أجرت جريدة “العالم الأمازيغي” حوارا مع المخرج محمد اليونسي، حول رفض لجنة دعم الأفلام المغربية مشروع إنتاجه فيلم حول شخصية طارق ابن زياد، وموقفه من الإنتاج الكويتي والتمثيل السوري (باستثناء الممثل هشام بهلول) لنفس الفكرة في مسلسل رمضاني.
وأوضح للجريدة قائلا؛ “عندما انتهيت من إخراج وتوزيع فيلم ألو 15 ذو الطابع الكوميدي، أخذت مساحة كبيرة من التفكير في مساري السينمائي، حيث راودتني أسئلة كثيرة منها ما هو فني ومنها ما هو وجودي، لأن هذا الفيلم الكوميدي كان من إنتاج شخصي، لذلك لم أستطع المغامرة أكثر من ذلك، لأن هذا النوع من الأفلام يضمن على الأقل شريحة عريضة من الجمهور، ويضمن بالتالي استعادة رأس المال الذي وظفناه في الفيلم، لذلك كان الاختيار مدروس وحذر. لكن بعد هذه الخطوة اكتشفت أنني لا أريد الاشتغال في السينما من أجل الترفيه والشهرة، فهذه اللذة تذوب بمجرد ما تخرج إلى الوجود، أما ما يتبقى للخزانة السينمائية سواء العالمية أو المغربية، فهي الأفلام ذات البعد الثقافي والفني، لذلك كانت وقفة تأمل بعد هذا الإنجاز الأول، فصاحبتها مرحلة البحث عن الذات، وخصوصا عندما استرجعت بعض الذكريات من زيارتي لمدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة، حيث حضرت المهرجان الأول الخليجي للسينما سنة 2008، وحينها كنت قد التقيت بمجموعة من المثقفين العرب، وكان انبهارهم بتاريخ المغرب أكثر من معرفتي له، من هنا جاءت فكرة الاشتغال على التاريخ المغربي، وخصوصا عندما استفزني ما تناوله السوريين من مسلسلات عن الأندلس والمغرب، والتي كانت في الفترة ما بين 2000 إلى 2010، حيث أنزلوا بكل ثقلهم لإعادة كتابة تاريخ الأندلس والمغرب كما يرونه هم وليس كما هو في الأصل، طبعا كل هذه العوامل وعوامل أخرى ساهمت في إثارة انتباهي للاشتغال على التاريخ المغربي، فكانت البداية بتناول شخصية طارق بن زياد”.
و”شخصية طارق بن زياد كان اختيارها بعد دراسة شاملة عن مسار المغرب التاريخي، حيث وجدت أنها كانت بين مرحلتين مهمتين في تاريخ المغرب وشمال إفريقيا ككل، هذه الحقبة كانت تفصل بين التواجد الأمازيغي وبين وصول المد الإسلامي آنذاك، حيث كانت القوة الإقليمية الجديدة التي تتكون، والتي من خلالها سيعاد رسم الخريطة السياسية والاقتصادية للعالم، وشخصية طارق بن زياد / المغرب، كان لها دور في رسم هذه الخريطة السياسية والاقتصادية، من خلال الإنجازات التي قام بها سواء بالمغرب أو من خلال عبورها للقارة الأوروبية”.
وأضاف “كانت هذه هي النظرة الأساسية، وليس الرؤية الفنية طبعا، للمشروع للاشتغال على أفلام تاريخية، حيث كان مشروعا وليس فيلما واحدا، لكن للأسف، فلجنة دعم الأفلام المغربية آنذاك لم تواكب هذا الاقتراح لاعتبار واحد، أن هذا المشروع سيكلف ميزانية ضخمة ومن الأفضل أن يدعموا أربعة أفلام عوض فيلم واحد، وأنا اعتبر أن هذه الاعتبارات لا تدخل في نطاق التبريرات الفنية، لأن العمل الجاد والهادف يجب أن تخصص له ميزانيات حتى خارج المركز السينمائي، فيجب التنسيق بين وزارة الثقافة والاتصال والسياحة وكذلك الخارجية أو حتى وزارة الداخلية إن تطلب الأمر، لإيجاد مخرجا لتسويق وإعادة كتابة تاريخ المغرب سينمائيا، لكن ما باليد حيلة، فبعد هذا الرفض للمشروع، انزويت إلى نفسي ، وتركت السوريين رفقة الخليجيين يعيدون كتابة تاريخينا كما يحلوا لهم، حيث قزموا يوسف بن تاشفين وطارق بن زياد و اللائحة طويلة…. وبالتالي لم يتحقق مشروع طارق بن زياد”.