مريم مريامي توقع أول ديوان لها

نظمت جمعية أمزيان حفل توقيع الطبعة الاولى لديوان الشاعرة الريفية المتألقة مريم مريمي: « lall n tidt » (صاحبة الحقيقة) ، وذلك يوم الأحد 29 يناير 2017 بفندق النخيل بالناظور.

يعتبر هذا الديوان الأول للشاعرة مريم مريمي، وقد صدر عن مطبعة « Rif impression » . ويقع في 123 صفحة من الحجم المتوسط، حيث يضم 26 قصيدة شعرية بأمازيغية الريف، بالإضافة إلى مقدمة و إهاء. ولوحة رائعة في واجهة الغلاف بريشة الفنان التئكيلي عبد العلي بوستاتي.

افتتح الحفل بدقيقة صمت ترحما على وفاة مجموعة من الشخصيات البارزة في هذا الشهر، وأبرزهم والدة الدكتور قاضي قدور و والد الفنان علال شيلح. بعد ذلك، أعطيت الكلمة لصاحبة “صاحبة الحقيقة” التي قدمت ورقة تعريفية عنها وعن مسيرتها كشاعرة، وتطرقت إلى مجموعة من العراقيل التي اعترضت طريقها حتى يخرج هذا الإبداع إلى حيز الوجود.

تقدم بعدها الأستاذ عبد الواحد حنو بمداخلة مطولة سرد فيها حيثيات الشعر في الريف قبل أن ينتقل من الشفاهية إلى الكتابة ودور المرأة الريفية في إبداعه إبداعا حقيقيا يحمل في طياته روح الريف، مخالفا لإبداع الرجل “أمذياز” الذي كان يتوخى من وراء إبداعه تحقيق الربح.

وقد استند في ذلك على دراسة صامويل بيارناي حول الشعر الشعبي في الريف، وكذلك على مجموعة من الدراسات قام بها باحثون من الريف أمثال اليماني قسوح و عبد المطلب الزيزاوي و جمال أبرنوص و فؤاد أزروال و حسن بنعقية و مصطفى العادك و جميل الحمداوي و غيرهم. ثم بعد ذلك عرج حول مبادرة المرأة الريفية إلى مزاحمة الشاعر الريفي في ميدان الكتابة و نشر الدواوين، حيث سرد تجارب مجموعة من الشاعرات مثل عائشة بوسنينة و فاظمة الورياشي و عائشة كوردي و مايسة رشيدة المراقي و غيرهن…

بعد ذلك انتقل الأستاذ عبد الواحد حنو لقراء تحليلة في الديوان ابتدأت ب بقراءة الغلاف و العنوان، ثم بعد ذلك عرج على مجموعة من القضايا الموضوعية التي ترصدها الشاعرة في ديوانها، والتي تتوزع على مجموعة من التيمات، كالحب و الأرض و الهوية و الطفولة و اليتم و المرأة… ثم بين كيف استعانت الشاعرة بالموروث الثقافي الريفي القديم، واستعارت من الحكاية الشعبية و الأمثال و ما كان يردد أثناء بعض الألعاب (حيدا ميدا مثلا) لتوظفها بشكل رائع في قصائد نسجت بين أصالة الماضي ولمسة الحاضر، في قالب جمالي وبرؤية واقعية. وبين الأستاذ عبد الواحد حنو أن الديوان استعملت فيه الشاعر لغة بسيطة تنهل من المعجم المتداول في كل مناظق الريف، مع انفتاحها على بعض المصطلحات من اللغة الامازيغية المعيارية..

وقد استهل الطالب الباحث لوكيلي يونس مداخلته بوضع المولود الأدبي الجديد في سياقه العام المعاصر، وذلك من خلال مجموعة من المعايير والمميزات منها: التأثر بالمرجعية الواقعية، التشبع بالآراء التقدمية، الإنتقال من وعي تقليدي إلى وعي عصري، إعطاء القصيدة نفسا جديدا على مستوى المبنى والمعنى…

وتميز الديوان الشعري “lall n tidt” (مالك الحقيقة) حسب نفس الباحث ب:

 أولا، من ناحية القصائد 26 يتبين أن الشاعرة عالجت قضايا عصرها بحيث يتداخل فيها المحلي بالوطني، والقومي بالإنساني

 ثانيا: حضور التراث الشعبي بشكل لافت سواء على مستوى الكم أو النوع(الأمثال الشعبية، الأسطورة، الحكاية،ألعاب الأطفال…) وهو ما أضفى على الديوان بعدا رمزيا وقوة في الدلالة والتعبير، وخصوصا حين تستلهم الشاعرة هذه الرموز في التعبير عن القضايا الآنية للإنسان من هموم ومعانات، فقد تمكنت من تصوير واقع فئات اجتماعية واسعة، وترجمة أحاسيسها ومواقفها. ويعتبر هذا التراث بالنسبة للشاعرة خزانا ومرجعا لمجموعة من القيم الإجتماعية، الأخلاقية والإنسانية المرغوبة والتي يحتاجها المجتمع الحالي ليعيش في سلام

 . ثالثا: توظيف الشاعرة لتقنية تداخل أجناس أدبية أخرى مع القصائد، من قبيل الحكاية والمثل الشعبي، وهو ما منحها القدرة على سرعة إيصال الفكرة إلى المتلقي رغم رمزيتها.

 رابعا: المعجم: انفتحت الشاعرة على اللغة المعيار، وحافظت في نفس الوقت على المعجم القديم للغة الأمازيغية في منطقة الريف وتنوعت الحقول المعجمية حسب المواضيع.

 خامسا: ما ناحية العروض، فنجد أن الشاعرة تجاوزت القصيد التقليدية المبنية على الميزان 12، إلى قصيدة حرة”izri  innufsrn   ” مبنية على السرعة في الإيقاع، مع الحفاظ أحيانا على قافية موحدة(ارتباط الشعر بالغناء) وتكسيرها أحايين أخرى، حسب نوعية المواضيع التي تعالجها القصيدة ما أضفى رونقا وجمالا وبهاءا على الديوان الشعري

 سادسا:يمتاز الأسلوب في هذا الديوان بالسهولة دون الميل إلى التصنع والتكلف، وذلك حتى يكون في متناول الجميع، ويمتاز بالواقعية والدقة، ومن خصائصه كذلك السرد، التشخيص والحوار….

 سابعا: الصورة الشعرية تميزة بالترميز وعدم التكلف، فهناك صور حقيقية وأخرى مجازية، وتتخللها مجازات واستعارات..

وفي الاخير، استمع الحضور الى بعض القصائد بصوت الشاعرة، قبل أن يأتي دور الفنان عبد العلي الرحماني الذي تفاعل الجمهور مع أغانيه الملتزمة .

بعدها اختتم الحفل بحفل شاي تخلله توقيع الديوان الشعري الجديد من طرف الشاعرة وحصول الحاضرين على نسخة موقعة منه.

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *