مسلسل سيليا.. “النيكَرو” أو الدرس التلفزي القادم من الريف

بقلم: ميمون اسعيذ*

قبل آذان صلاة المغرب حتى صلاة العشاء حاولت أن أبحث لنفسي عن باحة للاستراحة في باقة قنواتنا المغربية في اليوم الأول من شهر رمضان.

آلة التحكم عن بعد لم تغادر راحة يدي وأنا أضغط عليها هاربا من الوجوه القديمة في حموضتها وهي تقف في وجهي كلما أطللت على قناة ما.

حاولت الانفلات منها لكني دائما أجدها أمامي وقد سبقتني للوجهة التي وضعت رحالي فيها؛ تبعتني في الأولى، في الثانية، في قناة الأفلام وفي قناة محـمد السادس للقرآن… كلما هربت بسمعي وبصري أجدها صامدة في خنشوشي بإشهاراتهم لمنتوجات في تعداد المقاطعة، بأغاني تآكلت موسيقاها ونكت استخرجت من الأرشيف وأعمال درامية تلوك نفس الأسلوب ونفس الحوارات بنفس الأفواه والديكورات أيضا…

وفي لحظة اليأس هاته، أنا التائه بين دروب دار البريهي وعين السبع استرعى انتباهي وجه ألفته خارج شاشة التلفزيون، اقتربت من الشاشة للتأكد، كان حدسي صحيحا إنها عصفورة حراك الريف سيليا الزياني، ظننت في أول الأمر أني أحلم، ثم سرعان ما تأكدت من واقعية هذه اللحظة غير المؤلوفة وأنا أتابع حركاتها وحواراتها وهي تتحدث عن انعدام جامعة بمدينة الحسيمة في مسلسل رمضاني على القناة الأمازيغية.

ازدادت حيرتي وتتبعت الحلقة باهتمام، ومع توالي الأحداث أخذتني الحبكة النصية الاستثنائية وانغمست بجوارحي في تتبع صراعات الشخصيات الأخرى وهي تعكس قضايا مرتبطة بالإنسان الأمازيغي بالريف وتعرض لأول مرة في قناة عمومية، لم أفطن إلا البسمة تعلو شفتاي أمام فضاء تلفزيوني جديد يعكس واقعا معيشا تعبر عنه وجوها ناضرة في أدوارها خاشعة. بتيمات واقعية وانية.

فور ظهور جنيريك النهاية استقرت في مخيلتي ثلاثة أفكار قابلة للبوح، أولها انتظروا الدرس التلفزي القادم من الريف، ثانيها سيليا تجيد النضال والابداع أيضا، ثالثها هو أن مسلسل النيكَرو قد يعوضني في معاناتي وقد ينسيني صلاة التراويح. اللهم الطف.

* فنان أمازيغي ملتزم

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *