مديرة “أبي ذر الغفاري” تنفي تهم “العنصرية وتحقير” الأمازيغية

نفت هند نونح، مديرة مؤسسة “أبي ذر الغفاري” بجماعة مولاي بوسلهام، التابعة لمديرية القنيطرة، نفياً قاطعاً ما جاء في بياني “التنسيقية المحلية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد” بالقنيطرة، وفي بيان جمعية أساتذة اللغة الأمازيغية بمديرية سيدي قاسم، من اتهامات لها بممارسات “عنصرية واللاتربوية والتمييز” ضد الأستاذة نعيمة أشهبون، المتخصصة في تدريس اللغة الأمازيغية بذات المؤسسة.

وأوضحت مديرة “أبي ذر الغفاري” في اتصال مع “العالم الأمازيغي” أن المؤسسة التي تُشرف عليها، يشتغل فيها “أحد عشر إطارا من موظفي الأكاديمية، ويعملون في ظروف تربوية عادية، أسوة بزملائهم من هيئة التدريس”.

ووصفت نونح ما جاء في البيانيين المذكورين وفي مقال للأستاذة نعيمة أشهبون، والذي نشرته في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي بـ”الادعاءات والمغالطات التي لا علاقة لها بواقع المؤسسة التي تُدرس فيها اللغة الأمازيغية منذ 13 سنة”.

وأضافت المتحدثة أن المؤسسة التي تشرف عليها “هي المؤسسة الوحيدة التي تدرس فيها الأمازيغية بجماعة مولاي بوسلهام، وهذا نعتبره امتياز وتشريف للمؤسسة” تقول نونح. مضيفة في اتصالها أن “مؤسسة أبي ذر الغفاري هي الوحيدة التي كانت تدرس فيها اللغة الأمازيغية للتلاميذ من القسم الأول إلى القسم السادس ابتدائي”.

وأشارت في ذات السياق إلى أن “جميع الأنشطة التي تقوم بها المؤسسة، تجد فيها أنشطة بالأمازيغية لفائدة التلاميذ”. وقالت بأن الأستاذة نعيمة “أشرفت شخصيا على تنظيم أنشطة بالأمازيغية لفائدة تلاميذ القسم الأول ابتدائي “.

وأفادت أن المؤسسة “أسست نادي للغات يضم اللغة الأمازيغية والعربية والفرنسية، وهذا نعتبره امتيازا لمؤسستنا”.

وأوضحت مديرة “أبي ذر الغفاري” أن الأستاذة المعنية ترفض تدريس طوال الأسبوع، باعتبار المؤسسة تشتغل من الاثنين إلى السبت، مضيفة أنها “تصر على التدريس من الاثنين إلى الجمعة، رغم أن توزيع الحصص الزمنية من اختصاص المديرية وليس من اختصاص الأستاذ”.

بدورها، وصفت المديرية الإقليمية ـ للقنيطرة والتابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط ـ سلا ـ القنيطرة، ما جاء في البيانيين المذكورين، بـ”إدعاءات باطلة ولا أساس لها من الصحة”، مشيرة إلى أنها  “تحتفظ المديرية بحق الرد على ما جاء في البيانيين من الاتهامات الكاذبة والافتراءات والابتزاز والمساومة من أجل الضغط على الإدارة للعمل وفق استعمال الزمن الذي سطرته الأستاذة بما يناسبها”. وفق تعبيرها.

وقالت المديرية في “بيان حقيقة” توصلت به “العالم الأمازيغي” إن “الأستاذة تعتبر أن الإدارة ليس لها الحق في توزيع الحصص وأن الأستاذ هو الذي يضع استعمال الزمن الخاص به والإدارة تقوم فقط بالتأشير والتوقيع عليه، بل تعتبر أن أستاذة اللغة الأمازيغية لا يتعين عليهم العمل يوم السبت ولدينا الحق في توزيع الحصص 24 ساعة في الأسبوع بطرقها الخاصة وليس من حق الإدارة التدخل في ذلك معتبرة توجيهات الإدارة والمفتش ممارسات لا تربوية وعنصرية”.

وأضافت المديرية “منذ التحاق الأستاذة الواردة اسمها في البيانين، خلال الموسم الدراسي المنصرم بالمؤسسة، وجدت الإدارة صعوبة في التعامل معها بخصوص توزيع حصص اللغة الأمازيغية وبعد أخذ ورد مع الأستاذة، عمل مفتش المادة بتوجيه ملاحظاته للأستاذة بتغيير استعمال الزمن الذي كانت تعمل به إلا أنها لم تستجيب لهذه التوجيهات، مصرة على العمل بالصيغة التي تناسبها غير أبهة بتوجيهات الإدارة ومفتش المادة ولا حتى الأساتذة المعنيين باللغة الأمازيغية”. حسب ما جاء في البيان.

وأشار المصدر إلى أن “تدرس اللغة الأمازيغية في المؤسسة بجميع المستويات منذ ثلاثة عشر سنة، وفي كل مناسبة وكل اجتماع تدعو إدارة المؤسسة الأساتذة إلى تنظيم ودمج اللغة الأمازيغية في جميع أنشطتها واحتفالاتها باعتبارها إحدى اللغتين الرسميتين للبلاد. علما أن المؤسسة تستفيد من مبادرة مليون محفظة ضمنها جميع كتب اللغة الأمازيغية الخاصة بالمستويين الأول والثاني”.

وقالت المديرية الإقليمية ـ للقنيطرة، في بيانها، إن “علاقة الإدارة بجميع الأطر العاملين بالمؤسسة هي علاقة يسودها التعاون والود والاحترام المتبادل”.

من جهتها، أكدت الأستاذة، نعيمة أشهبون، أنها “تعرضها لسلوكات لاتربوية وعنصرية من طرف المديرة وبعض زملائها، ممّا يؤثر سلبا على عملها وعلى نفسيتها”.

وأوضحت أشهبون في تدوينة على حسابها الخاص بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك):”منذ بداية الموسم الدراسي إلى يومنا هذا أغير صيغة استعمال الزمن الخاص باللغة الأمازيغية، بسبب أن مديرة المؤسسة تفرض عليّ أن أشتغل بصيغ غير تربوية وغير مناسبة للأستاذ المتخصص(30 دقيقة و 45 دقيقة)، لكونها تتنافى مع المذكرات الوزارية ولا تراعي مصلحة المتعلمين”.

وقالت الأستاذة أشهبون :”المديرة تقول أن الاشتغال بصيغة ساعة واحدة أو صيغة ساعة ونصف كثيرة على اللغة الأمازيغية، لكونها تعرقل حصص اللغتين العربية والفرنسية، و لكون اللغة الأمازيغية لغة الاستئناس فقط وليست مادة أساسية”.

وأضافت الأستاذة المتخصصة في الأمازيغية في جدارها الخاص:”المديرة تحاول إجباري أن أشتغل في يوم السبت رغم أنني أنهي حصصي 24 يوم الجمعة، حيث أنه لا توجد مذكرة تحدد أيام اشتغال الأستاذ المتخصص، في حين أنه ملزم فقط بإتمام 24 ساعة الخاصة به”.

واتهمت “التنسيقية المحلية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد” بالقنيطرة ، في بيان سابق، مديرة مدرسة “أبي در الغفاري”، بممارسة “عنصرية واللاتربوية والتمييز” ضد الأستاذة نعيمة أشهبون، المتخصصة في تدريس اللغة الأمازيغية بذات المؤسسة.

وقالت التنسيقية في بيان لها، إن مديرة مدرسة “أبي دار الغفاري” تُمارس ضد أشهبون “العنصرية والتمييز” والتفرقة بينها وبين زملائها بنفس المؤسسة”، إضافة إلى “احتقارها” مادة اللغة الأمازيغية إذ تعتبرها (المديرة) مادة غير أساسية. وهو ما اعتبرته التنسيقية “خرقا سافرا لما جاء في الدستور والمذكرات التربوية”.

وهو نفس الموقف الذي عبرت عنه جمعية أساتذة اللغة الأمازيغية بمديرية سيدي قاسم، إذ عبّرت هي الأخرى عن استنكارها لما وصفته بـ”الممارسات العنصرية واللاتربوية التي تتعرض لها الأستاذة أشهبون من طرف مديرة مجموعة مدارس أب ذر الغفاري”.

وطالبت الجمعية الأكاديمية الجهوية بالتدخل “للحد من هذه الممارسات ورد الاعتبار للأستاذة بعض رفض المديرية الإقليمية بالقنيطرة الاستجابة لتظلم الأستاذة داخل الآجل القانوني”.

منتصر إثري

شاهد أيضاً

جمعية “سكان جبال العالم” تطالب بتسريع بناء مناطق الأطلس الكبير المتضررة من الزلزال

جددت جمعية “سكان جبال العالم” فرع المغرب، هياكلها خلال الجمع العام العادي الذي نظمته بمدينة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *