مسرحية “كلام الليل” أول مسرحية بعد الكوفيد

في إطار العودة إلى الأنشطة الثقافية، المتوقفة بسبب تداعيات فيروس كورونا، والإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروسcovid19، نظمت فرقة أمزيان للمسرح بالناظور مسرحية “كلام الليل”، والتي عرضت بتنسيق مع إدارة المركب الثقافي بالناظور والنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية – فرع وجدة، وذلك يوم الأحد 04 يوليوز 2021 بقاعة العروض التابعة للمركب الثقافي بالناظور على الساعة السادسة مساء، لفائدة 50 شخصا، وذلك احتراما للتدابير الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.

تدور أحداث المسرحية، في قبو بأحد العمارات الهولندية، فبينما يحتفل الجميع بليلة عيد الميلاد، يقضي شابان من بلد واحد، هذه الليلة، بالشجار والصراع فيما بينهما، الشخصية الأولى شخصية مثقفة وعميقة تحاول السيطرة على مجرى الأحداث فيما الشخصية الثانية شخصية مادية تحب الحياة والاستمتاع بها، وجمع المال أحيانا للوصول لحلم الزواج الاستقرار.

فهل سيتحقق التعايش بين هتين الشخصيتين النقيضتين؟

توطئة:

العرض المسرحي “كلام اليل” نص اقتبسه عبد الله أناس عن نص كتبه “سلافومير مروجيك” تحت عنوان “المهاجرون”، في فترة الحرب الباردة يحكي عن شخصيتان تشبهان في الظاهر شخصيتي “في انتظار غودو” لبكيت، لكنه في الجوهر أكثر واقعية وقسوة، لقد جاءا من بلد واحد، ويحمل كل منهما جنسية وجواز سفر، وليسا مهاجرين ضائعين، ورغم ذلك ينتميان إلى عالمين مختلفين أحدهما نقيض الآخر: مثقف وسياسي يائس، وعامل بسيط يعمل حمالا بأحد فنادق المدينة حلمه المتواضع يتلخص في رغبته في بناء بيت لأسرته، إنهما نموذجان للمغتربين الذين دفعتهم الظروف المادية والاجتماعية إلى الهجرة بحثا عن الأمان أو رغبة في كسب المال، ويجري الحدث الدرامي ليلة رأس السنة بهدف تعميق الهوة بين العالم الفوقي الذي يعيش في رغد مبتهجا ومنتشيا وهو يستقبل عاما جديدا، والعالم السفلي الذي يجتر معاناته وبؤسه، ويتخبط في أحكامه وأوهامه.

على الرغم من اختلافاتهما الإيديولوجية، يسعى الشابان لإيجاد مواقف التوافق بينهما، وتقليص الفارق بينهما، فينما تسعى الشخصية الأولى إلى تثقيف الشخصية الثانية، وتشجيعها على التغيير الإيجابي، تسعى الشخصية الثانية إلى إرضاء رفيقتها، في مواقف مختلفة. فهو إذن الحل الأوحد بينهما لتجاوز أزماتهما النفسية والاجتماعية، إنهما نموذجان لتدبير الاختلاف وتقبل الآخر رغم اختلاف الإيديولوجيات والأوضاع الاجتماعية، ليبرز إلى الوجود مفهوم الصداقة، والأخوة بينهما، رغم صراعاتهما النفسية الهائلة والكثيرة، إلا أنهما، لا يمكن لأحدهما العيش دون الآخر، ولا حتى الموت دون الآخر، إذ يعمد العامل إلى الإقدام على الانتحار، لكنه لم يستطع ترك رفيع خلفه، شعارهما فليعيشا معا أو ليموتا معا إنها روح الصداقة بينهما.

مسرحية “كلام الليل” للكاتب: سلافومير مروجيك، اقتباس النص: عبد الله أناس، إخراج: ياسين بوقراب، تـشخيص: ياسين بوقراب، عبد الله أناس، سينوغرافيا: ياسين بوقراب، إنجاز الديكور: سعيد قادي، الملابس: أسمة أدرغال، الإنارة والموسيقى: عبد الله عدوي، محافظة الخشبة: محمد الأمين والقاضي، مكلف بالأكسسوار: إلياس بوزكو، مساعد تقني فني: زكرياء أبو القاسم، إدارة الإنتاج: محمد أدرغال، الإعلام: محمد بومكوسي، العلاقات العامة: محمد لعكوبي، التصوير والتوثيق: رشيد موساوي.

تغطية: جواد شهباري

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *