،…). أما العوامل الذاتية فهي أن الأمازيغية هي لغة أرض شمال إفريقيا، هي تاريخ وحاضر ومستقبل هذه الأرض…، وبالتالي فمن البديهي أن تحبها الأجيال القادمة حبا نابعا من العمق، ورهاننا نحن كأساتذة لهذه المادة خصوصا هو هذه الأجيال التي نتمنى أن تعي بذاتها الحقيقية وتاريخها وهويتها بفضل تدريس مادة اللغة الأمازيغية التي نرى فيها الذات الحقيقية لشعب شمال إفريقيا عامة، والشعب المغربي خاصة.
ما لا يسطيع البعض استيعابه , ان قبوله من عدمه بكون اللغة الامازيغية لغة رمسية لا اهمية له في ظل تكريسها من طرف الدستور واعتمادها لغة رسمية في البلاد بنص القانون .
تحية لك استاذ عبد الكريم.
ما لا ياتي بالنضال ياتي بمزيد من النضال
تحية كبيرة لك ايها الأستاد المناضل عبد الكبير الخوا