مسيرة على الأقدام لساكنة “تلارواق” باتجاه الحسيمة والأمن يتدخل لمنعها

snhaja2في سابقة هي الأولى من نوعها، قامت ساكنة تلارواق بمنطقة صنهاجة سراير التابعة ترابيا لإقليم الحسيمة، بتنظيم مسيرة على الأقدام باتجاه مدينة الحسيمة (حوالي 115 كيلومتر)، احتجاجا على تفويت قرابة 90 هكتار من أراضيهم من طرف تعاونية فلاحية لصالح إحدى الشركات من أجل إنشاء مشروع المدينة الجديدة الذي دشنه الملك سنة 2008.

واحتشد العشرات من ابناء القبيلة، بينهم رجال ونساء وأطفال صباح الإتنين 25 يوليوز الجاري، في الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين تطوان والحسيمة عبر تارجيست واساكن والمؤدية إلى عمالة الحسيمة، مؤكدين عزمهم تنظيم مسيرة على الأقدام باتجاه المدينة الساحلية وما أن قطعوا حوالي 5 كيلومترات مشيا على الأقدام حتى تفاجؤوا بعدد كبير من قوات الآمن تحاصرهم عند قنطرة واد اورينگا وتقوم بتطويق المحتجين، ومنعهم من إتمام مسيرتهم نحو عاصمة الإقليم.

وقالت مصادر مطلعة، أن تدخل قوات الأمن أسفر عن عدد من الإصابات والإغماءات في صفوف المتظاهرين، بعد أن تدخلت بقوة لمنعهم من إكمال مسيرتهم باتجاه الحسيمة.

وانطلاق الصراع بين ساكنة تلارواق والتعاونية الفلاحية المذكورة مباشرة بعد أن أصدر القضاء حكما في قضية ملكية أراض السهل الأصفر بجماعة إساگن، المتنازع عليها بين ساكنة فرقة تلارواق التابعة لقبيلة آيث سداث المتواجدة بمنطقة صنهاجة سراير بجبال الريف، وتعاونية فلاحية مكونة من 19 فرد ينتمون لنفس القبيلة، لصالح الاخيرة، حيث استفادت من تعويض تفويت قرابة 90 هكتار من تلك الارض الممتدة على 500 هكتار لصالح شركة CGI من اجل انشاء مشروع المدينة الجديدة الذي دشنه الملك سنة 2008.

وأوضح الناشط الحقوقي، شريف أدرداك، أن “الساكنة تؤكد امتَلاكها لوثائق تثبت ان تلك الأرض كانت تعود لهم خلال الاستعمار الإسباني. غير أنه بعد الاستقلال تم إصدار قانون الاراضي المسترجعة سنة 1973، وفي عام 1975، تم إنشاء تعاونية في المنطقة، مكونة من 19 شخص من أعيان المنطقة كانوا ينتمون لحزب الاستقلال، استفادوا من 500 هكتار واستَولوا على تلك الأرض واستقروا فوقها وبنوا منازلهم هناك، لتدخل الساكنة من حينها في صراعات قضائية لإثبات ملكيتها”.

وعلى إثر ذلك، يضيف أدرداك “دخلت الساكنة منذ أزيد من شهرين في اعتصام مفتوح واحتجاجات من اجل المطالبة بإعادة الارض لها واستفادتهم من تعويضات نزع الملكية لصالح مشروع المدينة الجديدة عوض أعضاء التعاونية الفلاحية الذين استفادوا”، مضيفا أن ما زاد الطين بلة هو تدخل العديد من البرلمانيين على الخط وأرادوا استغلال هذه المظاهرات لاستقطاب أصوات المحتجين في الانتخابات التشريعية القادمة” .

وأضاف أدرداك، أن ممثلوا الساكنة اجتمعوا بعامل الحسيمة، واشتكوا من التهميش والفقر، وتم انتداب رؤساء مصالح عدد من القطاعات، من الماء والكهرباء والطرق، للنظر في الموضوع وتكوين لجنة تقنية للاطلاع عن قرب على هذه الشكايات. كما وعد عامل إقليم الحسيمة الساكنة بتكوين لجنة تقصي الحقائق مكونة من برلمانيي المنطقة والمجلس الجماعي والأعيان ومنتمين للتعاونية المذكورة، مباشرة عقب عيد العرش، للنظر في قضية الأرض التي تملكها الدولة حاليا وفق حكم قضائي ابتدائي ونهائي” يورد المتحدث.

أمدال بريس: منتصر إثري

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *