في إطار الأيام الدراسية التي دأب على تنظيمها مختبر التراث الثقافي والتنمية، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الأول بوجدة، ورغبة منه لتشجيع الجيل الجديد من الطلبة الباحثين، عرفت قاعة نداء السلام بذات الكلية تنظيم يومين دراسيين وذلك يومه 26و27 يونيو 2024 في موضوع:” حوار التخصصات وتكامل المعارف والعلوم”، وقد تميزت الأيام الدراسية بعقد ست جلسات.
عرفت الجلسة الافتتاحية افتتحت بايات من الذكر الحكيم، ثم بكلمة مسير الجلسة الدكتور العياشي ادراوي الذي رحب بالحضور وذكر بسياق اليومين الدراسين والمقاصد المرجوة منهما، وتلتها كلمة الدكتورعبد الجبار المديوني بالنيابة عن السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية وأشار فيها إلى ضرورة تثمين هذه الجهود العلمية ودعمها حتى تتحقق المقاصد المرجوة منها، وشددت كلمة السيد مدير قطب دراسات الدكتوراه على ضرورة تحقيق التكامل المعرفي وإذاعته فكرا وممارسة وركز فيها على ضرورة الانفتاح على اللغات الأجنبية وتحصيلها من أجل بلوغ التميز والأداء العالي.
أما كلمة السيد مدير مختبر التراث الثقافي والتنمية بالنيابة والتي قدّمها الدكتور عبد النبي عزيزي بالنيابة، فقد كانت تثمينا للجهود التي يقوم بها المختبر من أجل تشجيع الطلبة الباحثين وتأهيلهم واعدادهم الاعداد الجيد لممارسة البحث الأكاديمي، ودعا إلى الاستفادة من هذه الأوراق البحثية تحقيقا للتكامل المرغوب.
وجاءت كلمة السيد منسق اليومين الدراسيين الأستاذ الدكتور العياشي ادراوي الذي سهر على إنجاح هذا المحفل العلمي و الاكاديمي، حفزا و احتضانا للطلبة الباحثين، و عرّج على أهمية التكوين الموازي للطلبة الباحثين، وعبّر الأستاذ العياشي عن سعادته بهذا اللقاء الذي يدخل ضمن الأيام التكوينية التي يفتحها المختبر في وجه طلبة سلك الدكتوراه، كما أكد على راهنية البحث في ” حوار التخصصات و تكامل المعارف و العلوم” تجسيرا للهوة التي قد تبدو قائمة بين العلوم والمعارف، مع ضرورة استحضار الرؤية العامة لسؤال المنهج وعلاقته بهذه الرؤية الكلية التي ينبغي بناؤها و تشكيلها ذهنيا و سلوكيا.
واختتمت الجلسة الافتتاحية بكلمة اللجنة التنظيمية قدمها الباحث المتمرن زكرياء مزواري، واستهلها بالشكر الجزيل للسادة الأساتذة أعضاء مختبر التراث الثقافي والتنمية، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمدينة وجدة العامرة، لما يبدلوه من جهود كبيرة في تأطير الطلبة الباحثين بسلك الدكتوراه، ولما يقومون به من أنشطة علمية وازنة، وورشات بيداغوجية هامة، جعلت من صدى هذا المختبر يطير في الآفاق.
وبعد ذلك تواصلت أشغال الجلسة الأولى برئاسة الدكتور العياشي، وتناولت هذه الجلسة تلاث مداخلات تمحورت حول المشترك المعرفي وأسس التكامل المعرفي بين العلوم، بحيث ركز الدكتور خاليد حسني في مداخلته على ” الأساس التصوري لتكامل العلوم”، وانطلق في مداخلته من أسئلة منهجية أطرت موضوعه، ومن جملتها:” لماذا الأساس التصوري لتكامل العلوم؟ ما هو التصور الغربي للعلم؟ وما هو التصور الغربي لتصنيف العلوم واثاره؟ وما هو التصور الإسلامي للعلوم؟ وما هو التصور الإسلامي لتصنيف العلوم واثاره عند المسلمين؟” وعرّج المتدخل على مصادر العلم في البيئة الإسلامية ونظيراتها الغربية، مبرزا أن “سلامة المناهج تكفيك همّ المناهج”، ليخلص إلى ” أن العلوم طريق بعضها إلى بعض”.
أما المداخلة الثانية فقدمها الدكتور محمد بن عمر أستاذ بالمركز الجهوي لمهن التكوين بوجدة، وتناول فيها موضوع ” النظام المعرفي في الفكر الإسلامي: نحو رؤية تكاملية”، وشدد بن عمر في طرحه على النظام يخلق التكاملية في الأنساق، وأكد على أن اللغة هي المدخل الأساس لتحقيق الفهم وذهب إلى القول ” لو سقط النحو لسقط الفهم” واعتبر أنه ” ما من علم وإلا إلى اللغة العربية محتاج” مقتبسا هذه الفكرة من الزمخشري على حد تعبيره. ليصل بالحضور إلى أن ” النص القرآني يؤسس لوحدة الوجود ولوحدة المعرفة ولوحدة الفهم”. و جاءت مداخلة الدكتور عبد الله الحمداوي بعنوان ” المناهج النقدية الحديثة بين الانغلاق و الانفتاح” و سعى من خلالها إلى رصد هذه المناهج مبينا تعددها (الاجتماعي، النفسي ، التاريخي،…)، مبرزا خصائص كل منهج من هذه المناهج وأكد على أن المنهج الاجتماعي وليد المنهج التاريخي الذي يربط بين النصوص الإبداعية و المؤسسات الاجتماعية، في حين حاول المنهج النفسي استثمار تطور علم النفس خاصة مع مدرسة التحليل النفسي، أما المنهج التاريخي فتركز اهتمامه بالأدب و الظروف العامة، دون أن ننسى التاريخ السياسي و الاجتماعي لتفسير النصوص الإبداعية. ثم وضح بنوع من التفصيل بعض تجليات الانغلاق والانفتاح التي طبعت هذه المناهج النقدية..
أما الجلسة الثانية فكانت من تسيير الدكتور العربي النشيوي، وعرفت هذه الجلسة العلمية مداخلة الطالب الباحث عبد السلام لعضيم؛ تطرق فيها إلى “ميتودولوجيا العلوم الإنسانية والاجتماعية”، وبيّن أهم الفروق بين العلم والمعرفة، واعتبر أن “العلم هو حصيلة لمنهج يوظف لفهم الواقع عبر النقد الفاحص”، وأكد على أن العلم ليس مرادفا للمعرفة، وأن العلوم تتضمن العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية والعلوم المجردة. ووقف الطالب الباحث عند الغاية من الدراسات الابستمولوجية ودورها في تحقيق الدراسة النقدية للعلم، ومدى مساهمتها في تحديد أسس التفكير العلمي. أما الطالب الباحث عبد الصمد الجبوري فتناول في مداخلته موضوع الحوار بين التخصصات و اختار لورقته عنوان :” نحو حوار مثمر بين مختلف التخصصات”.
في حين ركز الطالب الباحث عبد الاله داني على ” التكامل المعرفي وأهميته في مد الجسور بين العلوم” كموضوع لورقته العلمية، أما الطالبة الباحثة سندس عفيفي فقد عنونت مداخلتها ب” المنعطف المنهجي ودوره في إغناء الحوار بين التخصصات” بينت من خلالها فرص التلاقي بين التخصصات و الحقول المعرفية على قاعدة الحوار وفق رؤية منهجية مشجعة و بانية.
أما الجلسة الثالثة فقد أدارها أشغالها الأستاذ الدكتور رشيد بنمبارك ، وافتتحت بورقة؛ عبد الحكيم بنعيسى ” الدرس اللساني ورهان الانفتاح على العلوم الإنسانية” الذي حرص على بسط الأسباب الكامنة وراء الدعوة إلى ضرورة خروج الدرس اللساني من تمركزه الذاتي ودعا إلى الاستفادة من العلوم الإنسانية وما راكمته من خبرات وتجارب. أما مداخلة البشير اخريصي، فهي لم تخرج عن سياق الحديث عن الحوار بين المعارف والعلوم وتحدث الطالب عن “التكامل المعرفي بين اللسانيات وعلم الاجتماع”، في حين وقفت الطالبة الباحثة حفيظة كرومي على:” مفهوم التكامل المعرفي الاستدلالي في النظر النحوي”. وركزت الطالبة خديجة عليموسي دور الخطاب ووظيفيته في تجسير سبل التواصل والحوار بين العلوم والمعارف واختارت لمشاركتها العلمية عنوان:” الخطاب الإعلامي: نحو مقاربة متعددة المداخل”. وذهبت الطالبة الباحثة ليندة عونة إلى الحديث عن:” الدرس التداولي الحديث ورهان الانفتاح على العلوم المختلفة”. واختتمت هذه الجلسة العلمية الثالثة بمداخلة الطالب إبراهيم عيشي،” تقويم اللسانيات العربية ووجوه التداخل فيها”.
وواصل مختبر التراث والتنمية فعالياته العلمية لليوم الثاني، ومما تم تسجيله على مجريات أنشطته أنه كان غنيا بالمداخلات والمشاركات الفكرية والأكاديمية..
استؤنفت أشغال اليومين الدراسيين ضمن جلسة رابعة تحت رئاسة الدكتور عبد الله الحمداوي؛ وعرفت ست مداخلات؛ ألقى الأولى الطالب المتمرن زكرياء مزواري حول موضوع ” علم الاجتماع وسؤال التجديد في عصر الثورة الرقمية”. ثم قدّم الثانية الطالب الباحث نصر الدين خلاد، ” المنهج السوسيولوجي في الكتابة التاريخية”، وركز الباحث على القواسم المشتركة ومواطن الاختلاف بين علمي الاجتماع والتاريخ وأوضح بأنهما يعملان على دراسة الوقائع في تشابكها وتفاعلها فيما بينها، كوحدة متكاملة.” أما عن مواطن الاختلاف، فهي من حيث المنهج: تعتمد السوسيولوجيا أساسا على منهج تصنيفي، أي تصنيف الظواهر الاجتماعية الشاملة، بناء على أنواع البنى دون ربطها بالزمن، أما منهج التاريخ فيتميز بطابعه الفردي. ثم من حيث حقيقة المعرفة: الحقيقة التاريخية هي حقيقة إيديولوجية، مما يضعف التاريخ كعلم..”
ثم تطرق الطالب الباحث نصر الدين خلاد إلى مكامن استفادة المؤرخ من المنهج السوسيولوجي، ليخلص بنا في الأخير إلى القول:” لا غرابة أن يسمد التاريخ من علم الاجتماع: المبادئ النظرية والمفاهيم والتصورات، ليستخدمها كأدوات للبحث التاريخي، إلى الدرجة التي أصبح فيها المنهج الاجتماعي في دراسة التاريخ، هو المنهج الأكثر احتراما وعلمية من بين مناهج البحث التاريخي المختلفة. ومن ناحية أخرى: يتسمدّ علم الاجتماع من التاريخ، المادة التي تُعيـنُه في فهم الأوضاع الاجتماعية الراهنة، إلى الدرجة التي أصبح فيها المنهج التاريخي في علم الاجتماع، هو أكثر المناهج احتراما وعلمية، هناك إذن: في علم التاريخ منهج اجتماعي، وهناك منهج تاريخي في علم الاجتماع”.
أما الطالب الباحث جمال جمال فقد اشتغل على ” هجرة اليهود من الأندلس إلى المغرب: دراسة اجتماعية تاريخية”، في حين كانت مشاركة الطالبة سميرة بوخبزة بورقة موسومة ب” التكامل المعرفي بين الطب وباقي العلوم من خلال كتاب عيون الأنباء وطبقات الأطباء” تضمنت المداخلة في بدايتها توطئة لعلاقة التكامل المعرفي بين العلوم خاصة الطب والفلسفة والتاريخ؛ فكان لزاما، تقديم تعريف للكتاب وصاحبه، واستجلاء مكامن التكامل المعرفي وتواصل العلوم بعضها ببعض من خلال ما ورد لدى ابن أصيبعة في طبقات الأطباء الذين عرفوا بموسوعيتهم العلمية وأغنوا الساحة الثقافية بفكرهم وإنجازاتهم.
كما تطرقت الباحثة لما ضمنه الكتاب من علوم شتى كانت مساعدة للطب وكانت سمة الطبيب في العصور الوسطى. مع ذكر منهجية المؤلف وأسلوبه في طريقة عرضه مادته التراثية الغنية؛ مع التأكيد على أن الاستفادة من المعارف المُتعددة في عصرنا هذا مطلب ملح، لما تقتضيه طبيعة العلاقة بين التخصصات المعرفية
كما شجعت المداخلة إلى الرجوع لمثل هذه الكتب الهامة باعتبارها مصادر جامعة مانعة، لدراسة تاريخ الحركة الثقافية وتطور الحضارة العربية الإسلامية في حقبة تاريخية جمعت مشارب العلوم والفنون. باعتبار المعرفة العلمية متعددة المداخل والحقول تكمل بعضها البعض فكريا ومنهجيا وأخلاقيا،
وكان للطالبة الباحثة نجاة لبيض رأي اخر في موضوع الحوار و التكامل بحيث تناولت الموضوع من زاوية تراثية وناقشت ” صور التكامل المعرفي في التراث العربي: الجاحظ أنموذجا”؛ واعتبرت بأن “التكامل المعرفي بين العلوم في التراث العربي خاصية من الخصائص التي ميزته وجعلته منارا للمعرفة عبر العصور، إذ شكلت كتب التراث العربي وموسوعاته أنموذجا خصبا لهذا التكامل، ومن أبرز الأعلام العربية التي شكلت إنتاجاته حقلا خصبا لمجموعة من العلوم، نجد عمرو بن بحر بن محبوب الكناني الشهير بالجاحظ، الذي جمع ما تفرق في غيره من ألوان العلوم، وتفرد في تكوينه العلمي والمعرفي وفي منجزه الفكري والأدبي”، و شددت على أن الجاحظ ” خاض غمار الحديث في مجالات معرفية أخرى بشكل يدل على معرفة واسعة ودراية عالية، فقد تكلم في الطب والفلك والموسيقى والكمياء والنبات والحيوان والمعادن والطبيعيات ولعل كتابه الحيوان أفضل نموذج لهذه العلوم الطبيعية، والرياضيات والسياسة والأخلاق والاقتصاد والدين والعقيدة والترجمة الخ.” وقادتها نتيجة بحثها إلى التأكيد على ” أن الجاحظ سيظل أنموذجا متفردا في التكامل المعرفي في التراث العربي، تستحق أن تكون قدوة يحتذى بها في مناهجنا التعليمية.” لتختتم الجلسة بمداخلة الطالب الباحث عبد الكريم العوني،” المهدي بن تومرت في الفكر الفلسفي: رؤى وتقاطعات”.
قامت الأستاذة الدكتورة زهرة العربي بتسيير الجلسة الخامسة التي ألقيت جميع مداخلاتها باللسان الفرنسي، فتناولت الطالبة الباحثة موضوع الأدب الشفهي في العصر الرقمي، “La littérature orale à L’ére du numérique: Tradition en évolution”. أما الطالب الباحث نور الدين البوشاري فاشتغل على دراسة حالة وجدة من حيث التواصل اللغوي والثقافي، وجاءت مداخلته تحت عنوان 🙁 ¨ Langue et communication culturelle ;la ville d’Oujda Ca d’étude”.). وقاربت مداخلة الطالب الباحث أمين جفجاف موضوع التواصل و مسألة البيئة: ( “La communication et la question de la développement.”). وجاءت مداخلة الطالبة سكينة لعرّبي ضمن الجلسة الخامسة حول موضوع دور الأدب في التربية البيئية؛ (“le rôle de la littérature dans l’éducation environnementale”)
بحماسته المعهودة وصرامته الأكاديمية في التسيير والتوجيه أدار فصول الجلسة السادسة الدكتور عبد المجيد أهري؛ فتدخل أنور البخاري في موضوع ” التفاعل الفني والتكامل المعرفي في المسرح”، فقد ذهب في بحثه، إلى معرفة صلة المسرح بعدد من المعارف والعلوم والفنون والتقنيات التي استطاع المسرح الموالفة بينها، والتي أعطته منذ نشأته وحتى الوقت الحالي مكانته وتميّزه عن باقي الأداءات الفنية نحو الموسيقى والرقص والغناء والتشكيل. أما مداخلة محمد عبد اللّوي فكانت حول” أهمية اعتماد التكامل المعرفي في تحقيق الجودة في المناهج الدراسية” وكان للطالبة الباحثة نادية نجار نصيب من هذا الطرح و اختارت الحديث عن ” صور التكامل في منهاج اللغة العربية بالثانوي الاعدادي”، أما الطالبة الباحثة هدى اشراكة ” التكامل المعرفي في مجال علوم الاعلام والاتصال”. وتختتم الجلسة العلمية السادسة بمداخلة الطالبة الباحثة نادية العساوي بعنوان” التراث الشعب الشفهي بمدينة جرادة: مقاربة تاريخية اجتماعية”.
أما أشغال الجلسة السابعة فقد أسندت للأستاذة الدكتورة جميلة رحماني من أجل تسييرها و تنشيطها، وبعد تجديدها للترحيب و الشكر لكل القائمين على مختبر التراث الثقافي والتنمية في شخص مديره الدكتور بنقدور بنيونس و منسق اليومين الدراسيين الدكتور العياشي ادراوي ، مررت الكلمة للطالب الباحث رشيد بن أحمد وناقش موضوع ” السياق التاريخي ودوره في بناء المعرفة”، وأجابنا عن سؤال الكيف أي كيف “يؤدي السياق التاريخي دورا مهما في بناء المعرفة، لذلك على القارئ أن يكون على معرفة بالسياق التاريخي الذي أنتج فيه النص، ومحاولة فهم الكلمات المستعملة فيه فهما تاريخيا. إضافة إلى ضرورة معرفة جوانب معينة من شخصية الكاتب، لأن ذلك يساعد على فهم مواقف الكاتب وأفكاره سواء منها الصريحة أو الضمنية”. أما الطالب الباحث أيوب براج في عرضه تحدث عن ” بعض مظاهر الزينة بالريف الأوسط: دراسة تاريخية اجتماعية ثقافية” وفي سياق حديثه عن هذه المظاهر استحضر جملة من الدراسات الأنثروبولوجية التي اشتغلت على منطقة الريف، وكشكل من أشكال الزينة اختار الحديث عن الوشم بين الأمس واليوم وبسط القول عن بعض التحولات التي يشهدها المجتمع الريفي. وجاءت ورقة الطالب الباحث عبد اللطيف العنطري بعنوان: “الرواية الشفهية والتاريخ: دراسة في الأهمية واليات التوظيف”. وذهب الطالب الباحث جمال جلولي إلى مقاربة موضوع “العلوم الإنسانية والاجتماعية وإشكال التعدد المنهجي” حيث سعى في ورقته البحثية إلى “الكشف عن الأسباب التي دعت الإنسان المعاصر إلى الاهتمام بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، وهو مُركِّز فيها على أهم القضايا الإنسانية والظواهر الاجتماعية التي اعتبرها المادة الأولية في موضوعه العلمي، وذلك وفق آليات منهجية تمكنه من رصد الظاهرة الاجتماعية في مختلف أبعادها من أجل فهم أعمق للذات الإنسانية مع محيطها الخارجي. وجدير بالذكر أن البحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية يعرف تداخلا معرفيا منقطع النظير بين العلوم على كافة الأوجه؛ الشيء الذي دعا الكثيرين للاهتمام بقضية التكامل المعرفي لتطوير العلوم عموما والعلوم الإنسانية والاجتماعية على وجه التحديد”.
واختتمت الجلسة العلمية السابعة والأخيرة بمداخلة نوبير تشلايت ” الصراع التنظيمي داخل المنظمة وآليات تدبيره: مقاربة متعددة المداخل”.
وفي نهاية الندوة العلمية و اللّمة المعرفية، نوه الدكتور بنيونس بنقدور مدير مختبر التراث الثقافي والتنمية التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة؛ بجميع المداخلات وبمستوى الأداء العلمي والبحثي للطلبة والطالبات، ونبه إلى تسميتهم بالطلبة المتمرنين نظرا لما تميزوا به نجابة وقوة في الطرح والاقناع بجدوى وأهمية أوراقهم العلمية.
أما منسق هذا المحفل العلمي الدكتور العياشي ادرواي فقد أشاد بجميع من حضر وحاضر وساهم في إنجاح فعاليات هذا النشاط.
متابعة: الخامس غفير