صدر حديثا عن منشورات، أرشيف المغرب، كتاب جديد تحت عنوان “مجموعة أوسمان الأسطورة.. حديث الصورة”، لمؤلفه الموسيقار والباحث والعضو المؤسس لهذه المجموعة الأمازيغية، بلعيد العكاف.
الكتاب الذي يقع في 182 صحفة من القطع المتوسط، يعد بحسب مؤلفه “قصة أرويها بواسطة الصور كمادة أرشيفية، والهدف منه هو توثيق فترة جد صعبة تألقت فيها مجموعة أوسمان الأمازيغية، وحصل لي الشرف أن كنت من بين أعضائها المؤسسين، وعشت تجربتها الفريدة عن كثب”.
ويضم الكتاب، بحسب المصدر ذاته، عددا من الصور التي التقطها العكاف واحتفظ بها منذ سنة 1974 ، تاريخ تأسيس أوسمان، والتي “تخلد مواضيع مختلفة سردتها بشكل متسلسل لتجسد الأحداث الفنية البارزة في حياة المجموعة”.
وقال العكاف في تصديره للكتاب إن عملية عرض التجربة الفنية لأوسمان على شكل صور (…) ستمكن “شباب اليوم من الاطلاع على زمن جميل تألقت فيه أوسمان، وتقربه من المسار الفني الذي طبع حياة هذه المجموعة الأسطورة التي أحدثت ثورة فنية في أوساط الشباب المغربي”.
من جهته، قال مدير أرشيف المغرب، جامع بيضا، في تقديمه للكتاب، إن تجربة مجموعة أوسمان (وتعني البرق)، وبالرغم من أنها لم تعمر طويلا، إذ أفل نجمها سنة 1984، “فإنها بصمت المشهد الموسيقي المغربي وساهمت، إلى جانب مجموعات أمازيغية أخرى اقتفت أثرها، في صيرورة تملك المغاربة لتراثهم الثقافي المتعدد والمتنوع”، مشيرا في هذا الصدد إلى تفاعل الشباب بكل عفوية مع شعارها وحفظهم إياه عن ظهر القلب: “الموسيقى شجرة تتغذى من التراث الشعبي الأصيل وتستنشق هواءها من التيارات الموسيقية الحديثة”.
واعتبر السيد بيضا أن مسيرة (أوسمان – الأسطورة) “تستحق أن توثق وتروى وتدرس. ولعل أحسن من يساهم في تحقيق ذلك هو الفنان المقتدر بلعيد العكاف، أحد أفرادها الأوائل الذي واكب تجربتها وعاشها وتفاعل معها بكل جوارحه. ومن حسن الصدف أنه كان – وما زال – مولعا بهواية التصوير فوثق أهم اللحظات في حياة تلك المجموعة الغنائية، وخيرا فعل اليوم في كتابه هذا عندما نفض الغبار عن ذلك الأرشيف الفوتوغرافي وأفسح المجال لحديث الصورة”.
وخلص مدير أرشيف المغرب إلى أن هذه المبادرة “لاشك ستجد صدى طيبا لدى الجيل الذي لم ينل حظ التعرف عن قرب على تجربة أوسمان التي وشمت ذاكرة جیل سابق ولعبت دورا لا يستهان به في تصالحنا مع ذواتنا وهويتنا”.
يشار إلى أن مؤسسي مجموعة أوسمان هم، إلى جانب بلعيد العكاف، الراحل مبارك عموري، الملحن والمغني الرئيسي للمجموعة، وطارق المعروفي، عازف أورغ، واليزيد كورفي، عازف أكورديون وضابط إيقاع، والراحل سعيد بوتروفين، ضابط إيقاع، وسعيد بيجعاض، عازف كمان.
وبلعيد العكاف مؤلف موسيقي اشتغل باحثا بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وأستاذا للموسيقى بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي وبالمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما. وهو حاليا أستاذ للتأليف الموسيقي والهارمونيا بالمعهد الوطني للموسيقى والفن الكوريغرافي بالرباط.