قرّر وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالقنيطرة، مساء اليوم الخميس 15 يونيو الجاري، متابعة الناشط الحقوقي إدريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، في حالة اعتقال، وإحالته على جلسة يوم الثلاثاء 20 يونيو من نفس الشهر، على خلفية شكاية وصفها عدد من الحقوقيين وأعضاء الرابطة الذين حضروا في المحكمة بشكاية كيدية ومؤامرة ضد السدراوي، تقدم بها مواطن يتهمه فيها بالنصب عليه.
وأكد المحامي، محمد ألمو عن هيئة الدفاع أن “الهيئة تقدمت بملتمس السراح المؤقت لإدريس السدرواي، انطلاقا من توفر جميع الأوضاع المبررة لرفع حال الاعتقال عنه، وكذا توفر كافة الضمانات، باعتباره موظف ويقطن بالدائرة الترابية للمحكمة وهو أيضا فاعل حقوقي يترأس منظمة حقوقية معترف بها وطنيا ودوليا”، إلا أن المحكمة يضيف ألمو “قررت رفض هذا الملتمس والإبقاء على متابعته في حالة اعتقال”.
ويشار إلى أن إدريس السدراوي تم إيقافه مساء أمس الأربعاء بناء على استدعائه من طرف الشرطة القضائية بالقنيطرة، ليتم إخضاعه لتدابير الحراسة النظرية طيلة ليلة أمس، قبل أن يتم تقديمه أمام أنظار النيابة العامة بابتدائية القنيطرة اليوم الخميس، ليقرر وكيل الملك متابعته في حالة اعتقال مع إحالته على جلسة الثلاثاء المقبل، وذلك قصد استدعاء الطرف المشتكي والشاهد.
وأكدت مصادر حقوقية، وأعضاء الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان في تصريحات متطابقة “لأمدال بريس“، على أن الشكاية التي تقدم بها مواطن سبق وأن طلب الانخراط في منظمتهم، هي شكاية “كيدية ومؤامرة الغاية منها هي إسكات صوت السدراوي المزعج للوبيات الفساد والسعي لتكميم الأفواه وتحجيم العمل الحقوقي”، على حد قولها، موضحة أن إيقاف السدراوي جرى فور عودته من الحسيمة بعد مشاركته ضمن لجنة تقصي الحقائق حول أحداث الريف، التي شكلها الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان.
ودبج السدراوي تدوينة في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، يوم السبت 10 يونيو، فور عودته من الحسيمة: “بعد استمرار التضييق علي كمدافع عن حقوق الإنسان واستمرار بعض المحسوبين على جهاز أمني محاولة توريطي في قضايا كيدية قررت أن أصدر بلاغا في الموضوع ودعوة للإعلان عن اجتمع طارئ للمكتب التنفيذي واقتراح مؤتمر استثنائي للرابطة”.
كما دون مباشرة بعد توقيفه من طرف السلطات الأمنية بالقنيطرة يوم أمس الأربعاء:” رسميا أنا في حالة اعتقال، بدأت أؤدي تضامني مع الريف”.
وسبق للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، أن أصدرت بلاغا حول الاعتقالات و”الاختطافات” التي تعرض لها نشطاء الحراك الشعبي بالريف، كما تطرقت في بيانها إلى تفاصيل التعذيب الجسدي والمعنوي الذي تعرض له “ناصر الزفزافي” ورفاقه المعتقلين في سجن عكاشة، مطالبة بفتح تحقيق قضائي في كل “ادعاءات التعذيب وإجراء خبرة طبية ونفسية على كل المعتقلين”، مشيرةً إلى توجيهها طلب إلى الوكيل العام للملك بالدار البيضاء “قصد القيام بزيارة لكافة المعتقلين للإطلاع على أحوالهم وادعاءات تعرضهم للتعذيب..
وكان من المفترض أن يؤطر إدريس السدراوي إلى جانب عدد من المحامين والحقوقيين مساء غذ الجمعة 16 يونيو، ابتداء من الساعة العاشرة ليلا بمقر نادي الصحافة بحسان، الرباط، ندوة وطنية حول موضوع “معتقلي حراك الريف بين القوانين الوطنية والتزامات المغرب الدولية في مجال حقوق الإنسان”، من تنظيم جريدة “العالم الأمازيغي” بتعاون مع “الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان” التي يترأس السدراوي مكتبها التنفيذي.
تجدر الإشارة إلى أن إدريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، وأعضاء من الرابطة إلى جانب رشيد الراخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، ومحامين عن هيئة الدفاع، كانوا من الأوائل الذين حضروا في اليوم الأول لتقديم معتقلي الحراك الشعبي بالريف بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء.
أمدال بريس/ منتصر إثري