من المطالب الرئيسية لدى الحركة النسائية منذ النشاة، تحقيق المساواة بين الجنسين ، في جميع مناحي الحياة، مما تطلب من مكونات الحركة النسائية والحقوقية بدل مزيد من الجهود والتضحيات والنضال طيلة عقود من الزمن النضالي والحقوقي.
وإن كان تطور الحركة النسائية بتطور المطالب مع تطور المجتمع ، وفي تجاوب معه اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا راكم تجربة مهمة وحقق أهداف ومطالب لايستهان بها في سجل المكتسبات النسائية إلا أن مطلب المساواة يبقى الأهم والاساسي في هرم الحقوق النسائية.
وللتحقيق مطلب المساواة بين الجنسين ، تبقى الثوابت الوطنية مدخل أساسي لذلك ، عبر التنصيص على اعتبار المساواة من الثوابت الوطنية وبالتالي تعزيزها وتقويتها بقوة القانون والوثيقة الدستورية .
وحتى لا يفهم مصطلح المساواة بشكل جزافي من منظور ذكوري ، يستند إلى فهم سطحي يعتبر المساواة هي أن يصبح المجتمع كله ذكوريا أو انثويا ، أو تصبح مهام وخصوصيات المرأة مهام وخصوصيات الرجل أو العكس ، فإن المساواة هي الولوج بدون تمييز أو تفضيل إلى كل مناحي الحياة العامة، والاحتكام إلى الخبرة والتجربة والكفاءة ، مع توفير كل الشروط المطلوبة والضرورية للجنسين في التعليم والتربية والتكوين والتأطير.
إن تحقيق المساواة بين الجنسين بشكل صحيح وسليم سيؤدي إلى مجتمع متماسك ، قوي ، مواطن ، منتج ، يحقق التقدم والازدهار المنشود.
الحسن بنضاوش