قدم المعرض الذي يحتضنه متحف بنك المغرب بالرباط من 5 مارس الماضي إلى 31 دجنبر المقبل، مجموعة أثرية-تاريخية غنية حول مدينة أغمات، عبارة عن شواهد عمرانية وثقافية تفيد توضح أوج ازدهار المدينة المغربية الوسيطية، مدعومة بنصوص من المخطوطات والمصادر المغربية، ومجموعة خرائطية ثمينة.
ومن بين أبرز معروضات المعرض صورة عند المدخل لملكة أغمات زينب النفزاوية، مرفوقة بنبذة تاريخية تتضمن ما يلي:
“تعد زينب النفزاوية شخصية تاريخية جد مشهورة في تاريخ أغمات. فهي شخصية سياسية ذاع صيتها طيلة حوالي نصف قرن من الزمن، وكانت زوجة مؤثرة لأربعة أمراء حكموا المدينة، من ضمنهم الأميرين المرابطين أبو بكر بن عمر ويوسف بن تاشفين.
ولدت زينب بأغمات حوالي سنة 1039م من أب يدعى إسحاق الهواري، أحد تجار القيروان الأغنياء، استفادت من تربية معمقة، وتميزت بذكائها وشغفها بالشأن السياسي، وهو الأمر الذي أهلها إلى المشاركة في شؤون الإمبراطورية المرابطية ، وتقدم الاستشارة إلى الأمير يوسف بن تاشفين ويرجح أن تكون زينب توفيت سنة 1117م، أي 11 أحد عشر سنة بعد وفاة زوجها، هي التي كانت توجه أمراء المرابطين لتأسيس مدينة مراكش بالاتفاق مع القبائل المحلية”.
تعتبر هذه الالتفاتة في جوهرها اعتراف بجهود المرأة المغربية في بناء التاريخ الثقافي والاجتماعي، بالإضافة إلى إبراز دورها السياسي الذي ساهم في إضافة صفحات وازنة في مسار التاريخ المغربي.
نادية بودرة