مشاريع كبرى لتأهيل مهد الإنسانية “أدرار إيغود”

أكد المهندس بعمالة إقليم اليوسفية، حميد كمال، أن المشاريع التي أطلقتها السلطات العمومية في إطار مشروع كبير لتأهيل موقع “إيغود” والأماكن المحيطة به، حينما سترى النور، سيكون لها أثر كبير على شروط عيش الساكنة.

وأوضح كمال، في تصريح لوكالة المغرب الرسمية للأنباء، أن هذا البرنامج الطموح والمندمج يضم أزيد من 30 مشروعا تروم تهيئة وتثمين الموقع الأركيولوجي لإيغود (50 مليون درهم)، وتأهيل مركز الجماعة الترابية إيغود (125 مليون درهم)، وكذا توسعة وتقوية المحاور الطرقية المتصلة بالموقع التاريخي ومحيطه (135 مليون درهم).

وأضاف أن شركاء هذا البرنامج الممتد على مدى ثلاث سنوات (2018-2020)، هم وزارة الداخلية ووزارة التجهيز والشباب والرياضة والمجالس المنتخبة (مجلس الجهة والمجلس الإقليمي لليوسفية وجماعة إيغود).

وفي معرض حديثه عن الجانب الثقافي لهذا الورش الكبير، اعتبر المدير الجهوي للثقافة بمراكش آسفي، عزوز بوجميد، أن هذا الموقع التاريخي المدرج منذ 20 نونبر 2017، ضمن قائمة التراث الوطني، يستحق أن يتوفر على مركز تراثي جدير بهذا الغنى والتفرد الأركيولوجي لموقع إيغود.

وأوضح بوجميد، في تصريح مماثل لوكالة الأنباء الرسمية، أن إحداث هذه البنية المندمجة ستشكل، إلى جانب دورها في صون وتثمين أحد الجوانب التراثية الوطنية، نقطة مركزية للأبحاث التاريخية على صعيد إفريقيا وستمكن من إشعاع أكبر للنتائج المحققة، لاسيما لدى منتظم الباحثين على الصعيد الدولي.

وسيتوفر هذا المركز، الذي سيكلف مبلغا يصل إلى 30 مليون درهم والمطابق للمعايير الدولية، على فضاء مخصص لاستقبال الجمهور (إعلام، تذاكر ومتاجر …) وفضاءات للعرض (دائمة ومؤقتة وتعليمية …) وفضاء بيداغوجيا (تنشيط وورشة) وفضاء للمطالعة والتوثيق، إلى جانب فضاء مخصص للطاقم الإداري والمستخدمين ولتطوير مهام المركز.

وسيشمل هذا المركز أيضا، فضاء للحفاظ على التحف والإعداد للمعارض، وفضاء للوجستيك وصيانة البناية، ومساكن وظيفية، إلى جانب مساكن مخصصة للأركيولوجيين المنقبين عن لقى أثرية بـ”دار الأركيولوجيين”.

وفي هذا الإطار، أعلن بوجميد عن استكمال كافة الدراسات الأساسية المرتبطة بإحداث هذا المركز التراثي، وإطلاق أشغال إنجاز هذه البنية ذات الحملة العلمية الكبير في غشت أو شتنبر المقبل.

وستهم تهيئة موقع جبل إيغود توطين لوحات إرشادية وإحداث ولوجيات للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتهيئة مسلك للزيارة، وتوطين مقر للموقع يتلاءم مع الجانب التراثي لهذه المنطقة، وذلك في احترام دقيق لبيئتها الطبيعية، إلى جانب إقامة نظام داخلي وخارجي للإنارة.

وارتباطا بالجانب المتعلق بالبنيات التحتية، تتولى مجموعة العمران، طبقا لمقتضيات الاتفاقية الموقعة، الإشراف على تنفيذ مشاريع ممولة من طرف وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة ووزارة الصحة.

وفي هذا الإطار، أشار مدير وكالة العمران بآسفي – اليوسفية، حامت فرحاتي، الى أن المشاريع الممولة بقيمة 35 مليون درهم من طرف وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، تهم تهيئة المسلك الرئيسي لمركز إيغود (16 مليون درهم) وتأهيل الأحياء وتهيئة الساحة المركزية.

وأضاف السيد فرحاتي لذات المصدر الإعلامي أن المجموعة ستشرف على مشاريع ممولة من قبل وزارة الصحة، من ضمنها توسيع مركز الصحة بالجماعة، مع إحداث مصلحة مستعجلات للقرب وبناء دار للأمومة.

من جانبه، أكد ممثل المديرية الإقليمية للتجهيز بآسفي، محمد أمين بدر التاج، أن ثلاثة مشاريع سترى النور على صعيد هذه الجماعة الترابية. ويتعلق الأمر أساسا، بتقوية المحاور الطرقية الرابطة بين إيغود ومدن شيشاوة وآسفي والصويرة، وكذا مشروعين لبناء منشآت فنية.

ويهم هذا البرنامج الطموح أيضا، مكونا بيئيا يتعلق بتهيئة المطرح العمومي لمركز إيغود وأشغال التطهير ومعالجة المياه العادمة، التي ستنتهي الأشغال بها قريبا.

من جهته، أبرز رئيس جماعة إيغود، خالد الخلادي، أهمية هذه المشاريع الهيكلية وآثارها الإيجابية، التي من شأنها أن تساهم في تنمية الجماعة وتقوية تحسين جودة البنيات التحتية على مستوى هذا الجزء من التراب الوطني، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يتضمن إنجاز مقر جديد لجماعة إيغود.

بدوره، أشاد رئيس مؤسسة التراث والأبحاث الأركيولوجية بإيغود، نجيب بن علو، بإحداث هذا البرنامج الكبير، الذي يرمي إلى تثمين موقع جبل إيغود وتحقيق التنمية المستدامة المنشودة بهذه الجماعة.

وأشار بن علو إلى أن المشاريع المبرمجة في إطار هذا الورش الكبير تتواصل بوتيرة حثيثة، مذكرا بأن هذا البرنامج يستجيب لانتظارات ساكنة هذه الجماعة القروية.

وشدد على أن الجماعة القروية لإيغود أصبحت ورشا مفتوحا لمشاريع هيكلية ومندمجة، ستغير من مشهد هذا الجزء من التراب الوطني.

يذكر أن هذا التراث الأركيولوجي المتفرد يزخر بعدد من الحفريات البشرية التي تشمل جمجمتين للإنسان العاقل (إيغود 1 وإيغود 2) والفك السفلي وعظم عضد طفل (إيغود 3 وإيغود 4)، ما أتاح معطيات أركيولوجية جديدة مكنت من تحديد أصل الإنسان العاقل.

وتمكن فريق من الباحثين المغاربة والفرنسيين، سنة 2017، من العثور على جمجمة أقدم إنسان عاقل تعود لـ300 ألف سنة، وهو الاكتشاف الذي قلب المعارف العلمية التي كانت تؤرخ لأصل الإنسان العاقل عند 200 ألف سنة، وأدى هذا الاكتشاف إلى اعتبار هذه المنطقة مهدا للإنسانية.

اقرأ أيضا

ندوة حول موضوع الفلسفة والحرب: مآزق العيش المشترك

نظمت شعبة الفلسفة، بالتعاون مع مجتمع الخطاب وتكامل المعارف وماستر الفلسفة المعاصرة: مفاهيم نظرية وعملية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *