مسرحية “يني إشارزن ثاغنانت” للكاتب أحمد زاهد تفوز بجائزة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية

فاز الكاتب المسرحي، أحمد زاهد، يوم أمس الخميس 16 أكتوبر الجاري، بجائزة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في صنف المسرح برسم سنة 2019، عن المسرحية الأمازيغية “يني إشارزن ثاغنانت” أو “العنيدون” الصادرة عن مطبعة البصيرة بـ تيفيناغ، العربية واللاتيني.

وتمكّن المؤلف الأمازيغي أحمد زاهد، من الفوز بجائزة المسرح الأمازيغي التي يمنحها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، كل سنة، بمناسبة الاحتفاء  بذكرى الخطاب الملكي بأجدير ووضع الظهير المؤسس والمنظم للمعهد، وهو الاحتفاء الذي نظم هذه السنة في دورته التاسعة عشر، تحت شعار “النهوض بالثقافة الأمازيغية ودعم منتجيها من رافعات التنمية”.

وتتمثل فكرة مسرحية ” العنيدون” في أن “الممثلين يكتشفون قبل بداية عرض المسرحية، اختفاء وغياب لباس محمد عبد الكريم الخطابي أحد الشخصيات الرئيسية في هذا العمل. وفي هذا العمل. وفي هذا الظرف المفاجئ، وفي انتظار هذا اللباس الذي قد يأتي أولا يأتي، يلجأ المخرج لفكرة عرض لوحات مسرحية مجزأة ومنفصلة”.

كما تتميز المسرحية بحضور وازن لشخصيات تاريخية من أزمنة مختلفة.

واختار المؤلف استحضار بعضها في سياق التطور الدرامي للمسرحية، فيما منح لشخصيات أخرى مساحة مهمة من خلال مشاهد تتخللها محاورات عميقة. “لقد وظف كاتب المسرحية هذه الشخوص بدقة متناهية لتؤدي أدوار محددة ولتبلغ رسائل رمزية كبرى”. يقول الكاتب أحمد الزيد في قراءته للمسرحية.

واعتمد أحمد زاهد في مسرحية “يني إشارزن ثاغنانت” عن العنصر التاريخي في تقديم أسئلته المركزية والبحث عن الأجوبة الممكنة، كما وظف شخصيات تاريخية مثل: طارق بن زياد، موحا حمو الزياني، الشريف محمد أمزيان، محمد عبد الكريم الخطابي. ماسنيسا، بوغرطة، شيشنى، أكسل، يوبا، سان أوغوستين، تيميا، تاكفاريناس، تاشفين، تومرت، زيري…

وتلامس مسرحية “من يزرعون العناد” قضايا متعددة ذات أبعاد مختلفة تتراوح بين الثقافي، الهوياتي، الاجتماعي، الاقتصادي والسياسي.

التاريخ الأمازيغي، الاستلاب الثقافي، وضعية اللغة الأمازيغية، الشرعية الدينية والشرعية التاريخية، حراك الريف، الواقع الاجتماعي في الريف، الهجرة السرية، منظومة العدالة والقضاء، نقد القيم السائدة، احتقار الذات، التهريب، الهجرة، المعاناة…، هي مواضيع ضمن أخرى تعالجها المسرحية وتشير إليها بإلحاح.

كما تتضمن المسرحية الفائزة بجائزة “ليركام” للمسرح الأمازيغي مشاهد ولوحات وحوارات طافحة بالرمزية. أول مظاهر هذه الرمزية هي استحضار طارق بن زياد كأول شخصية في مشاهد المسرحية قائلاً: “أصبحتم في هذه الجزيرة مثل الأيتام الذين يقتاتون من مأدبة اللئام. لا شيئ لتأكلوه إلا ما تجنونه بأيديكم”.

ويقدم المؤلف عبد الكريم الخطابي كشخصية محورية ورئيسية في المسرحية، سيتم استحضارها باستمرار في مشاهد المسرحية، وستنشب صراعات ونزاعات وصدامات بين الممثلين الثلاثة حول من منهم الأجدر بأداء دوره. تلخص الممثلة كل ذلك بقولها: الخطابي كانوا يتخاصمون معه، أما نحن فنتخاصم حوله.

كما أثار الكاتب قضية التاريخ الأمازيغي برمزية قوية من خلال تشبيه ما تعرض له من تغبيب بعملية ختان، حيث أزيل منه الجزء الأكبر، وتم اختصاره في 15 قرنا عوض 33 قرنا.

يذكر أن مسرحية “يني إشارزن ثاغنانت” هي المسرحية الرابعة للكاتب المسرحي، أحمد زاهد بعد كل من  “أريازن واغ”، “إزران”، ومسرحية “أرماس” التي فازت بدورها بنفس الجائزة  سنة 2013.

اقرأ أيضا

ندوة حول موضوع الفلسفة والحرب: مآزق العيش المشترك

نظمت شعبة الفلسفة، بالتعاون مع مجتمع الخطاب وتكامل المعارف وماستر الفلسفة المعاصرة: مفاهيم نظرية وعملية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *