نظمت جامعة القاضي بشراكة مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو” يومي 2 و3 يونيو 2023 بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، الندوة العلمية الدولية حول: “الدبلوماسية الحضارية.. قراءات متقاطعة”.
وعلى امتداد أشغال هذا اللقاء، تم تسليط الضوء على “الدبلوماسية الحضارية”، كمفهوم جديد قيد التشكل، ضمن ما يعرف بالمسارات الجديدة للدبلوماسية التي ترمي إلى العودة إلى مداخل جديدة، تسهم في ترسيخ مبادئ السلم والتعايش والحوار، وتثمين قيم التعاون والتبادل والتفاهم.
وقد انصبت المداخلات المقدمة، وفق البيان الختامي، على قراءات ومقاربات متنوعة للموضوع، عكست تباين الحقول المعرفية للمتدخلين، وأهمية وراهنية الدبلوماسية الحضارية، في مرحلة مفصلية من تطور العلاقات الدولية، حيث همت المحاور التالية:
1 – مساهمات في التأصيل النظري لمفهوم الدبلوماسية الحضارية؛
2ـ الأدوار المفترضة لمختلف الفاعلين في الدبلوماسية الحضارية؛
3ـ دور منظمة الإيسيسكو كفاعل مؤسساتي، في تشكيل مفهوم الدبلوماسية الحضارية.
وقد مثلت هذه الندوة الدولية فرصة لتسليط مزيد من الضوء على أهمية الدبلوماسية الحضارية؛ كمفهوم حديث طرحته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو” في العام 2020، حيث أقرت الكثير من التدخلات على أنه مازال بحاجة إلى مزيد من الصقل، والتأطير المعرفي والبناء الفكري والسياسي، من خلال تظافر جهود مختلف الفاعلين في مجال التواصل الدولي من منظمات ومؤسسات ومراكز، وتمثيليات دولية.
كما تمّ التأكيد على أهمية وضرورة المضي قدما في الاتجاه الذي يعزز استثمار السياسي بالقدر الكافي لما هو ثقافي وقيمي.
ويعتبر هذا اللقاء الذي استضافته إحدى أهم وأعرق الجامعات المغربية، تجسيدا لانخراط المغرب بوصفه “بلد المقر” مع “الإيسيسكو”، في إغناء النقاش العلمي، وتطوير الأداء الدبلوماسي وجعله أكثر فعالية وانفتاحا.
وقد توج هذا الملتقى بالإعلان عن تأسيس كرسي علمي للإيسيسكو يخص الدبلوماسية الحضارية إيمانا من المنظمة في شخص مديرها العام، بضرورة انفتاح المنظمات الدولية على المؤسسات التعليمية، اعتبارا لكون الجامعة هي الوعاء الأكثر موثوقية وصلة بتحديات العصر، ويعد هذا الكرسي الذي يعتبر السابع والعشرين من الكراسي المائة التي تعتزم المنظمة إنشاءها في أفق 2025 و2026، والأول من نوعه في هذا الموضوع، والذي يعزز انخراط الجامعة في مواكبة مهن الغد وبناء شراكات موضوعاتية .
وفي هذا السياق، ثمن الحاضرون تأسيس هذا الكرسي العلمي، الذي سيساهم في تأصيل هذا المفهوم، وإثراء البحث الأكاديمي وإعطائه بعدا حضاريا، يتجاوز المقاربات الضيقة للدبلوماسية في زمن يشهد تشابكا مكثفا للعلاقات، ومحاولات حثيثة ل”أنسنة” الدبلوماسية.
هذا التثمين سيتوج من قبل جامعة القاضي عياض بفتح تكوينات وإحداث ماستر متخصص يعنى بالبحث وسبر أغوار المفهوم بمعية منظمة الإيسيكو التي أصبحت شريكا وذلك بغية إحداث نقلة نوعية للتواصل الحضاري وتقريب وجهات النظر ليس كبديل ولكن كطرح جديد يستفيد من التراكمات في الميدان.
اللقاء شهد حضور الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو”، والدكتور سعيد بن محمد البرعمي سفير سلطنة عمان، والسفير خالد فتح الرحمان مدير مركز الحوار الحضاري بالايسيسكو، بالإضافة إلى الدكتور فايز بن عبد الله الشهري وبمشاركة ثلّة من الأساتذة الباحثين والأكاديميين من جمهورية مصر العربية وتونس وموريتانيا والسودان وماليزيا والسعودية وسلطنة عمان والمملكة المغربية، وحضور عدد من الشخصيات الأكاديمية والمدنية، والطلبة، والمنابر الإعلامية المختلفة.