مسعود بارازاني يؤكد على فشل الدولة المشتركة بين الكورد والعرب ويدعو لحسن الجوار

fasdfsad-740x425

دعا مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، الحكومة المركزية في بغداد إلى إجراء “حوار جدي”؛ من أجل إيجاد حلول للمسائل العالقة بين الطرفين، مشيراً إلى أن مفهوم المواطنة لم يتحقق، ولم يعد للحدود والسيادة معنى، مشيراً إلى أن “اتفاقية سايكس بيكو ماتت، ونحن من نقرر مصيرنا”.

جاء ذلك في رسالة مفتوحة نُشرت في بيان لرئاسة الإقليم، بمناسبة مرور 100 عام على توقيع اتفاقية “سايكس بيكو”، بين بريطانيا وفرنسا.

وقال بارزاني في الرسالة: ” لقد جرى بموجب هذه الإتفاقية إلحاق كوردستان بالدولة العراقية الحديثة العهد، وقد كان لهذا الإلحاق نتيجة كارثية، فبالرغم من تأسيس الدولة العراقية على أساس الشراكة بين القوميتين الأساسيتين (الكوردية و العربية) إلا أن مبدأ الشراكة مع الكورد تم تجاهله تماما من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة، وجرى إرتكاب الكثير من الجرائم والكوارث ضد شعب كوردستان، وقد كان نصيب شعب كوردستان من هذه الشراكة هو التعرُّض لكمِّ هائل من جرائم الإبادة الجماعية (الأنفال) بحق إثني عشر ألف شاب كوردي فيلي و ثمانية آلاف رجل بارزاني ومئة وإثنين وثمانين الف مواطن كوردي في منطقة كرميان وبقية المناطق، وتم قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيميائية المحرّمة دوليا بالإضافة الى تخريب وتدمير أربعة ألاف وخمسمئة قرية وحملات التعريب والتدمير والإبادة الجماعية”.

وأضاف: إن “اتفاقية سايكس بيكو ماتت، ونحن من نقرر مصيرنا، فإما أن نبقى على الشراكة مع العراق، أو أن نكون جيراناً جيدين”، مؤكداً أن: “هذه الاتفاقية أدت بعد الحرب العالمية الأولى إلى تفتيت المنطقة، دون أخذ رغبة السكان، والطبيعة الديموغرافية للمنطقة بنظر الاعتبار، وظُلمت شعوب المنطقة، وخاصة شعب كردستان كثيراً”.

وتابع: “كانت نتيجة هذا الاتفاق مأساوية على شعب كردستان في إطار الدولة العراقية بالمقام الأول، ففي الدولة التي شكلت على أساس الشراكة بين القوميتين الرئيستين وهي الكردية والعربية، تم تجاهل الشراكة، وتم إيقاع أكبر مأساة وظلم وإجحاف على شعب كردستان من قبل الحكومة والأنظمة العراقية المتلاحقة”.

ولفت إلى أن “شعب كردستان بذل كل ما لديه من أجل بناء العراق على أساس الشراكة والديمقراطية والفيدرالية، وللعمل على تحسين الوضع في العراق وكتابة الدستور؛ لإرساء الشراكة والتوافق، لكن في الواقع لم يتم العمل بالدستور، وتهربت الحكومة العراقية من الالتزامات، وانتهكت الشراكة، وقطعت قوت شعب كردستان”.

وقال بارزاني “وبهذه المناسبة فإنّ الحروب والكوارث وعدم الإستقرار والتطرف وحرمان الشعب الكوردي من حقه كان نتيجة من نتائج إتفاقية “سايكس ـ بيكو” التي أرادت دمج مكونات المنطقة وبالأخص في العراق بالإكراه في إطار دولة واحدة، ولم تشهد المنطقة أي سلام أو إستقرار في ظل سريان مفعول هذا الإتفاقية.. عملياً العراق مقسم الآن، والطائفية هي من تشكل خطوط هذا التقسيم، لقد خرق داعش الحدود، وأنشأ أخرى جديدة في العراق وسوريا، والكثير من البلدان الأخرى، وشعب كردستان غير مسؤول بأي شكل من الأشكال عن الوضع الحالي في العراق”.

واستدرك: ” وحول حق تقرير مصير الشعب الكوردي في أجزاء كوردستان الأخرى، نؤكد على خصوصية كل جزء، بمراعاة ظروفه الخاصة والتأكيد على الأخذ بمبدأ السلام والحوار لحل قضية الشعب الكوردي في كل جزء. المسؤولية عن هذا الوضع تقع على كاهل من قسموا المنطقة قبل 100 سنة من الآن، وكذلك على السياسات الخاطئة لحكام المنطقة وبغداد، الذين حاولوا إرساء الاستقرار بقوة السلاح والقهر، ولم ينجحوا في ذلك”.

ووقعت كل من بريطانيا وفرنسا الاتفاقية السرية في 16 مايو 1916، ممثلتين بالدبلوماسيين البريطاني مارك سايكس، والفرنسي جورج بيكو، حيث حصلت فرنسا على سوريا ولبنان ومنطقة الموصل في العراق، بينما ترك العراق، وتحديداً بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج الفارسي والمنطقة الفرنسية في سوريا لبريطانيا، التي حصلت أيضاً على فلسطين، وذلك بعد أن ثبّتت عصبة الأمم مضمون اتفاق “سايكس – بيكو” في إقرار مبدأ الانتداب.

وكان مسعود بارزاني قال في وقت سابق: “يجب على الإقليم أن يجري استفتاءً غير ملزم على الاستقلال”، مشيراً إلى أن “الوقت حان للشعب الكردي لكي يتخذ قراراً حول تحديد مصيره من خلال استفتاء”، فيما دعا المجلس الرئاسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه بارزاني، قبل نحو أسبوعين، إلى ضرورة إجراء “استفتاء من أجل الاستقلال”.

أمدال بريس/ س.ف

اقرأ أيضا

الاتحاد الإقليمي لنقابات الناظور يعلن عن تنظيم أيام السينما العمالية

في إطار سعيه لتعزيز الوعي الثقافي وتسليط الضوء على قضايا العمال، أعلن الاتحاد الإقليمي لنقابات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *