مراكش: جمعويون ومهتمون يناقشون الأزمة البيئية ضمن فعاليات “الفضاء البديل”

بالموازاة مع القمة المناخية “الكوب22” والتي ستنطلق رسميا الإثنين 7 نونبر بمراكش، نظم التنسيق الجهوي من أجل البيئة والمناخ مراكش ـ أسفي، لقاء موسعا صباح السبت 5 نونبر 2016، بقاعة الاجتماعات للمجلس الجماعي بمراكش، عرف مشاركة مهتمون ونشطاء الحركة الاجتماعية والبيئية والإعلام والفن والسياسة.

وشهد اللقاء تقديم تقارير عن الأوضاع البيئية بجهة مراكش، أسفي وعلى الصعيد الوطني وكذا شهادات عن بعض التجارب التي تصدى فيها الجمعويون للسياسيات المتسببة في التلوث البيئي، أجمع فيها جل المتدخلون على أن المغرب لا يتوفر على خارطة طريق وطنية حقيقية للتصدي لعواقب الثلوت.

وأوضح المهتمون أن الاخطار والمسببات البيئية تحتاج للبرامج التحسيسية وللمشاريع والقرارات المهمة، كما تحتاج إلى ميزانيات مهمة وبتدريسها في المقرّرات الدراسية، وأن تحضر في برامج الأحزاب السياسية، والقطع مع موسيمية الثقافة البيئية.

وفي مداخلة لها، تطرقت نبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب اليسار الاشتراكي الموحد، إلى التجليات وانعكاسات الأزمة البيئية على حياة الإنسان ورابطت بين حماية البيئة وبناء دولة الحق والقانون وتغيير النموذج التنموي القائم على الإنتاجية المفرطة.

وألحت منيب في مداخلتها على ضرورة بناء دولة المؤسسات والقطع مع ما سماتها بالنخب التي تجهل ابجديات الإكراهات التي يفرضها التغيير المناخي او الحفاظ على البيئة، كما طالبت المتحدثة بالكف عن نهب الأراضي وسرقته وتفويتها، وبسن سياسة ناجعة بخصوصية محلية للحد من التلوث الذي يهدد حياة الإنسان المغربي.

وأضافت منيب أن التغيرات المناخية تهدد السلم المجتمعي، مبرزة أن التربية والتحسيس مسؤولية الجميع، مشدّدة على ضرورة تطوير وحسن استغلال الثورة التكنولوجية التي يعرفها العالم اليوم.

بدوره تطرق رشيد الراخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي إلى علاقة الإنسان بالطبيعة ومساهمتة في تحسين مستوى معيشة الساكنة، وكذا دورها في تطور مختلف الانشطة المتعلقة بالمحيط البيئي، كما تناول الراخا في معرض مداخلته علاقة التقلبات المناخية عبر العصور بموجات و اسباب الهجرة السكانية والتحولات الثقافية والحضارية.

وطالب الراخا في مداخلته بالتصدي للنهب والسرقة والاستغلال الذي تتعرض له الأراضي في تغييب تام لمصالح السكان المحليين، وكذا التصدي للمشاريع التي تهدد حياة الإنسان المغربي بكل الطرق الممكنة، حتى وإن اقتضى الأمر تنظيم المسيرات والوقفات وكل الأشكال الاحتجاجية.

من جانبه، عزيز محب منسق شبكة المبادرة من أجل البيئة والمناخ باسم التنسيق الجهوي من اجل البيئة والمناخ، بتقرير عن الأزمة الايكولوجية، مظاهرها وتجلياتها وانعكاساتها. كما ذكر بالأهداف المتوخاة من فعاليات الفضاء البديل والأسئلة التي ستكون موضوع البحث والنقاش طيلة اسبوع بين خبراء ومهتمين بالمسالة البيئية ونشطاء من الحركة الاجتماعية الايكولوجية في المغرب وخارجه.

وقال محب بأن المسالة البيئية تهم الجميع، وزاد المتحدث قائلا: أن الناس تموت جراء مشكل البيئة وأن التصدي لمختلف مظاهر التلوث البيئي يحتاج إلى بلورة أجوبة حقيقة لأناس متخصصين، مطالبا بخلق نماذج تنموية تكون في صالح واقع وخصوصية المغرب، والحد الأدنى من شروط العيش.

أما الناشط الحقوقي محمد مريبح فقد أعطى شهادته عن الوضع البيئي بمدينة أسفي وآثار التلوث الصناعي على صحة الساكنة ومستواها المعيشي، مذكرا بتجربة الشبكة المحلية لمناهضة المحطة الحرارية قيد البناء.

كما قدم الناشط الجمعوي عبد العالي عطيف شهادة عن الوضع البيئي بحوض أوريكة والخطر الذي يتهدد هذه المنطقة المرشحة للتحول إلى منتجع سياحي خليجي للتزحلق الجليدي.

وطالب عطيف بالتصدي لهذا المشروع، والذي وصفه بالأخطر الذي يهدد حياة ساكنة منطقة أوريكة.

هذا ومن المنظر أن ينظم “الفضاء البديل” ندوة دولية حول الأزمة الايكولوجية والبدائل (وإطلاق حملة التوقيع على نداء مراكش) مساء الجمعة 11 نونبر بكلية العلوم السملالية بمراكش.

مراكش: منتصر إثري