أثار انتباهي وأنا ألقي نظرة، أمس الاحد، إلى ما كُتب بالامازيغية على واجهة مستشفى سيدي سعيد بمكناس، الذي استقبل أكثر من 90 طالبا قادمين من مدينة ووهان الصينية، وذلك من أجل إخضاعهم للحجر الطبي لمدة تصل إلى 20 يوميا، سيخضعون خلالها الى متابعة طبية دقيقة للتأكد من سلامتهم الصحية وخلوهم من الإصابة بفيروس “كورونا”.
ما أثارني ليست كتابة الواجهة بالامازغية، لأن الامر يعتبر عاديا وضروريا بالنظر لما ينص عليه دستور البلاد، وعندما قرأت اسم مستشفى (اسكناف) وتابعت معتقدا ان العبارة التالية ستكون “سيدي سعيد” بتيفيناغ، إلا انني اصطدمت بحرف “الميم” بدل “السين”، فقلت في نفسي بان الامر يتعلق بخطأ آخر وقع فيه واضعو الواجهة كما هو الشأن بالنسبة للعديد من اللافتات والواجهات التي تزين بنايات المؤسسات الرسمية حيث تُرتكب جرائم في حق الامازيغية سواء على مستوى الترجمة او الكتابة بتيفيناغ..
وبعد إكمال القراءة وجدت أن الأمر يتعلق بـ”ماس انامّر” وتعني حرفيا بالامازيغية “سيدي سعيد”، وهو ما يعني ان الإخوة في مكناس تجاوزوا مجرّد كتابة الاسماء والواجهات بالامازيغية، وفي بعض الاحيان بتيفيناغ فقط من خلال كتابة الاسم العربي او الفرنسي بالحروف الامازيغية وكأن الامازيغية هي الكتابة بتيفيناغ،( قلت) أن اهل مكناس تجاوزوا ذلك إلى ما هو أهم وهو ترجمة كل شيء إلى الامازيغية، وضمنها اسماء الاعلام التي ترجمت إلى الامازيغية، على غير العادة، وذلك في سابقة قد تثير بعض الانتقادات وإن كانت المبادرة محمودة ومطلوبة..
م.ب