محاكمة الحسيمة: جلسة ماراطونية توازيها مسيرة حاشدة والدفاع يطالب بالمحاضر والخبرة حول التعذيب

في محاكمة ماراطونية استمرت طيلة يوم الثلاثاء 13 يونيو الجاري، ولا تزال مستمرة إلى حدود الساعة، قررت المحكمة الاستماع إلى المعتقلين بعد منتصف الليل، بالرغم من حالة الإعياء والإرهاق التي كانت بادية عليهم، وبالرغم من اعتراض دفاعهم بسبب عدم تقديم المحكمة لنتائج الخبرة الطبية حول مزاعم المعتقلين بتعرضهم للتعذيب أثناء فترة الاعتقال لدى الشرطة.

وشهدت الجلسة مشادات كلامية بين هيئة الدفاع والنيابة العامة، بسبب عدم تقديم النيابة العامة لنتائج الخبرة الطبية وكشفها عن مصير التحقيق الذي قالت إنها ستفتحه حول التعذيب الذي زعم المعتقلون أنهم تعرضوا له.

محمد حداش، محامي عن هيئة دفاع “معتقلي الحراك الشعبي بالريف”، انتقد بشدة تماطل النيابة العامة وعدم إدلائها بتقارير الخبرة الطبية حول مزاعم التعذيب الذي تعرض له المعتقلون، وقال بأن هذا السلوك يبدو أنه عام، وأن خروج التقارير التي تحدثت عنها النيابة العامة، وأن إدعاءها بفتح تحقيق في مزاعم التعذيب ما هو سوى محاولة لامتصاص الغضب ولإخماذ الحراك، على حد تعبيره.

وحسب ما أورده موقع لكم2 الإخباري، كشف حداش، أنه تم منع المحامين من تصوير المحاضر، بدعوى سرية التحقيق، مضيفا: “كيف سيتخابر المحامي بدون توفره على المحضر مع المعتقلين، هذا يعني أن النيابة العامة تريد تطويق المحامي” يضيف المتحدث.

وقال حداش إن تصريحات المسؤولين الحكوميين، سواء تعلق الأمر بوزير العدل أو وزير الداخلية، الذين حذروا من عدم التدخل في القضاء، لا أثر لها على أرض الواقع بدليل أن “ما تفعله النيابة العامة بالحسيمة، هو نوع من الضحك على الذقون”.

وأضاف حداش: “بخصوص تهمة الخروج في المسيرات وأن فيها خرق للقانون، فقد خرج آلاف الناس فهل سيتم اعتقالهم كلهم”، مشيرا إلى أن فلسفة الأمن في المغرب هي تطويق الشارع، متهما جهات بمحاولة توجيه القضاء.

ومن المنتظر أن تصدر الأحكام خلال الساعات المتبقية من يوم الأربعاء 14 يونيو في حق معتقلي الحسيمة ليوم الجمعة 26 ماي والسبت 27 ماي، والبالغ عددهم 32 معتقلا يتابع 7 منهم في حالة سراح و25 في حالة اعتقال.

وبالتزامنمع جلسات المحاكمة، شهدت مدينة الحسيمةليلة أمس الثلاثاءمسيرات حاشدة، بمختلف الأحياء حيث نزل الآلاف من ساكنة الحسيمة إلى مختلف الشوارع بعد إطلاق نداءت على أوسع نطاق من أجل الاحتجاج على “المقاربة الأمنية” التي تعتمدها الدولة في تعاطيها مع الحراك.

وأكد ناشط بارز في حراك الريف في تصريح إعلامي أن ساكنة الحسيمة نزلت بكل ثقلها ليلة الثلاثاء/ الأربعاء احتجاجا على استمرار ما وصفه بـ”القمع المخزني”، موضحا أن الاحتجاجات لن تتوقف وأن حراك الريف ظاهرة لن توقفها قرارات جهات تسعى إلى خلق المزيد من التوتر، مؤكدا على أن الحراك أصبح بيد الساكنة وليس بيد النشطاء الموقوفين.

ورفع المتظاهرون شعارات قوية مطالبة بمحاسبة الحكومة بعد سلسلة من الاعتقالات الكثيرة التي استهدفت رموز وقادة الحراك، ورفع المحتجين شعارات من قبيل: “باراكا باراكا من الفساد والرشوة راكوم شوهتو البلاد”، و”الموت ولا المذلة”، و”الاعتقالات تؤجج النضالات”.

وبالتزامن مع حراك الحسيمة خرجت مسيرات أخرى بمناطق مجاورة وبمدينة إمزورن، التي تعد إحدى معاقل الاحتجاج بالريف، للمطالبة برفع العسكرة والإفراج الفوري عن المعتقلين الذي تجاوز عددهم المئة وعشرين شخصا.

أمضال بريس/ كمال الوسطاني

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *