قدم مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث عبد الجليل بوزوكار، مدير مؤسسة أرشيف المغرب جامع بيضا، الذي ألقى محاضرة حول الأرشيف تراث وحداثة، اليوم الخميس 18 أبريل ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال، وذلك في إطار احتفاء المعهد بشهر التراث.
وتحدث مدير مؤسسة أرشيف المغرب جامع بيضا عن تداخل التراث والأرشيف، وقدم مثال بعض البنايات التي تحتوي على كتابات، وسبق له أن أثار هذه النقاشات مع القائمين على جمعبة ذاكرة العالم، كما دعا المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث إلى الاهتمام بالارشيف لأنه ينتمي إلى صنف التراث.
ونسب أصل كلمة ارشيف الى اللغة اليونانية القديمة، واعتبر ان الارشيف له عدة حوامل لا يمكن حصرها في الورق، وتحدث عن حفظ اهل سوس لبعض وثائقهم المهمة في المخازن الجماعية “اكودار”.
وانتقلت ظاهرة تجميع الارشيف وتحويله الى ارشيف وطني من فرنسا، وانتشرت الارشيفات منذ القرن التاسع عشر والقرن العشرين، واصبح الارشيف يعني التنظيم المحكم، وهو المرادف الذي تشبث به نابليون بونابارت، وجعل من الارشيف إستراتيجية استعمارية، واعتمد عليه لاختراق المستعمرات.
وأكد ان الارشيف يحيل على استمرارية الدول والمؤسسات والمشاريع، عن طريق مراكمة الارشيف والاستفادة من أخطاء الماضي، ومنح قوة الحجية.
ثم تساءل عن حظ مغرب الأمس من الارشيف، وأجاب ان حظه كان ظئيلا فيما يتعلق بتنظيم الارشيف الرسمي للبلاد، لكن مع بداية التكالب الاستعماري أصبح المغرب مرغم على تجميع الارشيف، لان عدم توفره يضعف من قوة الندية للدولة، واستحضر حالات عاشها المغرب وهو يفتقد لنسخته من الارشيف
تحدث عن قضية الصحراء والمسيرة الخضراء، حضر الملك الراحل الحسن الثاني، لهذه المسيرة بتجميع وثائق وأرشيف وتقديمه لمحكمة العدل الدولية لاهاي، وكذلك بالنسبة للملك محمد السادس نصره الله الذي حاول إصلاح بعض الاختلالات التي عرفها المغرب فيما يخص حقوق الإنسان، ولوضع هذه الاختلالات في سياقها التاريخي، وهيئة الانصاف والمصالحة عانت من عدم تنظيم الارشيف وتعنت البعض من استرجاع الارشيف، في ظل غياب قانون يحمي الارشيف، ولما رفعت الهيأة ملف عملها، تم سن قانون الأرشيف وإحداث مؤسسة الأرشيف، وكذا اليوم الوطني للأرشيف الذي تم تحديده في تاريخ 30 نونبر.
واعتبر ان قوة تنظيم الارشيف مرتبط بالحداثة، وأن المغرب لا يزال بعيد عن بلوغ المستوى المطلوب في الأرشيف، وطالب بمجلس وطني للأرشيف، وبناية ذات هيبة دولة، ومختبر وقاعات تخزين بمسوى عالمي….، وهذا يحتاج الى إرادة سياسية وترسيخ ثقافة الأرشيف.